أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الرئيس وإعادة الاعتبار للكفاءة.. الانتخاب الطبيعى طريق التقدم والواسطة تورث الجمود

الأحد، 04 أغسطس 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو نجحنا فى إنهاء المجاملات والواسطة والمحسوبية فى كل المناطق، وأصلحنا المحليات نكون بالفعل دخلنا طريق التقدم السريع، فالدول المتقدمة تقدمت بالعدل والتكافؤ بين أفرادها بحيث يكون المجتهد فى المقدمة والجهد أساس تولى المناصب، وليس القرب أو البعد عن دوائر النفوذ. لقد قال الرئيس كل هذا بوضوح فى لقاء «اسأل الرئيس» فى ختام مؤتمر الشباب السابع. 
 
والواسطة والمحسوبية وتوريث المناصب هى أكثر مناطق الجمود، لأنها تمنع أصحاب الكفاءة والموهبة من تولى ما يستحقون، وتدفع للمجتمع بالضعفاء والبلداء مما يضعف الأداء العام ويؤدى للترهل والجمود والفساد. 
 
ثم إن استبعاد الأكثر كفاءة يفقد العمل والتفوق قيمته، ويضاعف من إحساس المتفوقين بأن جهدهم ضائع وغير مقدر، حيث تنجح المجتمعات على الانتخاب الطبيعى، حيث يتقدم الأكثر كفاءة واجتهادا وليس الأقوى بمفهوم المال أو النفوذ.
 
كان هذا هو ملخص ما طرحه الرئيس عندما قال إن المجاملات تفسد الاختيارات وتؤدى للتردى والتراجع، بينما الكفاءة والاختيار بناء على شروط واضحة هو الذى يؤدى لتجديد النخب بشكل طبيعى، وبناء على قوانين الواقع وليس على قواعد الأقوى.
 
لقد شهدت مصر خلال عقود شيوع الواسطة وتوريث الوظائف المهمة وغير المهمة فى كل القطاعات وتولى غير الأكفاء مناصب لا يستحقونها، بينما تم استبعاد من هم أحق بها، والنتيجة كما نراها، كل المواقع المهمة محجوزة للأبناء والأحفاد، بل إنه فى المصالح والمؤسسات المختلفة تم اختراع قواعد غير مشروعة لتعيين الأبناء مكان الآباء وهو ما يمنع التطور الطبيعى، وقد أشرنا إلى أن أبناء الفقراء الذين حصلوا على تكافؤ الفرص فى التعليم والترقى لأنهم متفوقون منهم من منع تكافؤ الفرص عن غيره وورث أبناءه، وحدث هذا فى الجامعات والسلك القضائى والأجهزة المختلفة والبنوك والشركات الكبرى. بل إن بعض كبار هذه التخصصات خرجوا ليعلنوا أن توريث المواقع حق لأبنائهم، كأننا نتحدث عن أراض أو عقارات وليس عن مواقع ومناصب يفترض أنها حق للأكفأ.
 
 لقد مر الرئيس فى حديثه عن إنهاء المجاملات، بواحدة من أخطر النقاط فى واقعنا، والتى تتطلب تحركا حقيقيا لإعادة الأمور لنصابها، وفرض قواعد الانتخاب الطبيعى بناء على المعرفة والكفاءة والموهبة والقدرات وليس على المجاملة والواسطة. 
 
وبالطبع، فإن هناك فئات تعارض إعادة هذه القواعد، لأنهم يستفيدون من هذا، وسوف يتوقف المجتمع عن البحث عن الواسطة فى حال شعر الجميع أنهم أمام قواعد عامة مجردة وصفها الرئيس بأنها «قواعد عمياء» لاترى اسم الشخص أو موطنه أو عائلته فقط تنظر لمؤهلاته وقدراته ومواهبه ومدى قدرته على تولى هذه المكانة، وأمامنا أدلة كثيرة على أهمية اختيار الأكفاء، فى المشروعات القومية الكبرى، الأنفاق والكبارى والطرق والعاصمة الإدارية، نرى مهندسين شبابا وفنيين يقومون بأكثر التصميمات صعوبة، ويتم التنفيذ بكفاءة عالية لا تحتمل الخطأ. 
 
لقد تحدث الرئيس بوضوح عن برامج جديدة يخضع لها المتقدمون لا يكون للعامل البشرى دور فيها، ودعا لإعادة لجان اكتشاف المواهب الرياضية والفنية بناء على المواهب والقدرات، وليس على المجاملات. وفى حال نجحت الدولة فى إعادة الاحترام للكفاءة والموهبة وأتاحت تكافؤ الفرص أمام الجميع، ساعتها يمكن القول إننا دخلنا إلى مصاف التقدم الحقيقى، حيث تكون القيادة للعلماء والأكثر كفاءة وخبرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة