ماهر المهدى

كيف تبدأ عملا في أفريقيا 5

الخميس، 29 أغسطس 2019 12:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من مميزات الدول الأفريقية في مجال الأعمال والتجارة سهولة النفاذ الى هذه الدول بسهولة الحصول

على التأشيرات المطلوبة لأصحاب الأعمال ولمن يعملون معهم طوال الوقت . فليست هناك مشاكل

واضحة فيما يتعلق بتأشيرات رجال الأعمال والعاملين لديهم وفي مشاريعهم عند الرغبة في دخول أي من

الدول الأفريقية تقريبا . كما تمتاز الدول الأفريقية أيضا بيسر التعاملات الداخلية مع الجهات المختصة

بنشأة وتنظيم وحماية الأعمال والاستثمارات ، بحيث يمكن لأصحاب الأعمال الوصول الى صانعي القرار

أنفسهم من الوزراء . كما يمكن لرجال الأعمال أيضا الوصول الى رؤساء الدول بيسر نسبي عند الحاجة

الى ذلك وبترحاب من جانب القيادات الأفريقية ، وخاصة اذا تعلق الأمر برجال أعمال مصريين جادين

ويريدون التحدث في مسألة من مسائل أعمالهم . وقد نفذت الكثير من الشركات المصرية ذات القدرات

والامكانات المتباينة الى السوق الأفريقية المتعطشة الى كل المنتجات والى كل الصناعات خلال السنوات

القليلة الماضية ، ربما بسبب تزايد الصعوبات في الأسواق الأجنبية الأخرى خارج القارة الأفريقية . فيسر

التعامل والاجراءات من أهم المزايا التي قد يبحث عنها رجال الأعمال ، فضلا عن قابلية العيش في

المجتمع محل الاستثمار والاندماج فيه وتقبله . فلا تقوم الأعمال في يوم ، ولكن في وقت طويل قد يصل

الى سنوات وعقود أحيانا . ولا تقوم الأعمال لتنتهي خلال أيام أو سنين بسيطة حتى . وانما تسعى

الأعمال الى النجاح والى الاستمرارية ، لأن أعظم الربح قد يأتي لاحق ومع الاستمرار لفترات طويلة

بنجاح وصمود وتقدم في الاسواق التي تمارس فيها تلك الأعمال . ولكن ، قد يعيب الأعمال المصرية

حقيقة ترددها في البقاء في السوق وترددها في العيش في تلك الدول التي تدخلها لتمارس النشاط

التجاري أو الاستثماري فيها . وتظل الأعمال المصرية وأصحابها في حالة البين بين أو حالة الواقفين

على السلم ، فلا هم يصعدون لينضموا الى أهل الطابق العلوي ، ولا هم يهبطون الى الطابق الذي يقيمون

فيه أو أتوا منهم ويريحون أنفسهم ومن معهم . والتردد شيمة من شيم الضعف وطريق الى فقد الكثير من

الوقت والمال والطاقة . والأعمال الكبيرة انما تحب وتؤثر الراسين الثقال الذين لا يسمحون للتردد باقتحام

سكينتهم وتشتيت أفكارهم والعبث بقدرتهم على اتخاذ القرار . بل وكل عمل يحب أن يكون صاحبه ثقيلا

رزينا قادرا على الثبات في مكانه وممارسة نشاطه التجاري أو الاستثماري بصبر وحكمة وحرفية ، حتى

يؤتى العمل ثماره ويزهر ويصبح مثار اعجاب ومحل تقدير . أما الراغبون في العودة كل حين الى مصر

للاحتفال بالعيد الصغير ثم بالعيد الكبير ثم لقضاء رمضان ثم للراحة قليلا والاطمئنان على أهل البلد ، فقد

لا يجنون ثمارا لأعمالهم الا النذر اليسير اذا تحقق أصلا . فما تأتي الراحة الا بالتعب والخسارة . ولو

كانت الراحة والكمون في مضاجع النوم يأتيان بخير ، اذا لظل كل منا في فراشه لا يبرحه . ورغم ما

أشرت اليه من يسر في النفاذ الى الأسواق الأفريقية ، الا أنها قد تعاني أيضا من سلبيات الفساد والرشوة

بشكل مكثف أحيانا ، فضلا عن شظف العيش في بعض المناطق ، وهو يتطلب من الأعمال القائمة أن

تتواجد بوعي وأن تكون محل رعاية من القائمين عليها ، وأن يكون القائمون على تلك الأعمال ذوي

حكمة وبصيرة وصبر في معالجة الأمور دون تصعيد درامي بلا داع أو موجب . فالأعمال تحب السكينة

والأمان والسلام حولها حتى تزدهر . وبالتالي ، وجب على القائمين على كل عمل مراعاة ذلك كله وما

يتطلبه ، ولا سيما في ضوء تراخي قبضة القانون في بعض الدول وعجزها عن تملك زمام الأمور ، بحيث

قد يؤدي كل تصعيد لمستصغر الأمور الى خسائر أكبر كان يمكن تفاديها بالحكمة والاخوة . فالاخوة

الأفريقية ينبغي أن تكون حقيقية ، وينبغي أن نحسها وأن نمارسها في معاملاتنا وأن نستوعبها في فكرنا

العميق ، والا أصبحت هناك فجوة تحتاج الى علاج .

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة