نهاية ريان الإسكندرية.. الحكم على رئيس مجلس إدارة شركة فيبكو للأدوية بالسجن 10سنوات وتغريمه 10ملايين جنيه.. المتهم جمع 3 مليارات جنيه من المواطنين لتوظيفها.. واستخدم اللحية لزيادة ثقة العملاء فيه.. (صور)

المتهم استخدم أموال المواطنين فى تجارة الأدوية والمقاولات

افتتح قناة فضائية دينية بدعم من الدعوة السلفية
 

فى واقعة لم تعد غريبة على المجتمع المصرى منذ فترة الثمانينيات وهى ظاهرة "الريان" التى انتشرت لسنوات طويلة لوضع أموال المواطنين لدى أحد الأشخاص، ومنهم أحمد الريان أشهر صاحب شركة لتوظيف الأموال، وفى محافظة الإسكندرية ظهر ريان جديد منذ سنوات صاحب شركة فيبكو للأدوية بمنطقة محرم بك، كان يجمع ملايين الجنيهات شهريًا من المواطنين بعدما ذاع صيته فى مختلف أرجاء الإسكندرية.

من هو صاحب الشركة

محمد عبد الحميد حسن والشهير بـ"محمد صابر" هو من أبناء منطقة محرم بك بالإسكندرية بدأ حياته فى مجال المشويات بمحل صغير بمنطقة عرفان بمحرم بك ثم بدأ الشاب فى إطلاق لحيته ويسافر لعدد من الدول وعاد بإنشاء شركة للأدوية "فيبكو" وشركة للاستثمار العقارى ثم سلسلة محلات مشويات بالإسكندرية وأصبح له صيت فى كل أنحاء الإسكندرية بعدما ما حقق أرباحًا هائلة فى هذه المجالات وأصبح يودع لديه جميع المواطنين بالمحافظة والمحافظات المجاورة والتى وصلت إلى أكثر من مليار جنيه.

وهو أحد قيادات الدعوة السلفية وترشح للبرلمان فى عام 2010 وانسحب من السباق الانتخابى واستثمر أموالاً بعد 2011 فى الإعلام وأنشأ قناة أمجاد الإسلامية عام 2013.

وفى عام 2018 تعثر محمد صابر عن دفع المستحقات للمودعين ما أدى إلى استياء المواطنين وتجمهر عدد كبير منهم أمام الشركة للمطالبة بصرف المستحقات وورد بلاغ لمباحث الأموال العامة بالإسكندرية بالواقعة.

هروب المتهم الرئيسى قبل البلاغ

كانت وردت معلومات للإدارة العامة لمباحث الأموال العام، تفيد بتورط إحدى الشركات "مرخص لها بمزاولة نشاط فى مجال تصنيع الأدوية ومستحضرات التجميل- كائنة بمنطقة محرك بك بمحافظة الإسكندرية"، فى مجال توظيف الأموال من خلال تلقيه مبالغ مالية من بعض المواطنين لتوظيفها مقابل أرباح شهرية بالمخالفة لأحكام القانون.

ومن خلال تكثيف الجهود وإجراء التحريات تبين قيام محمد.ع.ح- مواليد 1969، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب - غادر البلاد يوم 31 أغسطس 2018 متجهًا لإحدى الدول العربية- عبر ميناء برج العرب الجوى، ومحمدم.م- مواليد 1985، مدير حسابات بالشركة، ومحمود.م.أ- مواليد 1985، مدير إدارة نظم المعلومات بالشركة، وإسلام.ع.ع، مواليد 1982، مدير فرع لذات الشركة.. مقيمون بدائرة قسم شرطة محرم بك بالإسكندرية بممارسة نشاط إجرامى فى مجال توظيف الأموال فى مجال تجارة الأدوية مقابل فائدة شهرية بالمخالفة للقانون، مُتخذين من الشركة الكائنة بدائرة قسم شرطة محرم بك مقرًا لمزاولة ذلك النشاط المؤثم.

وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاعى الأمن الوطنى والأمن العام ومديرية أمن الإسكندرية تم ضبط المتهمين عدا المتهم الأول وعُثر بمقر الشركة مبلغ مالى قدره (14,123,835جنيه).، ماكينة لعد النقود، جهاز لاب توب، جهاز كمبيوتر بمشتملاته، (3) آلة حاسبة، جهاز تحديد أرقام تردد العملاء، مجموعة كبيرة من الشيكات وإيصالات الأمانة.

وبمواجهة المتهمين المضبوطين اعترفوا بممارسة نشاطهم الإجرامى بالإشتراك مع المتهم الهارب، والمبالغ المالية المضبوطة من متحصلات نشاطهم الإجرامى من إيداعات بعض العملاء، وتم تجهيز جزء منها تمهيدًا لتوزيعها كأرباح شهرية على عملاء آخرين، وأن جميع بيانات العملاء من أسماء وأرصدة وأرباح مسجلة على الحواسب الآلية المضبوطة بالشركة.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة جارٍ تكثيف الجهود لضبط المتهم الهارب.

حكم المحكمة

قضت المحكمة الاقتصادية بالإسكندرية، برئاسة المستشار أمير عدلي، رئيس المحكمة، بمعاقبة رئيس مجلس إدارة شركة الفتح للأدوية "فيبكو" بالسجن لمدة 10 سنوات، وتغريمه مبلغ 10 ملايين جنيه ورد المبالغ التي تلقاها من المجني عليهم لتوظيفها والتي بلغت مائة مليون جنيه، ومعاقبة 4 آخرين من موظفي الشركة بالسجن لمدة 5 سنوات لاشتراكهم معه، صدر الحكم بعضوية كل من المستشارين أشرف المليجي، وأسامة محمود، وأمانة سر مصطفى يسرى ومحمود عمارة.

وتبين أن الشركة تلقت مبالغ مالية من المواطنين لتوظيفها قدرت بمبلغ 3 مليارات جنيه، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

محاولات للاستعطاف

ورغم صدور حكم الحبس على المتهم الرئيسى فى القضية إلا أنه هارب فى إحدى الدول العربية وما زال يدير حسباته على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وفى محاولة منه لاستعطاف المواطنين بنشر أدعية دينية لنصره المظلوم وأن كل البلاغات المقدمة ضده كيدية، ومن المواطنين استجاب لهذه المحاولات بالدعاء له بالنجاح والنصرة ومنهم من طالبه بأمواله التى أخذها منهم دون أرباح.

وفى ظل هذه البلاغات هناك عدد من المواطنين يثقون فى رئيس مجلس الإدارة وأنه سيمنح كل المواطنين أموالهم ولكنه متعثر ماليًا خلال هذه الفترة، وذلك لأنه قام بإقناعهم به لسنوات طويلة بمنحهم ربحًا شهريًا وأن هذه النسبة مطابقة للشريعة الإسلامية بنسبة الأرباح، وأن أي تاجر معرض للمكسب والخسارة .