أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

تونس وسؤال المستقبل القريب

السبت، 27 يوليو 2019 05:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا بد أن يكون الجميع فى تونس منشغلا بسؤال المستقبل بعد وفاة الرئيس الباجى قايد السبسى.. ولا بد أن يكون الشعب التونسى قلقا على مستقبل البلاد السياسى بعد مرحلة اصطفاف وطنى خلف رجل استطاع بحنكة وحكمة سياسية أن يعبر بالبلاد إلى شاطئ الاستقرار السياسى وكان عنصر توازن بين مختلف الفرقاء السياسيين والضمانة لتجربة الانتقال الديمقراطى السلمى فى تونس.

الشعب التونسى هو صاحب الكلمة فى مستقبل وطنه السياسى مثلما حسمها فى السنوات الثمانية الماضية وكانت كلمته هى العليا فى تجنب تونس الصراع الايديولوجى ووقعها فى فخ الاسلام السياسى. الوعى السياسى والحس الوطنى للشعب التونسى واصطفافه حول الدولة ومدنيتها واستقرارها كان عامل الحسم فى 2014.

الخوف الآن من مرحلة خلط الأوراق وارتباك المشهد السياسى بعد رحيل الرئيس الباجى رفيق بورقيبة ومستشاره ووزيره طوال فترة حكمه.. ومراقبون سياسيون يتوقعون أن تفتح وقاه الرئيس لصراع ساخن على السلطة فى ظل وضع سياسى مأزوم ووضع اقتصادى واجتماعى صعب وواقع إقليمى غير واضح.

والفرصة للانقضاض على السلطة اصبحت متاحة لتيار الإسلام السياسى للعودة للمشهد مرة آخرى بدعم من أطراف إقليمية لم ترضَ بالتحول الديمقراطى السلمى فى تونس وتولى الرئيس الباجى السلطة وهى أطراف معروفة بأطماعها فى المنطقة وحلمها بامتطاء صهوة حصان طروادة وهى جماعة الإخوان والتنظيم الدولى لها بعد أن تهاوت هذه الأطماع فى مصر وفى تونس وقى سوريا الآن.

التجربة الديمقراطية التونسية تخوض مرحلة اختبار جديد وتحديات جديدة أولها القدرة على تجاوز واجتياز المرحلة الانتقالية وبأقل قدر من الأضرار السياسية حتى 15 سبتمبر المقبل وإعلان اسم الرئيس الجديد للبلاد... وصمود التفاهمات بين الإسلاميين والعلمانيين، رغم الشكوك التى تحيط بهذه الاتفاقات الآن بعد وفاة الرئيس الباجى.

ملفات داخلية كثيرة مازالت مفتوحة تتعلق بقانون الانتخابات وتعديلاته وربما تفتح الباب أمام تنافس شرس للوصول إلى قصر الرئاسة فى قرطاج وهى تحديات أمام الرئيس المؤقت والبرلمان.

نتمنى كعرب أن تتجاوز تونس المرحلة المقبلة وتجنب فوضى سياسية قد تسعى اليها بعض الأطراف وهنا يبقى الأمل معقودا على الشعب التونسى فى استحضار مرة أخرى الاصطفاف الوطنى بعيدا عن التجاذبات السياسية والصراعات الأيديولوجية وتوفويت الفرصة على "الذئاب السياسية" التى تتحين فرصة الانقضاض والانفراد بحكم البلاد وإحياء مشروعها البغيض فى المنطقة مرة أخرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة