تونس الخضراء تودع نصير المرأة.. التونسيات يزغردن فى موكب التأبين.. ورؤساء الدول يودعونه بذكر محاسنه.. الراحل تعلق بالحرية والانفتاح ودافع عن القضايا العربية والإقليمية.. ووصيته الأخيرة: ادفنونى بجوار والدىّ

ودعت تونس الخضراء، اليوم السبت رئيسها الراحل محمّد الباجى قايد السبسى الذى توفى الخميس الماضى بالمستشفى العسكرية، متأثرًا بوعكة صحية أصابته، وهو تاريخ تزامن مع الذكرى 62 لعيد الجمهوريّة، وينقل إلى مثواه الأخيرة بمقابر الجلاز، التى أوصى بالدفن فيها، بالقرب من والديه، فى جنازة وطنية شارك فيها ملوك ورؤساء الدول، والشعب التونسى الذى أصر على التواجد والحضور فى الأماكن التى سار فيها موكب الجثمان.

 وفى نفس السياق قدم قادة ورؤساء دول  لتونس حكومة وشعبا تعازيهم على هذا المصاب الجلل، مثمنين نضال الرئيس الراحل والدور الفعال الذى لعبه فى خدمة تونس وإنجاح المسار الديمقراطى ودعم علاقات تونس الخارجية، ومواقفه الحكيمة والرصينة إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية.

وقال الرئيس الجزائرى عبد القادر بن صالح، فى كلمته بمراسم تأبين رئيس الجمهورية الراحل الباجى قايد السبسى، إن الجزائريين والجزائريات يتقاسمون مع الشعب التونسى المصاب الجلل الذى ألم بالعائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة.

اعتبر الرئيس الجزائرى، فى كلمته التى نقلتها وسائل الإعلام، أن الباجى قايد السبسى هو خسارة للجزائر والعرب والمسلمين وكافة محبى السلام عبر العالم، وليس خسارة للعائلة ولتونس فقط.

 وتابع قائلًا: عرفناه أيام المحنة وكان إلى جانبنا وناصر قضيتنا، عرفناه بعد الاستقلال وكان من الذين هندسوا من أجل تمتين العلاقات بين البلدين.. ربطتنى به صلة قديمة آخرها بعد خروجه من المستشفى حيث تبادلنا وجهات النظر حول قضايانا المشتركة.'

وأضاف أن فقيد تونس كان مدافعا على الحق والعدالة وعمل على بناء وطنه والدفاع عنه، متابعا لذلك نحن نقف اليوم احتراما وتقديرا كى نترحم عليه ونتمنى للعائلة والشعب التونسى الصبر لتجاوز هذا الامتحان، وأنا متأكد وثقتنا كبيرة أن الشعب الذى أنجب أمثال الباجى قادر على مواصلة المشوار، وأن يسير فى الخط الذى رسمه الراحل .

 من جانبه قال محمد عباس الرئيس الفلسطينى: ''إن السبسى هو الذى حمى تونس وحافظ على استقرارها وديمقراطيها فى أصعب الظروف وهو خليفة الحبيب بورقيبة رائد الواقعية السياسية فى التاريخ المعاصر وصاحب الفضل فى استضافة تونس للفلسطينيين على أرضها ''.

وأكّد أبو مازن، أنه على قناعة تامة بأنّ الشعب التونسى سيحافظ على الإرث الوطنى الذى تركه الباجى قايد السبسى والحبيب بورقيبة لتونس، التى لها فى قلوبنا منزلة خاصة ولا ننسى أبدا وقوفها مع فلسطين.

أما رئيس جمهورية ألمانيا الإتحادية، فرانك - فالتر شتاينماير فقال، إن تونس تخسر بوفاة قايد السبسى رجل دولة عظيم الشأن كرس سنوات طويلة من حياته من أجل التطور السياسى فى بلاده ".

وقال الرئيس البرتغالى مارسلو ريبالو دى سوز، إن رحيل الباجى قايد السبسى خسارة كبرى باعتباره من الركائز الأساسية لتجربة البناء الديمقراطى الجارية حاليا فى تونس".

أما رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب، فقد غرد معزيًا:الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى حامى الشعب التونسى الذى يعمل دون كلل .

وعزت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فيرناندا إسبينوسا قائلة: الرئيس الراحل كان نصيرا للمساواة بين الجنسين، وساهم فى تعزيز الوحدة والاستقرار فى البلاد".

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيراس.، أن الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى شخصية محورية فى تاريخ تونس واستقلال البلاد".

وقالت رئيسة مالطا السابقة مارى لويز كوليرو، إن الرئيس الراحل كان سفيرا حقيقيا للمساواة بين الجنسين، بعد أن أحدث ثورة هادئة لتأمين ديمقراطية فعالة".

وعلق الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون إن قايد السبسى نجح فى الدمج بين أفضل القيم الإنسانية والسبل العملية لتحقيق تطلعات الشعب التونسي".

وجاءت كلمة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التى قال فيها أن الأمة العربية فقدت برحيله زعيما وطنيا ساهم فى خدمة قضاياها العادلة والدفاع عنه.

فيما قال نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن "الفقيد قاد تونس فى أحرج أوقاتها بحكمة وروية واقتدار".

وأشار المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة إلى أن الرئيس الراحل كان من القادة القلائل الذين يجادلونك فى الكتب التى يقرؤونها كما يجادلونك فى المسائل التى يعالجونا".

فيما قال الرئيس التشادى إدريس ديبى أن الفقيد شخصية محنكة قاد البلاد باقتدار منذ سنة 2014 ، وفق سياسة تقوم على التسامح والسلام والتوافق".