أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

سبوبة اختبارات القدرات

الأحد، 21 يوليو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحقيقة لا أرى فى تلك الاختبارات سوى سبوبة، تتحملها الأسر المصرية، بالإضافة إلى أنها مصدر للضغط النفسى على الطلاب، الذين انتهوا من ضغط نفسى أكبر اسمه " الثانوية العامة" والامتحانات المركزية، وعام دراسى طويل ممتد، حتى يجد الطالب أنه أمام تحد جديد قد يمنعه من الالتحاق بالكلية التى يرغب الدراسة فيها بسبب اختبارات القدرات، الذى يضع على كاهل الطالب مسئوليات وأعباء وكأنه مكتوب على الأسرة المصرية، أنه لا فائدة ولا أمل فى قسط من الراحة أو السلام الأسرى.

اختبارات القدرات هذا العام تقدم لها نحو 130 ألف طالب وطالبة، أى ما يقرب من 20% من إجمالى طلبة الثانوية العامة، فى العديد من الكليات، هى الإعلام – التربية الرياضية – التربية الفنية – التربية الموسيقية – الفنون الجميلة – الفنون التطبيقية، ورسوم هذه الاختبارات تصل إلى 400 جنيه، أى ما يعادل 52 مليون جنيه بالنسبة لمجموع الطلبة هذا العام، يتم توريدها إلى خزائن الكليات المذكورة، مع العلم أن العدد المقبول لن يتجاوز 20% فقط من إجمالى المتقدمين، بالإضافة إلى أنها تتم قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة، بما يشير إلى أن بعض الطلاب لن يتمكنوا من الالتحاق بالكليات  التى يرغبون فيها بسبب ضعف المجموع فى الثانوية العامة، حتى وإن تجاوزوا هذه الاختبارات.

الملفت فى تجربة اختبارات القدرات، التى تصدر عنها وزارة التعليم العالى بيانات يومية، أنها لا تعتمد على المقابلات الشخصية أو التواصل المباشر مع الطالب، بل هى مجرد امتحان تقليدى إلكترونى أو ورقى، لا يتم خلاله قياس مهارات الاتصال لدى الطالب أو القدرات الشخصية أو التعامل مع الجماهير، بل هى معركة على الورق ليس أكثر كما هو الحال فى النظام التعليمى البائس الذى نعتمد عليه الآن.

لو توقفنا عند اختبارات القدرات فى كلية الإعلام جامعة القاهرة كنموذج، نجد أنها عبارة عن مجموعة أسئلة كبيرة اختيار من متعدد أو  "صح وخطأ "، لا يمكن بأى حال أن تقيس مهارات الطالب على العمل الإعلامى، أو الصياغة وطريقة التفكير أو فنون الكتابة، بالإضافة إلى أن هذه الاختبارات تحرم جزء كبير من الطلاب الذين يرغبون فى التعلم، فهى تتعارض مع منطق التعلم، فلا يخلق المرء إعلاميا أو صحفيا، بل الأمر يخضع لخبرات وتجارب عديدة على مدار سنوات وسنوات حتى يصل إلى حد الاحتراف، وما نراه على مدار سنوات من الطلبة المتدربين من مختلف كليات الإعلام على مستوى الجمهورية يؤكد أنه لا تحسن فى مستوى الأفكار أو الصياغة أو القدرة على العمل الصحفى، والأمر كله عبارة عن خبرات نظرية فقط تختلف كثيرا عن الواقع، لا تضيف للطالب بل تقذفه إلى سوق العمل بمجموعة من المصطلحات التى لن يجد لها أصداء فى الواقع.

أرى أن كل كلية تحاول أن تخلق لنفسها "ريشة" وتميز وجودها بما يسمى "اختبارات القدرات"، التى تصادر على رغبات أبنائنا وحقهم فى التعلم دون عوائق أو عقبات،  ويحكمها سبوبة تسمى اختبارات القدرات، يعرف القائمون عليها جيدا أنها لا تقيس شئ ومجرد تحصيل حاصل، ولا يمكن الاعتماد عليها بأى حال فى تقييم الطالب.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة