د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: صور للعلاقات الإنسانية

السبت، 13 يوليو 2019 06:01 م
  د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: صور للعلاقات الإنسانية داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعتقد أن أفضل نوع من العلاقات يمكن أن يربط بين البشر، هو العلاقة الطردية، وهي العلاقة القائمة على التوازن النفسي، بمعنى أن كل إنسان يمنح مما يأخذ، أي تسير العلاقات على خطٍ متوازٍ، فكلما أخذت حبًا مثلاً، منحت حُبًّا، أو أخذت اهتماماً، منحت اهتمامًا، فهذا النوع من العلاقات يخلق حالة من الاستقرار النفسي والذهني؛ بسبب عدم وجود صراع، فالثقة والأمان والطمأنينة هم الأضلع الثلاث لمثلث الاستقرار، وحالة الاستقرار هي التي تخلق التوازن النفسي المطلوب لإنجاح أي علاقة.

ولكن للأسف، هناك الكثيرون الذين يرسمون علاقاتهم بشكل عكسي، أي أنك تجدهم أوقات في حالة عطاء وحنان بلا حدود، وعندما يجدوا الطرف الآخر يمنحهم الحب والحنان والتضحية، يُكشروا عن أنيابهم، ويبدأوا في التنمر، وأيضًا هناك من يُوليك اهتمامًا شديدًا، وعندما تُبادله هذا الاهتمام باهتمام أكبر، يبدأون في حالة الاستهتار بك، واللامبالاة باحتياجاتك، وهكذا يستمر الصراع، وبعد أن كانت العلاقة تسير بشكل طردي، تتخذ الشكل العكسي بلا مبرر منطقي.

وأسوأ علاقة على الإطلاق، هي العلاقة التي يكون أحد أطرافها يسير بشكل طردي، في حين أن الآخر يُصر على أن يجعلك تسير بشكل عكسي، بمعنى أن هناك من يبحث عن الاستقرار والعطاء، والآخر يصر على أن يجعل تلك العلاقة تسير وفقًا لظروفه وأهوائه، فتارةً يكون في منتهى اللطف والرقة، وتارةً أخرى يكون في قمة القسوة والعنف، فللأسف، الطرف الأول يدفع ثمن هذه التقلبات، لدرجة قد تُدمر أعصابه تمامًا.

وعليه، فمهما تصورنا، فأشكال العلاقات بين البشر متشابكة، ولا يمكن حصرها في شكل واحد أو شكلين، وإن كنت أظن أن أهم صور لتلك العلاقات هما الطردي والعكسي، وأظن أن من يسير في حياته بشكل طردي، هو أكثر اتزانًا؛ لأنه يمنح بصورة أفضل، ويبحث عن التفاهم، وخلق حالة من الاستقرار الحقيقي؛ فهذا الشخص يُمكن أن يطلق عليه لقب "مُريح نفسيًا"، في تعاملاته، ويكون أكثر صدقًا في مشاعره، وشديد التدفق في حنانه.

لذا لو أردت أن تعيش في أمان، فاجعل علاقاتك طردية بمن حولك، ولو قابلت من يُريدها عكسية، فابتعد عنه؛ لأنك لن تنجح معه، إلا إذا عاملته بذات الأسلوب، وحينها ستكسبه وتخسر نفسك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة