أكرم القصاص

إيران وتركيا.. خصوم فى سوريا وأصدقاء للإرهاب فى ليبيا

الثلاثاء، 07 مايو 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائمًا كانت السياسة بلا قلب، ولا علاقة بالحب والكراهية وإنما بالمصالح. نقول هذا بمناسبة التناقض الظاهر فى علاقة كل من تركيا وإيران بالتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة فى ليبيا. 
 
فالمعروف أن تركيا وقطر كانتا تدعمان داعش والنصرة « القاعدة» والتنظيمات الإرهابية، وكانت تركيا ممرًا لدخول وخروج المسلحين الأجانب من كل دول العالم. وفى المقابل كانت إيران وحزب الله تقفان مع دمشق وبشار الأسد فى مواجهة المسلحين. 
 
وبالرغم مما يبدو من تناقض ظاهرى بين إيران وتركيا، فقد ظلت العلاقة بين طهران وأنقرة قائمة تجاريًا واقتصاديًا وعسكريًا. أى أنهما يتحاربان فى جبهة ويتصادقان فى باقى الجبهات، لكن الجديد هو اتفاق إيران وتركيا فى مساندة ميليشيات داعش والقاعدة فى ليبيا التى تحارب الجيش الليبى.
 
فقد أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان، «أن التحشيد العسكرى فى ليبيا يجعل أوضاعها أكثر تعقيدًا». وقال إن أمريكا تريد تحرير نسخة أخرى من محاولات زعزعة الاستقرار فى فنزويلا، بالتزامن مع ليبيا، ولمصلحة السعودية».
 
ولم يكن موقف تركيا وإيران واحدًا فيما يتعلق بليبيا، ولكنه امتد إلى رفض كل من تركيا وإيران اتجاه إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتصنيف جماعة الإخوان ضمن المنظمات الإرهابية. فقد اعترض الرئيس التركى رجب أردوغان، حذر حزب «العدالة والتنمية» التركى الحاكم، من اتخاذ الإدارة الأمريكية قرارًا بتصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» «تنظيمًا إرهابيًا». وكان الموقف الإيرانى واضحًا فى رفض القرار، وانتقاد الولايات المتحدة. 
 
نحن أمام مفارقات قد تبدو متناقضة عن طبيعة السياسة والأدوار المتعددة والمتناقضة يفترض نظريًا أن تركيا وإيران على طرفى نقيض فى سوريا، تركيا وقطر تساعدان وتدعمان الميليشيات التكفيرية ومنها النصرة وداعش، بينما إيران تدعم النظام والرئيس بشار الأسد، ومعروف أن قطر مولت ودعمت جماعة النصرة، وجه تنظيم القاعدة، بينما حاربت إيران ضد هذه التنظيمات. وهو ما يجعلها متحاربة لكن على مستوى العلاقات بقيت الخيوط ممتدة، فقد استعانت قطر بكل من إيران وتركيا فى مواجهة الرباعى العربى. واستفادت كل من إيران وتركيا من عائد التجارة والتصدير للدوحة، وأيضًا تقديم خدمات أمنية وعسكرية واستخبارية. 
 
وبالتالى فإن موقف تركيا وقطر طبيعى فيما يتعلق بدعم ميليشيات طرابلس والقاعدة وداعش، الجديد هو موقف إيران الذى يتناقض مع موقفها من سوريا، لكنه يناسب مصالح إيران الآن. بل أن الدوحة عندما أرادت كسر الحصار الجوى اختارت المجال الجوى السورى بالرغم من أن قطر دعمت التنظيمات التكفيرية مثل النصرة وداعش وتنظيمات أخرى متطرفة ساهمت فى صنع الفوضى بسوريا طوال سنوات.
 
كل هذه المواقف والانقلابات من قبل الأطراف تشير إلى أن المصالح بالنهاية هى التى تحكم. إيران تريد كسر حصار أمريكا من حولها، وبالتالى فإن تركيا باب مهم لتصدير النفط الإيرانى. فى المقابل أردوغان يريد الهروب للأمام من أزمات داخلية وإقليمية. وقطر تتحالف مع كل من طهران وأنقرة بحثًا عن دور وعن ظهير يؤمن مغامراتها وعلاقاتها المتشابكة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة