محيى الدين سعيد

عشماوى.. ومصيدة فئران الإرهاب

الجمعة، 31 مايو 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب أى دعم أو مساندة لدول الشرق العربى فى مواجهة الإرهاب أو ملاحقة رؤوسه وعناصره وتجفيف منابعه، إلا بالقدر الذى يخدم مصالح  الغرب وحده – ومعه إسرائيل بالتأكيد - ومصالحه تلك هى فى استمرار المهددات لأمن واستقرار البلدان العربية، وشغلها وإشغالها دوما بأخطار تنظيمات الظلام، وربما المساهمة فى تحقيق وتنفيذ وتسهيل مخططات تلك التنظيمات للنيل من أمن واستقرار هذا البلد العربى أو ذلك، وبالأحرى المساهمة بدء فى صناعة تلك المخططات وصياغتها وتوجيهها قبل تسهيل تنفيذها، وما الدعم الغربى للقاعدة وداعش عنا ببعيد، على الرغم من رفع دوله ومنظماته شعارات بمعاداة تلك التنظيمات .
 
بعيدا عن نظرية المؤامرة، فإن فى استنزاف جهد ومقدرات البلدان العربية ما يصب فى خدمة مصالح الغرب، الذى لا يهمه بالتأكيد أن يرى شرقا ناهضا، ممسكا بمقدراته فى أيدى أبنائه، وهو أمر يستوجب على الجانب العربى المستهدف أن يكتفى بما مر به من عقود وربما قرون ظل فيها على الدوام فى موقع المفعول به، إلى موقع الفاعل المبادر بحماية نفسه ومقدراته وحدوده وثرواته وإرادته، صحيح أن مهددات الأمن القومى العربى لا تقتصر على الإرهاب وحده، لكن الأكيد أنه صار الأخطر فى العقود الأخيرة، وصار الانشغال به وبتداعياته ومخططاته وأخطاره حاجزا أمام الالتفات إلى سبل مواجهة بقية المهددات وبينها الفقر والجهل، وهى مهددات لا ينجو من آثارها بلد عربى واحد .
 
بعض من ملامح مبادرة العرب بحماية أنفسهم من خطر الإرهاب يتمثل فى ضرورة التنسيق والتعاون وتضافر الجهود فى ملاحقة عناصر الإرهاب وتنظيماته وعدته وعتاده، وعدم ترك عبء المواجهة على عاتق بلد دون الآخر، والاكتفاء بدور المتفرج، أو الارتكان إلى التفسير الشهير ل"جحا " عن حدود انتباهه  لأى خطر وأنه ما دامت النيران بعيدة عن جلبابه فهو فى أمان، فما من بلد عربى ببعيد عن تداعيات هذا الخطر أو فى أمن منه .
 
وإذا ما كان التنسيق على الامتداد العربى صعب التحقق فى الوقت الراهن، فإن التنسيق والتعاون بين كل بلد عربى ومحيطه هو خطوة على طريق تحقيق الحلم الأكبر بمنظومة أمن عربى موحدة، وما جرى فى اصطياد الإرهابى هشام عشماوى على الأراضى الليبية، والتعاون بين الجانبين المصرى والليبى فى تسليمه للقاهرة لمحاسبته ومحاكمته على ما ارتكب من جرائم فى حق هذا البلد، نموذج حى لهذا التنسيق والتعاون وتضافر الجهود، خاصة وأن الإرهابى وأذنابه ظنوا أن حدود البلدين مصر وليبيا  مستباحة لهم، حتى وقع فى "المصيدة"، وهى مصيدة فى الحقيقة يمكن أن يشارك فيها أطراف وبلدان عربية أخرى متجاورة كالسودان فى جنوب مصر وتونس فى غرب ليبيا، لتوقع بمزيد من الصيد فى أيدى تلك البلدان، و لتقدم نموذجا للمبادرة بتعاون  حقيقى ومثمر " ومصيرى"  فى مواجهة خطر يتهدد كل بلدان العرب .
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة