أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

أمريكا ترفع شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"

الثلاثاء، 21 مايو 2019 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الإدارة الأمريكية ركزت على مبدأ «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، وهو الشعار الذى رفعه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عقب نكسة 5 يونيو  1967، حيث حاول عبد الناصر وقتها جمع شمل المصريين والعرب لرفع أثار العدوان الإسرائيلى  على مصر وسوريا، هذه المقدمة كانت لمقال لى كتبته منذ عامين، وقلت هذا الشعار رفعته أمريكا بعد  تفجيرات 11 سبتمبر 2011، وأن أمريكا الآن تعيد نفس استخدامه فى إعدادها للحرب ضد إيران بعد أن وقع النظام الإيرانى فى المحظور، وأصبح يمثل خطرا على العالم وليس منطقة الخليج، والحقيقة أن أمريكا استخدمت هذا الشعار بنجاح منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر بتركيز الجدل السياسى الأمريكى الداخلى حول قضايا الأمن، ولتهميش أى معارضة داخلية لسياسة الإدارة الأمريكية الداخلية والخارجية، ولا تزال السياسة الأمريكية تمارس استخدام حزمة من المبادئ والقيم، وفى غالبها تعتمد على الشخصية القطبية للرئيس وعلى موقفه فى البيروقراطية، وهو ما أشارت إليه الدراسة الخطيرة التى قدمها الباحث محمد ضياء الدين محمد وحملت عنوان «اتجاهات العلاقات الدوليه بعد أحداث سبتمبر»، وكذلك الوكالات والإدارات الحكومية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن القادة الأمريكان يركزون خلال الأعوام الأخيرة لفترة حكمهم فى السلطة على إثبات أى شىء يظهرهم فى كتب التاريخ، وحاول الرئيس بوش إظهار أنه وإدارته يستحقون ثقة الشعب الأمريكى عندما يتعلق الأمر بقيادة الأمة خلال الأوقات الصعبة ويقودهم ذلك حتى إلى تغيير المناخ العالمى من خلال تغيير القيم، ساعد فى ذلك التقدم التكنولوجى، حيث عملت الاتصالات الإلكترونية على تقريب كل شىء من صناع القرار، وسهلت كثيراً فى الانخراط داخل عملية التغيير.

 

 

مما سبق يتضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى استراتيجية  طويلة الأمد للانتصار على ما سموه "الإرهاب"، تشمل مساعدة المجتمعات والحكومات والإصلاحيين المسلمين المعتدلين حسب ما يرونه هم فى تقوية جهودهم داخل دولهم، الأمر الذى يتطلب كثيراً من الأدوات الاقتصادية، وكذلك تشجيع الديمقراطيات ونشاطات المنظمات غير الحكومية  «NGOS، أيضاً تحتاج الولايات المتحدة إلى سياسة محنكة تجاه الصين ومتكاملة فى كل شىء ابتداء من الردع العسكرى من ناحية والانخراط الاقتصادى من ناحية أخرى، وكذلك السعى لتقليل الاعتماد على النفط الأجنبى.

 

 يتضح مما سبق أن الولايات المتحدة الأمريكية ما فتئت تبحث عن أنجح السبل لجعل العالم تحت سيطرتها، واستغلت فى ذلك الثقافات والحضارات وولجت إلى سياسة التقسيم ومنها دخلت إلى الشرق الأوسط الكبير محاولة عن طريق ابتداع معتدلين فى أنظمة الشرق الأوسط ليظهر أن التغيير يأتى من الداخل، ولكن الثابت أن هناك موقفين يرى المحللون السياسيون أن السياسة الأمريكية مرت بها بعد أحداث 11 سبتمبر وهما:

​ظهر موقف توافقى بين الموقفين وهو أن أحداث سبتمبر غيرت وأحدثت تغييراً فى الساحة الدولية والسياسة الأمريكية، ولكن هنالك ثوابت لم تتغير فى الساحة الدولية أو السياسة الأمريكية، فالساحة الدولية كما هى، فما زالت خارطة العالم كما هى بدولها والنمط العالمى للقوة العسكرية والاقتصادية والتوزيع النسبى للدول الديمقراطية وشبه السلطوية والاستبدادية دون تغيير تقريباً، وكل الدول التى مزقتها الحروب قبل 11 سبتمبر من كولومبيا إلى فلسطين مازالت على حالها، وبتعبير أكثر دقة فإن بعض التغييرات التى باتت واضحة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر كانت قد بدأت أصلاً قبل ذلك تأكيداً بأنها استخدمت كمسوغ لتنفيذ أجندة قديمة، وتأكيداً متزايداً لأحادية القطبية الأمريكية من قبل الإدارة الحالية وبروز لغة صراع ثقافى من جانب المجتمعات العربية الإسلامية وتدخل دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية لمعالجة الركود الاقتصادى المتوقع، هكذا هى أمريكا الآن تعلن العد التنازلى لضرب إيران ويرفع ترامب شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة