أشهر 30 مجرما فى رمضان.. أدهم الشرقاوي فتوة الغلابة تصدى للانجليز وخانه بدران

الثلاثاء، 21 مايو 2019 01:09 م
أشهر 30 مجرما فى رمضان.. أدهم الشرقاوي فتوة الغلابة تصدى للانجليز وخانه بدران أدهم الشرقاوى
كتب محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالرغم من ارتكابه عدة جرائم ودخوله السجن، لكن ظل أدهم الشرقاوي بطلاً شعبياً في قلوب وعيون المواطنين، خاصة أنه قاوم الإنجليز وانتصر للبسطاء.

أدهم الشروقاي الاسم الذي جسدته الدراما في العديد من الأعمال الفنية وتغنى به المطربون، حيث استعرض الفنان محمد رشدي في الإذاعة سنة 1962 ملحمته قائلاً :" الاسم أدهم لكن النقب شرقاوي".

 

أدهم عبدالحليم عبدالرحمن الشرقاوي وشهرته '"أدهم الشرقاوي"' ولد عام 1898 في إيتاي البارود في البحيرة، فيما أرجع البعض نسبه لمحافظة الشرقية، وبدأت أسطورته وهو في سن التاسعة عشرة عندما ارتكب حادثة قتل، وكان عمه "عبد المجيد بك الشرقاوي" عمدة زبيدة أحد شهود الإثبات فيها ،حيث شهد ضد ابن أخيه، وأثناء محاكمته سمع أدهم أحد الشهود يشهد ضده فهجم على أحد الحراس بقصد نزع سنجته ليطعن بها الشاهد وحكمت المحكمة عليه بالسجن سبع سنوات مع الأشغال الشاقة فأرسل إلى ليمان طرة.

أدهم الشرقاوي

أدهم الشرقاوي

وفي الليمان ارتكب جريمة قتل أخرى، حيث التقى عبدالرءوف عيد قاتل عمه محمود وقد قبض عليه فى جريمة أخرى، فضربه على رأسه بالآلة التى يقطعون بها حجارة الجبل، وهكذا حُكِم على أدهم بالأشغال الشاقة المؤبدة.

 

وبالرغم من ارتكابه الجرائم الجنائية، لكن أدهم الشرقاوى كان جزءاً أصيلاً من ثورة 1919، حيث استغل حالة الفوضى والاضطراب وهرب من السجن مع عدد كبير من السجناء.. وهنا تنسب إليه بطولات خارقة ومواقف وطنية، فيقال إنه تحدى المأمور الإنجليزي "باكيت" وقاد تمرداً وسط السجناء حيث قال لهم جملته الشهيرة: "أنتم محبوسين زى الفراخ وإخوانكم بره بيضربوا بالرشاشات" في إشارة إلى ثورة 1919.

 

أدهم الشرقاوي، كان له بنيان جسدي قوي، حيث نجح فى خلع بوابة الزنزانة ثم قيد حارسه بالسلاسل، وهرب مع زملائه فى الزنزانة بعد معركة دامية مع البوليس سقط فيها ما يقرب من ثمانين قتيلا، ثم اختفى فى مكان ما فى بلده وهناك انضم إليه عدد كبير من الأشخاص.

 

وفور خروج الشرقاوي من السجن بدأ يفكر فى الانتقام من عمه، لأنه شهد ضده، فارتكب "أدهم" العديد من الحوادث المخلة بالأمن من قتل وسطو ونهب بمنطقة زبيدة التي عُين بها عمه عمدة، لاحراجه وفصله من العمودية.

 

طور أدهم نشاطه مستغلا عصابته الكبيرة فبدأ فى ارتكاب جرائم لحساب الآخرين مقابل المال فقتل الكثيرين وكان منهم خفير في عزبة خلجان سلامة وشقيقه الشيخ أبو مندور وهو من أعيان المركز وآخرون، ثم هدد العمد والأعيان ليبتز منهم مبالغ طائلة مقابل المحافظة على أرواحهم فكانوا ينفذون ما يطلب خوفا من بطشه، كما كان يسطو على التجار.

 

أدهم الشرقاوي فتوة الغلابة
أدهم الشرقاوي فتوة الغلابة

 

مع توسع دائرة النشاط الإجرامي للشرقاوي، بدأت قوات الأمن تلاحقه، حتى وقع خلاف بينه وأحد أقاربه خفير اسمه محمود أبو العلا فوشى به لدى البوليس ودلهم على مكانه، وحين حاصرت الحكومة مخبأه تركه أعوانه خوفاً على حياتهم، فراح يتنقل بين مراكز إيتاي البارود وكوم حمادة والدلنجات، وأخيرا أرسل ملاحظ بوليس الجاويش محمد خليل وأومباشى سودانى وأحد الخفراء فكمنوا له متنكرين فى غيط ذرة فى زمام عزبة جلال، وكان أدهم في حقل مجاور من حقول القطن يتأهب لتناول غدائه الذى جاءت به امرأة عجوز، ولما أحس بحركة داخل غيط الذرة المجاورة أطلق عدة طلقات من بندقيته دفاعا عن النفس ولكن الجاويش محمد خليل أطلق عليه رصاصتين فسقط قتيلا قبل أن يتناول شيئا من طعامه عن عمر 23 سنة، ووجدوا معه نحو مائة طلقة وخنجرا.

 

وتنسب إلى أدهم براعته فى التنكر، فمرة يتحدث بلغة أجنبية وكأنه خواجة، ومرة يرتدى لبس سيدة، مما صعب من مهمة البوليس.

وحسب الرواية الشعبية، ناضل الشرقاوي ضد الإنجليز وأعوانهم وانتصر للفلاحين الغلابة، فإن البوليس أدرك أنه لن يستطيع النيل منه إلا من خلال صديقه بدران الذي استمالته السلطة، وكان بدران يذهب إليه بالطعام، وفى آخر مرة تواطأ مع البوليس الذى جاء فى اثره، ولذلك غنى رشدي فى الموال: "آه يا خوفى يا بدران ليكون ده آخر عشا" هذا ما يقال فى الموال الشعبي، لكن الحقيقة أن بدران شخصية حقيقية وكان صديقاً لأدهم ولا علاقة له بمقتله، وكان على قيد الحياة عندما غنى رشدي الموال، لذلك جاء إليه إلى القاهرة وطلب منه حذف اسمه من الموال فأعاد رشدى غناءه فعلا بطريقة أخرى: «آه يا خوفى يا صاحبى ليكون ده آخر عشاء".

وينشر "اليوم السابع" على مدار شهر رمضان، قصص أشهر 30 مجرما، شغلوا الرأى العام بالجرائم التى ارتكبوها حتى سقطوا فى قبضة العدالة، تأكيداً على أنه لن يفلت أحد من العقوبة حتى ولو كان من عتادة الإجرام.

 

فتوة الغلابة أدهم الشرقاوي
فتوة الغلابة أدهم الشرقاوي









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة