أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

طلبة الكويت فى مصر.. "دفعة القاهرة"

السبت، 18 مايو 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع بداية الخمسينات وقيام الثورة العربية الأم، ثورة 23 يوليو 52، و ودعم قادتها لحركات التحرر والثورات العربية من أجل استقلال الدول العربية من الخليج الى المحيط، بدأ الأشقاء العرب فى التوافد صوب مصر وصوب العاصمة المصرية القاهرة التى بدت بالنسبة لهم كعبة الثقافة والفن وقلعة العلم والتعليم.. وجاء الطلبة العرب الى مصر والى الجامعة الأم ..جامعة القاهرة –التى تأسست عام 1908- بعد معركة نضال قادها رموز الحركة الوطنية ورواد حركة التنوير والفكر الاجتماعي في مصر أمثال محمد عبده، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وسعد زغلول وأحمد لطفى السيد لتحقيق حلم إنشاء جامعة تنهض بالبلاد في كافة مناحي الحياة، و"تكون منارة للفكر الحر وأساسا للنهضة العلمية وجسرا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث".
 
وحسب الإحصاءات والأرقام الرسمية كانت الجامعات المصرية وبخاصة جامعة القاهرة حتى أوئل الثمانينات من القرن الماضى هى القلعة التعليمية للأشقاء العرب وبخاصة ومع بداية فترة المد القومى فى الخمسينات والستينات.
 
وبلغ عدد الطلاب العرب فى الجامعات المصرية حتى عام 1979 حوالى 36 ألف و500 طالب وطالبةـ لكن بدأ العدد يتراجع كثيرا مع ظهور جامعات النمور الأسيوية.
 
فى تلك الفترة ومع بداية الخمسينيات أنشأت وزارة التربية والتعليم المصرية مركزا للخدمات الاجتماعية لرعاية الطلاب العرب وأصبح فيما بعد " نادى الطلبة الوافدين" وهذا النادى له حكايات وذكريات مع الأشقاء العرب الذين جاءوا الى الجامعات المصرية وخاصة فى القاهرة.
 
ذكريات الطلاب العرب فى مصر وليالى القاهرة داخل وخارج أسوار الجامعة كادت أن تنساها الأجيال العربية الحالية لأنها لم تكن فقط دراسة وانما تكريس لفكرة ومشروع القومية العربية والامة الواحدة من المحيط الى الخليج. لكن يأتى المسلسل الكويتى "دفعة القاهرة" الذى يعرض حاليا فى رمضان ليزيح الغبار من الذاكرة العربية ويعيد من جديد بعض من ذكريات العروبة. ورد الفضل لذوى الفضل فى مساعدة ودعم الأشقاء العرب فى تلك الفترة..انها مصر التى احتمى الأشقاء بثقافتها وعلمها وتعليمها وفنها وآدابها حتى صار الهوى المصرى هو الساكن فى وجدان وعقول العرب.
 
بصراحة يجب توجيه التحية للقائمين على هذا المسلسل الكويتى الرائع – رغم بعض الملاحظات- وفكرته والتمسك بتقديمه وسط ضجيج مسلسلات رمضان. فالفكرة جديدة وتأتى من الكويت الشقيقة لاستعادة رحيق أيام لا تنسى من ذاكرة جيل القومية العربية.
 
ومنذ الحلقة الأولى بدأ المسلسل يشد الانتباه إليه ليس فى الكويت فقط ولكن فى القاهرة أيضا، ففكرة حكايات الطلبة من الكويت الشقيقة في حقبة الخمسينيات إلى مصر بلد الفن والانفتاح للالتحاق بجامعة القاهرة، وما يحدث لهم من مفارقات ومواقفة اجتماعية ودرامية هى فكرة لامعة بامتياز وتتجاوز الأفكار التقليدية المكررة فى مسلسلات رمضان عن الصراع بين الشر والخير وصراع المال وغيره
ويأتى الطلاب الى القاهرة ويعيش كل منهم قصة ومعاناة فى أجواء قاهرة الخمسينيات والستينيات وصوت أم كلثوم وحليم وعبد الوهاب.
 
 وفى اطار درامى اجتماعى يحكي المسلسل قصصاً من الواقع تحدث بشكل درامي مشوق حول مجموعة من الطلبة والطالبات اللذين سافروا الى مصر لتلقي العلم في جامعة القاهرة , وتتطور الاحداث من اول حلقات المسلسل لهولاء الطلبه ومايجري عليهم خلال فترة الدراسة لهم في القاهرة الساحرة بداية من عام 56.
 
مسلسل "دفعة القاهرة" هو مسلسل هادف ويقدم قيمة حقيقية غابت عن الدراما العربية منذ فترة وهو مسلسل يستحق المشاهدة.
 
تحية لأبطاله بشار الشطي  وفاطمة الصفي  ومرام البلوشي وحمد أشكناني  ونور الغندور  وخالد الشاعر وباقى الممثلين ولمخرجه على العلى ومؤلفته المبدعة هبة مشاري حمادة.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة