أكرم القصاص - علا الشافعي

عقيل حامد يكتب: التوسل المشروع والممنوع "الجزء الأول"

الإثنين، 15 أبريل 2019 04:00 م
عقيل حامد يكتب: التوسل المشروع والممنوع "الجزء الأول" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التوسل: هو التقرب إلى الشيء والوصول إليه، والوسيلة، القربة قال تعالى: (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)، المائدة، أى القربة إليه سبحانه بطاعته وابتغاء مرضاته، والتوسل قسمان: الأول توسل مشروع وهو أنواع مثل التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، الأعراف، التوسل إلى الله بالإيمان والأعمال الصالحة التى عملها المتوسل كما فى حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فسدة عليهم باب الغار، فلم يستطيعوا الخروج، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم ففرج الله عنهم، فخرجوا يمشون، وهو فى الصحيحين، التوسل إلى الله تعالى بتوحيده، كتوسل يونس عليه السلام: (فَنَادَى فِى الظُّلُمَاتِ أن لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ )، الأنبياء، التوسل إلى الله بإظهار الضعف والحاجة والافتقار إليه كقول أيوب عليه السلام: (أَنِّى مَسَّنِى الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، الأنبياء، التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء، كفعل الصحابة عندما أجدبوا طلبوا من النبى أن يدعو الله لهم، ولما توفى طلبوا من عمه العباس الدعاء فيدعو لهم، أخرجه البخاري، وأخيرا التوسل إلى الله بالاعتراف بالذنب قال تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِي)، القصص.

 

القسم الثاني: توسل غير مشروع، وهو التوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الأموات والغائبين، فطلب الدعاء من الأموات والغائبين لا يجوز، لأن الميت لا يقدر على الدعاء بعد مماته، كما كان يقدر عليه فى الحياة والغائب لا يرى ولا يسمع ما غاب عنه، وطلب الشفاعة من الأموات لا يجوز، لأن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبى سفيان ومن بحضرتهما من  الصحابة والتابعين لهم بإحسان لما أجدبوا استسقوا وتوسلوا واستشفعوا بمن كان حيا حاضرا كالعباس ويزيد بن الأسود، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا بالنبى صلى الله عليه وسلم لا عند قبره ولا عند غيره، بل عدلوا إلى من هو دونه من الأحياء الحاضرين كالعباس ويزيد، وقد قال عمر: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل بعم نبينا فاسقنا، فجعلوا هذا بدلا من هذا لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذى كانوا يفعلونه .

اعلم رحمك الله، قد كان من الممكن أن يأتى الصحابة إلى قبره صلى الله عليه وسلم فيتوسلوا به يعنى لو كان جائزا فتركهم لذلك دليل على عدم جواز التوسل بالأموات، لا بدعائهم ولا بطلب شفاعتهم منهم، فلو كان طلب الدعاء منه والاستشفاع به حيا وميتا سواء لم يعدلوا عنه صلى الله عليه وسلم إلى غيره ممن هو دونه فى الفضل والمنزلة فتنبه هداك الله.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة