أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد جمعة

زيارة شكري لواشنطن.. إطفاء حرائق الإقليم

الأربعاء، 27 مارس 2019 04:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ترتبط مصر والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات استراتيجية وتاريخية بين البلدين، ويحرص المسئولون المصريون على التنسيق والتشاور مع واشنطن حول القضايا الإقليمية والأزمات التى تعصف بدول المنطقة وخاصة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والأزمات فى سوريا وليبيا والعراق واليمن.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية مصر أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين لها فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يدفع واشنطن إلى الحرص على الاستماع إلى وجهة النظر المصرية حول فرص الحل السياسي للأزمات التى تضرب المنطقة، والدليل على ذلك على عقد لقاءين بين وزيرى خارجية مصر وأمريكا خلال شهرين ونصف، وذلك للتنسيق والتشاور بين الجانبين حول الأزمات التى يعانى منها الإقليم.

وتأتى زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الأمريكية واشنطن فى توقيت هام للغاية ووسط تطورات خطيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ولعل آخرها اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الحكومة الإسرائيلية على الجولان، فضلا عن التصعيد العسكرى الإسرائيلى الأخير فى قطاع غزة، والحرب الأمنية والفكرية ضد الجماعات المتطرفة فى سوريا والعراق بعد القضاء عليها عسكريا.

ثمة معطيات تشير إلى أهمية الزيارة التى يقوم بها شكرى إلى واشنطن خاصة بعد إعلان القوات السورية والعراقية حسم المعركة العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما يتطلب تنسيق أمنيا واستخباراتيا بين دول المنطقة وخاصة مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء فى التحالف الدولى ضد داعش، وذلك لملاحقة العناصر الإرهابية الفارة من سوريا والعراق ومنع أى عمليات تسلل لتلك العناصر المتطرفة إلى دول جوار سوريا والعراق وليبيا.

وتحرص القاهرة على التشاور مع واشنطن واستعراض جهودها لإرساء الأمن والاستقرار فى المنطقة وخاصة بالأراضى الفلسطينية المحتلة والجارة ليبيا ودفع سبل الحل السياسى فى سوريا واليمن، ويتصدر ملف القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع الأخيرة فى الجولان المحتل جدول أعمال الوزير شكرى، فضلا عن التنسيق والتشاور السياسى الدورى بين القاهرة وواشنطن للوصول لنقاط اتفاق مشتركة حول سبل حل الأزمات الإقليمية.

وتؤكد القاهرة دوما على اهمية الدور الأمريكي لاعادة تفعيل عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لما تمتلك واشنطن من أدوات ضغط على الحكومة الإسرائيلية، وأهمية عودة أمريكا إلى لعب دور الوسيط بعيدا عن الانحياز الأعمى لحكومة تل أبيب، وذلك لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي باعتباره ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

واتفق الوزيران المصرى والأمريكى على عقد الدورة القادمة من الحوار الاستراتيجى بين البلدين في القاهرة، وهو ما يؤكد حرص الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز التنسيق والتشاور السياسى مع مصر باعتباره الدولة الأكثر تأثيرا وحرصا لحل الأزمات التى تعصف بدولنا العربية.

ويعد ملف مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع التمويل واحتضان ودعم الجماعات المتطرفة أبرز الملفات التى يبحثها وزير الخارجية خلال زيارته إلى واشنطن، وذلك بعد القضاء على التنظيمات الإرهابية التى تسببت فى دمار وخراب عدد من دول الإقليم، فضلا عن تهديدها للدول الأوروبية والولايات المتحدة نفسها.

زيارة وزير الخارجية التى تأتي بالتزامن مع ابرام اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية وتوقيع الاتفاق فى منتجع كامب ديفيد يؤكد مدى ارتباط القاهرة وواشنطن بعلاقات استراتيجية وتاريخية تعزز فرص نجاح الجهود المشتركة بين البلدين وتوحيد الرؤى المشتركة.

يأتى ملف التعاون الاقتصادي والتجاري بين القاهرة واشنطن ضمن الملفات الهامة التي يناقشها شكري خلال زيارته إلى واشنطن، وذلك بعد نجاح الحكومة المصرية في تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي والعمل بشكل متواز لرفع العبء عن كاهل المواطن البسيط، وهو أحد أبرز التحديات التي نجحت الدولة المصرية في اجتيازه بالعمل والمثابرة.

يتفق البعض أو يختلف على السياسة الأمريكية تجاه الأزمات التي تعصف بالمنطقة إلا أن دور واشنطن هام ومحوري، وهو ما يتطلب ضرورة تنسيق وتشاور دول الإقليم مع الإدارة الأمريكية للوصول لنقاط اتفاق ورؤى مشتركة بين واشنطن ودول الإقليم، واستعراض أولويات الدول التى تعانى من تحديات أبرزها الإرهاب والاقتصاد والتدخلات الخارجية من خارج الإقليم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة