أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

ماكرون أعطانا درسا عن حق التظاهر بمصر ويستعين بالجيش لقمع مظاهرات باريس!!

الإثنين، 25 مارس 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم 19 يناير الماضى، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالقاهرة: «الاستقرار الحقيقى يمر عبر حيوية المجتمع» تعقيبا على سؤال عن عمليات التخريب والحرائق التى ارتكبت أثناء تظاهرات السترات الصفراء فى باريس وباقى المدن الفرنسية».
 
ولم يكتف الرئيس الفرنسى بهذه الجملة، ولكن استرسل فى شرح كم يحترم المظاهرات، وأحقية المواطنين على الاحتجاج، وهو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى للرد عليه قائلا: «إنه يتوجب النظر إلى مجال حقوق الإنسان فى سياق الاضطرابات الإقليمية والحرب على الإرهاب»..!!
 
والأسبوع الماضى، نظم أصحاب السترات الصفراء مظاهرات صاخبة، مصحوبة بشراسة ومحاولة إشعال الحرائق والتخريب والتدمير، وعلى ضوء ذلك فوجئنا بالحكومة الفرنسية تتخذ قرار فض التظاهرات بالقوة، ومنعها فى 10 مناطق حيوية، كما استعان إيمانويل ماكرون بوحدات خاصة من الجيش الفرنسى لمساعدة الشرطة فى السيطرة على حركة «السترات الصفراء»، ومنع المحتجين من التجمع فى الشانزليزيه.
 
وبالفعل انضمت قوات خاصة من الجيش الفرنسى إلى شرطة باريس، أمس الأول السبت، للتعامل مع احتجاجات «السترات الصفراء» المستمرة للأسبوع التاسع عشر على التوالى ضد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.. ومن بين الوحدات العسكرية التى استعان بها «ماكرون» لقمع المظاهرات، وحدة الحارس «سونتينيل» لمكافحة الإرهاب، وهى وحدة مكونة من سبعة آلاف مقاتل ينتشرون فى كامل فرنسا للحفاظ على النظام.
 
اللافت أن قرارات ماكرون وحكومته، جاءت وسط تنديد من رابطة حقوق الإنسان، معتبرة الإجراءات الجديدة «تعديا خطيرا على حرية التظاهر» وتقدمت بشكوى إلى مجلس الدولة أعلى سلطة قضائية إدارية فى فرنسا.. كما اعتبرت قرار استدعاء الجيش لقمع المظاهرات نكسة ديمقراطية..!!
 
يظهر هنا التناقض الوقح، وسياسة الكيل بمئات المكاييل، لنفس الحدث، فبينما الغرب ومن بينهم فرنسا وبريطانيا على وجه التحديد، ينصحوننا بضرورة احترام حقوق الإنسان فى التظاهر والاحتجاج والتخريب والتدمير وإشعال الحرائق، يتناسون عمدا مثل هذه الشعارات إذا تعرضت بلادهم لنيران العنف، فالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى زيارته لمصر، يناير الماضى حاول من قلب القاهرة، أن ينصب نفسه «واعظا ورسولا» للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.. مؤكدا أن بلاده مهتمة بملف حقوق الإنسان، والدفاع عن المدونين المحبوسين فى مصر، متحدثا عن مدى إيمانه بالحريات، وحق النشطاء والمدونين فى التظاهر..!!
 
ورغم هذه الشعارات البراقة، والمدغدغة لمشاعر البسطاء، فوجئنا بالرئيس الفرنسى، أمس الأول، يستعين بالجيش لقمع المظاهرات، ويقرر استخدام القوة فى فض أى مسيرة، ومنع التظاهر فى 10 مناطق حيوية، ونسأله: «أين الشعارات التى رددتها سيادتكم فى قلب القاهرة عن حق التظاهر، وأن الاستقرار الحقيقى يمر عبر حيوية المجتمع..؟! ولماذا استعنت بالجيش الفرنسى لقمع المظاهرات فى الوقت الذى كانت بلادكم تنتقد بعنف الدول التى تستعين بجيشها لحفظ الأمن والأمان..؟!
 
وماذا ستفعل أمام اعتراض واحتجاج «رابطة حقوق الإنسان» ضد القرارات التى اتخذتموها لقمع مظاهرات السترات الصفراء..؟ وهل ترضخ لمطالب الرابطة وتعيد الجيش الفرنسى لثكناته وترك الشارع إيمانا بأن الجيوش مكانها على الحدود وليس فى الشوارع كما تزعمون..؟! 
 
الحقيقة، أن يوما بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، تتكشف مواقف الغرب وأمريكا، فى «النصب على الشعوب العربية» باسم الحرية والديمقراطية، وعندما تندلع مظاهرات فى بلادهم يتخذون كل القرارات الخشنة لفضها، وسن تشريعات قوية تعاقب كل متظاهر مخرب، وما مظاهرات السترات الصفراء فى فرنسا، احتجاجا على سياسة الرئيس «ماكرون» نفسه، إلا مثال واضح وجلى، حيث وجدنا تدخلا عنيفا من قوات الأمن، وصل للسحل والضرب، واعتقال المئات، والاستعانة بالجيش، ولم نسمع صوتا واحدا من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، من عينة «هيومان رايتس ووتش» و«العفو الدولية» وغيرها من المنظمات الحقيرة، تعد تقارير إدانة عنف الشرطة الفرنسية ضد المتظاهرين «الكيوت»، وتندد أيما تنديد بمقتل متظاهر، ولم نسمع برلمانات أوروبا تنتفض، والبيت الأبيض، والخارجية الأمريكية، تخرج لتطالب ماكرون بضرورة تلبية مطالب المتظاهرين، واعتبار أن الشباب الفرنسى، ثائر وطاهر ونقى.. وعلى النظام الفرنسى أن يستجيب لطلباته، مع التلويح بمقاطعة فرنسا، والتدخل العسكرى لحماية المتظاهرين العزل!!
 
لم نجد «سيرك» سياسيا منصوبا للمظاهرات التخريبية الفرنسية، بينما نرى ماكرون وأسلافه، يصفون نفس المظاهرات فى مصر وسوريا وليبيا، بالنقية والمطالب الشرعية، وتدخلت فرنسا بشكل سافر فى ضرب ليبيا، وتدميرها، ونسأل السيد «إيمانويل ماكرون» ما رأيه فى الديمقراطية والحرية التى تبنت بلاده بشكل محورى، تطبيقها بقوة السلاح فى ليبيا وسوريا الآن..؟! ومن يدفع ثمن الخراب والدمار وقتل وتشريد الملايين..؟!
نعم، وقف ماكرون فى قلب القاهرة يناير الماضى، واعظا وناصحا، بضرورة احترام حرية التظاهر، بينما أمر حكومته بقمع مظاهرات السترات الصفراء فى بلاده، واستدعاء الجيش لحفظ الأمن والأمان فى الشوارع، ولم نسمع صوتا واحدا يطالب الجيش الفرنسى بعودته لثكناته..!!
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر..!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة