جمال المتولى جمعة يكتب: التطرف الفكرى

الخميس، 28 فبراير 2019 02:00 م
جمال المتولى جمعة يكتب: التطرف الفكرى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن التطرف مناقض للوسطية التى هى العدل ونوع من الظلم للنفس وللآخرين، كما أنه خروج عما يقرره الشرع أو يرضاه العرف، حيث  خرج من المربع الفكرى بالتشدد والغلو الى المربع العملى بالعنف والإرهاب.

البعض يزعم أن الإسلام يمثل تهديدا للسلم العالمى، وهنا لا أجد أبلغ مما قاله شيخ الأزهر أمام "منتدى شباب صناع السلام" "إنه لو كان صحيحا أن الإسلام هو دين الإرهاب لكان من المحتم أن كل ضحاياه من غير المسلمين لكن الواقع يقول أن المسلمين كانوا ولا يزالون هم الضحايا والمستهدفون". 

لقد أعلنها المصطفى صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام" ليؤسس لقواعد حياتية وضوابط مرعية ويضع حدا للأفكار المتطرفة الهدامة التى تهوى بصاحبها إلى دركات سحيقة من التخلف الفكرى والانحطاط العقلى.

إننا فى زمن انتشرت فيه ظواهر اختطاف العقول والأفكار باسم الدين والصراع بين الأيديولوجيات والأجندات، مما ولد كثيرا من مظاهر التدين الخاطئ الذى فتح الطريق أمام الغلو والتطرف.

وما نراه اليوم من جماعات العنف والإرهاب من قتل وتدمير وتخريب لا يمت للإسلام بصلة، إن إزهاق الأرواح يتنافى مع رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويتنافى مع جميع الأديان السماوية.

وحذر منها النبى صلى الله عليه وسلم فقال "إياكم والغلو فى الدين فإنما هلك من قبلكم بالغلو فى الدين".

وللقضاء على  التطرف الفكرى علينا ترشيد الخطاب الدينى وإيضاحه لوسطية الإسلام ودعوته للسلم والأمان وبين جميع طوائف البشر، ودور المساجد فى إرشاد المسلمين وتعليمهم أمور دينهم، وتوفير مساحة لحرية إبداء الرأى وإشاعة قيم العدل والشفافية والمشاركة فى اتخاذ القرار وتوفير مشاريع تنموية للعمل بها.

وكذلك العمل على تصحيح المفاهيم، ودور وسائل الإعلام فى تصحيح المفاهيم وتعليم الناس بأمور دينهم بشكل يرضى الله تعالى ورسوله فلا فلاح ولا نجاة إلا بتعليم الإسلام الصحيح دون غلو وإفراط، فلا يواجه العنف بالعنف لأنه سيزيد من المشكلات والأحقاد.

بهذه القيم والممارسات وغيرها يضيق الخناق على التطرف وتجفف منابعة  وينعم المجتمع الإنسانى بالأمن بالسلام.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة