السفير الأفغانى بالقاهرة: مصر تشهد نشاطا تنمويا ملفتا فى عهد السيسي.. والقاهرة بقيت صامدة فى وجه العواصف لوجود مؤسسات قوية.. محمد محق لـ"اليوم السابع": قرار ترامب بتخفيض القوات ببلادنا لا يمثل تحديا للحكومة

الأربعاء، 27 فبراير 2019 12:30 م
السفير الأفغانى بالقاهرة: مصر تشهد نشاطا تنمويا ملفتا فى عهد السيسي.. والقاهرة بقيت صامدة فى وجه العواصف لوجود مؤسسات قوية.. محمد محق لـ"اليوم السابع": قرار ترامب بتخفيض القوات ببلادنا لا يمثل تحديا للحكومة سفير أفغانستان بالقاهرة مع محررة اليوم السابع
حوار - رباب فتحى تصوير - كريم عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  • هزيمة حركة طالبان مشروط بهزيمة بتغيير باكستان لاستراتيجيتها

  • هزائم داعش فى سوريا والعراق ستدفع المقاتلين للبحث عن ملاذ آمن فى أفغانستان 

  • دور الأزهر منارة للفكر الوسطى مشرفا.. ولكن لا نزال نجد تحديا فى تجفيف منابع الفكر الإرهابى فى كابول 

  • اتفق مع مبادرة الرئيس السيسي لتغيير الخطاب الدينى .. ولا يمكننا دخول العصر الحديث ومسايرة الأحداث الحضارية الكبرى إلا بتجديده 

  • تغير كبير بالمجتمع الأفغانى بالمقارنة بوضعه قبل 20 عاما.. وملايين الفتيات يدرسن

  • لدينا أكثر من 50 قناة تلفزيونية خاصة فى العاصمة و100 إذاعة

  • النساء يشغلن 20% من مقاعد البرلمان .. وما يقرب من 270 قاضية 

 
 قال السفير الأفغانى بالقاهرة محمد محق، إنه عمل دبلوماسيا بمصر فى الفترة بين 2008 و2011، قبل أن يأتى سفيرا لبلاده مرة أخرى فى أكتوبر 2018، موضحا بسؤاله عن التغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى فى ضوء عمله فى فترتين مختلفتين أن هناك اختلاف فى توجه الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث أصبح هناك نشاطا تنمويا ملفتا ودءوبا ودفعة قوية نحو المستقبل.
 
 
وأضاف محق، فى حواره مع "اليوم السابع"، أنه بمقارنة وضع مصر بالدول الأخرى التى شهدت عاصفة "الربيع العربى"، نجد أن القاهرة بقيت صامدة فى وجه هذه العواصف، واصفا ذلك بأنه يبعث بالأمل، حيث يعكس وجود مؤسسات قوية ومتينة لا تتأثر بالأحداث الطارئة. 
 
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (2)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
 
أما من الجانب التنموى، فأشاد السفير محق باتجاه الحكومة لإنشاء عدد من المشروعات الكبرى التى ستكون لها آثار إيجابية بعد إتمامها يستشعرها شعب مصر وتلقى بظلالها على المنطقة.
 
 
 ولفت السفير الأفغانى بالقاهرة، إلى أن مصر أولت اهتماما بالغا كذلك بالسياسة الخارجية، حيث تسعى الدولة المصرية على توسيع العلاقات مع معظم الجهات الدولية والقوى الإقليمية فى العالم سواء على المستوى الإفريقى أو مستوى الشرق الأوسط أو المستوى الأوروبى أو المستوى العالمى. 
 
 
وأوضح محق، أن هذه الجهود تليق بالدولة المصرية ويعكس حجمها ووزنها سواء من الناحية العسكرية أو الأمنية أو من ناحية موقعها الجعرافى المميز أو طبيعتها السكانية.
 
 
أما من الناحية الاقتصادية، وبسؤاله عن النهج الذى تبنته مصر فى الآونة الأخيرة لإصلاح الاقتصاد، أضاف السفير محق، فى حديثه لـ"اليوم السابع" أن ما يقرأه يبشر بالخير حيث يسمع ما يدعو للتفاؤل بالنسبة لمستقبل مصر الاقتصادى، فوفقا لما يقوله البنك الدولى والاتحاد الأوروبى وغيرهم، تسير القاهرة فى الاتجاه الصحيح.  
 
 

سحب القوات الأمريكية من أفغانستان 

سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع
 
ومن ناحية أخرى، وحول قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب المفاجئ بسحب القوات ما تبقى من القوات الأمريكية من أفغانستان، قال السفير الأفغانى بالقاهرة، إنه لا يوجد حتى الآن قرارا واضحا من جانب الإدارة الأمريكية، ولكن ما يشاع هو الاتجاه إلى تخفيض القوات الأمريكية، فيقال إن الخطوة ستشمل تخفيض العدد بمقدار ألف جندى من الجنود المتبقين. وأوضح أن واشنطن سحبت فى عام 2014 معظم القوات الأمريكية، التى كان يبلغ عددها ما يقرب من 130 ألف جندى مدرب ومجهز لمحاربة طالبان - ولم يتبق سوى 7 ألاف-  مشددا على أن حينها كان التحدى الحقيقى سواء للحكومة أو للشعب وبالفعل كان هناك قلق كبير وصل مداه إلى الدول المجاورة وظن البعض أن انسحاب القوات سينتهى بسقوط الحكومة الأفغانية آنذاك لاسيما مع التحديات الجديدة الطارئة، فاضطرت الحكومة وقتها لملأ هذا الفراغ العسكرى بجنود أفغانية مدربة حديثا وبجيش ناشئ، ولم يكن بالطبع أمرا سهلا. 
 
 
ولتزداد الأوضاع صعوبة، آنذاك، يضيف السفير محق، تزامن موعد قرار الرئيس باراك أوباما بسحب القوات بموعد إجراء الانتخابات الأفغانية، ولكن استطاعت كابول تجاوز هذه العقبات، وعمل على تعزيز العمل المؤسسى لتعزيز القوات الأفغانية بمساعدة المجتمع الدولى. وأوضح السفير الأفغانى، أن تخفيض ألف أو حتى ألفين جندى الآن لا يقارن بتخفيض عام 2014. 
 
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (5)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
 
ومع ذلك، أشار السفير الأفغانى بالقاهرة، إلى أن سحب القوات الأمريكية الآن سيكون له تأثير نفسى ودعائى أكثر من أن يكون تأثير فعلى على أرض الواقع، حيث أن القوات الدولية الموجودة فى أفغانستان لا تحارب، وإنما لها دور استشارى وتدريبى. ولكن ربما يرى البعض أن الانسحاب يعنى وصول تلك القوات لمرحلة الاستسلام أمام طالبان أو القاعدة، ويخشى البعض ما يمكن أن يحدث حال انسحاب القوات الدولية من أفغانستان وتوقف المعونات والمساندات العسكرية، فالمسألة لها بعد نفسى ودعائى كبير.   
 
 
وشدد محق، على أن انخفاض عدد القوات ليس تحديا كبيرا بل الأهم من ذلك تعامل القوى المؤثرة فى المنطقة سواء القوى الدولية أو الإقليمية، فالجانب الأفغانى أحد الأطراف المعنية، نظرا لأبعاد القضية المتشابكة. 
 
 
وبسؤاله عن قرار الرئيس الأمريكى بسحب القوات الأمريكية من سوريا بحجة أن تنظيم داعش انهزم، وما إذا كان يمكن اعتبار أن هناك تقدما ملموسا كذلك بالنسبة لحركة طالبان، أوضح محمد محق أن الوضع مختلف فى بلاده، فالقوات الأفغانية استطاعت هزيمة تنظيم داعش فى أفغانستان فى أكثر من موقع وأفقدته كثير من قوته سواء فى معاقله شرق البلاد أو شمالها ولكن التحدى الأكبر لا يزال طالبان، فالحركة ليست قوة مستقلة، فمن الناحية الاستراتيجية كانت مدعومة دائما بالجيش الباكستانى والمخابرات الباكستانية، وفقا للسفير. 
 
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (6)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
 
وأضاف السفير الأفغانى بالقاهرة، أن أفغانستان لطالما شكت إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولى خلال الـ17 عاما الماضية من هذا الأمر، فعندما كان يهاجم الجيش الأفغانى معاقل طالبان ويلحق به الهزائم، كان يهرب أعضاء الحركة وينسحبون إلى باكستان، وكان لديهم ملاذات آمنة هناك، لتعرقل بذلك جهود ملاحقة هذه المجموعات بل كان ذلك يمنحهم الدعم لتعزيز قوتهم وعودتهم مرة ثانية إلى الحرب، ويتفق الخبراء العسكريون على أن العصابات التى لها ملاذات لا يمكن هزيمتها، مشيرا إلى أن هزيمة الحركة كانت مشروطة بتغيير باكستان لاستراتيجيتها وهذا ما لم تفعله.
 
 
ووصف السفير محق هذا الوضع بأنه أشبه بحرب الاستنزاف، حيث يتم تبديد الوقت الجهد والمال والعناصر البشرية، معتبرا أن نجاح طالبان يعد نجاحا للجيش الباكستانى ضد الولايات المتحدة وليس ضد الحكومة الأفغانية، لأن الأخيرة قامت بالدور المطلوب منها لحماية شعبها. 
 
 
وبسؤاله عن المفاوضات بين واشنطن وبين ممثلى حركة طالبان ومدى نجاحها فى ضوء اجتماعها الشهر الماضى واجتماعهم الثانى خلال الشهر الحالى فى الدوحة، أوضح السفير الأفغانى لدى مصر، أن المصالحة عملية معقدة وطويلة المدى ومتداخلة محليا وإقليما ودوليا وتستغرق وقتا، مستبعدا أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال لقاء أو لقاءين. مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة مصرة على أن تجد حلا لوضع نهاية للحرب فى أفغانستان، ولكن هذه النهاية يجب أن تكون مدفوعة التكلفة، بمعنى أنه يجب قبول بعض مطالب طالبان وكذلك باكستان. 
 
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (12)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
 
وتابع السفير محق حديثه، أن حركة طالبان تدرك أن الشعب الأفغانى والحكومة يرفضونهم حتى وإن اشتركوا فى الانتخابات لن يستطيعون المنافسة، بحسب السفير الذى اعتبر أن "دفع التكلفة" ليس أمرا سهلا، حيث ينبغى أن تراعى المطالب الرئيسية للحكومة فى كابول. وتدرس الجهات المعنية بالمصالحة هذه المطالب للتوصل إلى صيغة ترضى جميع الأطراف وهذا يستغرق وقتا. 
 

زيارة ولى العهد السعودى لباكستان

وعن زيارة ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، ورغبة حركة طالبان أفغانستان أن تلتقى به برعاية باكستانية، أوضح السفير الأفغانى بالقاهرة، أنه فى حال تم ذلك، فسيكون ذلك فى إطار التفاهم الاستراتيجي بين السعودية وبين الولايات المتحدة وباكستان لوضع نهاية لهذه الحرب، فواشنطن ترغب فى الاستفادة بعلاقات الرياض مع إسلام أباد وكذلك علاقتها القديمة بطالبان، ويمكن أن تضغط من أجل تغيير الاستراتيجية الجدى فى بعض الجوانب وإجبار طالبان على المفاوضة والمصالحة. 
 
واستبعد محق، أن يكون هناك لقاءا مباشرا بين طالبان والسعودية فى باكستان، نظرا لأن الحركة لا تزال فى قائمة الحركات الإرهابية بالنسبة للأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى، وليس بإمكان أعضائها السفر من بلد إلى بلد وحضور المناسبات الدولية إلا بموافقة الحكومة الأفغانية. 
 
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (1)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
وبسؤاله عن تأثير الهزائم التى لحقت بتنظيم داعش فى سوريا والعراق، وما إذا كان ذلك سيدفعهم إلى البحث عن ملاذ جديد لهم فى أفغانستان ليستغلون بذلك الفراغ الذى ربما يحدثه انسحاب القوات الأمريكية المتبقية هناك، قال السفير محق، إنه بدون شك ستتحول الأراضى الأفغانية إلى ملاذ آمن لأعضاء التنظيم الإرهابى، حال انسحبت القوات الدولية من البلاد دون خطة مدروسة متفق عليها مع الحكومة الأفغانية. 
 
 
أما من الناحية الجغرافية والديمغرافية، أوضح السفير الأفغانى بالقاهرة، أن هناك ظروف مواتية لرواج مجموعات إرهابية مختلفة، حيث توجد مناطق جبلية كثيرة وشاسعة لا يمكن السيطرة على كل شبر منها. وهذا يتيح لتلك الجماعات أن تتخذ الأراضى كممر للوصول إلى دول أخرى فى آسيا الوسطى مثلا، وهذا ما حدث بالفعل بعد تعرض التنظيم للهزائم فى سوريا والعراق، حيث حاول الآلاف الاختباء فى المناطق الجبلية البعيدة عن المدن. 
 
 
وتابع محق: "لكن طالبان ترغب فى أن تكون الجهة الوحيدة المسيطرة، لهذا ينظرون إلى داعش كمنافس لهم وليس حليفا مثل القاعدة، وبالفعل حدث اصطدام حقيقى بين الحركة والتنظيم فى أكثر من مناسبة، وكان الأخير دائما ما يتلقى الهزيمة حيث كانوا مستهدفين أيضا من قبل الحكومة الأفغانية والشعب لاسيما وأنهم أجانب وليسوا من أبناء المنطقة". 
 
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (7)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
وأكد السفير الأفغانى بالقاهرة، على أن المجتمع الدولى يريد أن تنتهى الحرب فى أفغانستان رغم أن بعض الجهات تحارب بالوكالة هناك، حيث أن عدم استقرار كابول يؤثر بالسلب على استقرار المنطقة كلها، وإذا استمرت المشاكل هناك، فستتضرر دول آسيا الوسطى وكذلك مشروعات الصين الكبرى فى المنطقة، وروسيا أيضا، وجيراننا إيران وباكستان، لهذا وضع نهاية للحرب يصب فى مصلحة الجميع، باستثناء إسلام أباد، التى يوجد بها بعض الأصوات التى لا تزال ترى أن عدم الاستقرار يمكن استغلاله. 
 

عدد المقاتلين فى طالبان

سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (14)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
وعن عدد المقاتلين فى حركة طالبان وأماكن تمركزهم، أشار السفير محق، إلى أن المخابرات والجيش والشرطة الأفغانية لديهم معلومات واضحة عن تحركات الحركة، وتقدر عددهم بحوالى 50 ألف مقاتل مدرب بشكل جيد على حرب العصابات، بينهم ما يقرب من 10 آلاف إلى 12 ألف مقاتل أجنبى. وتمكنت الحكومة من عرقلة جهود طالبان، بشكل كبير، ولكن تبقى مشكلة اختفائهم فى باكستان واختفائهم بين صفوف الشعب المدنين من بين أكبر المشكلات. 
 

دور الأزهر 

سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (13)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
وحول دور مؤسسة الأزهر فى محاربة التشدد حول العالم وما إذا كان يقوم بما يكفى لمواجهة دعاية التنظيمات الإرهابية، قال السفير الأفغانى بالقاهرة، إن دور الأزهر كمنارة للفكر الوسطى الإسلامى دورا مشرفا، ونقدر هذا الدور ونحترم ونرجو استمراره. ولكن إذا تساءلنا عن مدى نجاح الأزهر فى تجفيف منابع الفكر الإرهابى، فهذا يختلف من بلد إلى بلد، فدور الأزهر فى مصر يختلف عن أفغانستان وعن تلك البلدان البعيدة."
 
 
ولفت السفير الأفغانى بالقاهرة، إلى أن أفغانستان تعانى من وجود أفكار متطرفة معربا عن أمله أن يكون دور الأزهر مساعدا لتهدئة الوضع ولتجفيف الفكر الإرهابى، ولا تزال تمثل الأفكار الإرهابية تحديا كبيرا لكابول، ولها جاذبية بين الشباب، ولم نشاهد منافس قوى يروج للفكر الإسلامى المعتدل يستطيع أن يتحدى الفكر الإرهابى بقوة تجبره على التراجع، على حد تعبير السفير. 
 

تجديد الخطاب الدينى 

سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (10)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
وبسؤاله عن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى، أكد السفير محق، على أنه يرى أن فكرة تجديد الخطاب الدينى من أكبر المطالب الماسة للعالم الإسلامى والحضارة الإسلامية، حيث لا يمكن أن ندخل العصر الحديث وأن نساير الأحداث الحضارية الكبرى فى العالم إلا بتجديد الخطاب الدينى سواء فى أفغانستان أو كثير من البلدان الإسلامية.
 
 
واعتبر السفير الأفغانى بالقاهرة أن وجود الكثير من الجماعات الإرهابية فى العالم الإسلامى لها أسباب مختلفة، وأحد أسبابها عدم نجاحنا الكامل فى تجديد الخطاب الدينى، متابعًا: "الحضارة الإسلامية الآن أمام تحدى كبير فى العالم، فنحن لا نشاهد أى حضارة أخرى أو دين آخر يكون متهما مثلنا بخصوص قضية الإرهاب"، موضحا أن الهجمات الإرهابية فى العواصم الأوربية وآسيا وأمريكا تكون باسم الإسلام ويبدأ منفذوها عملياتهم بقول "الله أكبر". 
 
 
وشدد محق، على موافقته على نهج الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الدينى، مؤكدًا على أن العالم الإسلامى فى حاجة إلى الحوار وتقبل وجهة النظر الأخرى، وتبادل الخبرات. 
 

علاقات ثنائية مميزة

 

سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (8)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
 
وعن العلاقات الثنائية بين مصر وأفغانستان، أكد السفير الأفغانى بالقاهرة، على أن العلاقات الرسمية من أحسن العلاقات الثنائية بالمقارنة مع الكثير من البلاد، حيث تعود إلى ما يقرب من 90 عاما، وطوال هذا الوقت ربطت البلدين علاقة طيبة سواء على المستوى الشعبى أو الحكومى. 
 
 
واستطرد السفير محق حديثه: "خلال العقدين الماضيين، وبعد سقوط طالبان، كان هناك توجه جاد من قبل الحكومة الأفغانية نحو مصر والأزهر الشريف، وكذلك من مصر حيث فتحت القاهرة سفارة لها فى كابول رغم الظروف الأمنية، كما شهد البلدين زيارات حكومية متبادلة رفيعة المستوى. وما يساعد على متانة هذه العلاقات هو عدم وجود أى تعارض أو تضارب للمصالح للبلدين، فهما تلتقيان فى نقاط كثيرة ولا يختلفان فى أى نقطة، مؤكدا أن بلاده تدرك أهمية مصر بالمنطقة وتتطلع للتعاون معها فى كافة المجالات". 
 

أفغانستان التى لا يعرفها المصريون 

سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع (7)
سفير أفغانستان بالقاهرة فى حواره مع اليوم السابع 
وبسؤاله عن أفغانستان التى لا يعرفها المصريون، والتى لا يتم الحديث عنها فى وسائل الإعلام، قال السفير الأفغانى بالقاهرة، إن هناك تغير كبير فى المجتمع الأفغانى، فمقارنة الوضع الحالى مثلا الآن بما كان عليه قبل 20 عاما فى مجال التعليم، نجد أن ملايين الفتيات أصبحن يتعلمن بعد أن كان غير مسموح لهن بالذهاب إلى المدارس، كما تتعلم مئات الآلاف من الفتيات فى الجامعات الآن. موضحًا أن هناك أكثر من 50 قناة تلفزيونية خاصة فى كابول بعدما كان لا يوجد أى قنوات وأكثر من 100 إذاعة خاصة كذلك. ولا تشارك السيدات فقط الآن فى الانتخابات بالتصويت فحسب، بل تشغل الأفغانيات 20% من مقاعد البرلمان، وكذلك هناك وزيرات ونائبات للوزيرات وأساتذة جامعات، وحتى قاضيات، حيث توجد حوالى 270 قاضية أفغانية. 
 
 
وأضاف محق: "كما يوجد تقدم فى المجالات العسكرية والأمنية بالمقارنة بالوضع قبل 20 عاما، فلم يكن هناك جيشا أو شرطة أفغانية، بعدما ألغتهم طالبان، لكن الآن هناك أكثر من 300 ألف جندى مدرب فى الجيش والشرطة، وأيضا توجد قوات خاصة وصاعقة، وليس هذا فحسب، بل هناك رواجا للتكنولوجيا والانترنت، فحتى المناطق النائية والمحافظات البعيدة يوجد بها اتصالا بالانترنت الآن، كما يوجد عشرات الآلاف من الطلاب يدرسون فى برامج المنح بالخارج، وهم يعودون إلى البلاد ويتم توظيفهم للاستفادة من خبراتهم".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة