محمد محمود حبيب يكتب : تخويف الطفل من النار

السبت، 16 فبراير 2019 10:10 ص
محمد محمود حبيب يكتب : تخويف الطفل من النار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدع الآباء والأمهات والمربين في استخدام أساليب لتخويف الطفل من أشياء كثيرة كالعفريت أو اللص وغير ذلك من أجل الالتزام بأكل الوجبات الغذائية أو سماع الكلام ، وهذا أمر معروف ومذموم ، ولكن الأخطر من ذلك هو تخويف الطفل من النار وعذاب الله عند التقاعس عن أداء فروض وسنن العبادات ؛ فكل هذا يرسخ العبادة على أساس الخوف من عقاب الله دون حب هذه العبادات فينظر الطفل للجنة على أنها متعة أو سوق كبير فيه ما لذ وطاب دون أن يقتنع بأهمية العبادة لنفسه وفوائدها له من تهذيب النفس وتدريبها على بذل التسامح والتعايش مع الآخر .

 

فتخويف الطفل بكل ما جاء في النار من مخاوف وكروب وأهوال دون تعريفه برحمة الله  يجعل اعتقاد الطفل تجاه العبادات أجوف وفارغ فيؤدى العبادات على أنها عادات ويشق على نفسه ويشق على غيره ويصبح متطرفًا بكل سهولة ويسر ويكون أقرب لتشكيل عقله لأي انحراف سواء متطرف أو إلحادي.

 

وتخويف الطفل بنار جهنم هو من أشد أنواع الكذب لأن أصلًا الطفل غير مكلف ، ولا يعد ذلك من تدريبه على مراقبة الله في أفعاله ؛ فهذا يعطيه تصور ونظرة خاطئة عن الله يستخدمها في تعنيف غيره ، فإذا سألك أولادك : صحيح إن اللي بيكذب هيدخل النار ؟ قل لهم : لا  ،  الله رحيم لا يعاقب الأطفال.

لكن الذي يتعود في صغره على أشياء محرمة وهي الأشياء غير الجميلة عادة يستمر عليها في الكبر ، وحينئذ فستُكتب له سيئات. والذي سيئاته أكثر من حسناته مهدد بالنار ، فيكون هذا تجديدًا في فكره الديني فيتعود على قبول ذاته وذات الآخرين ويكون محصنًا من الأفكار المتطرفة والإلحادية المؤذية للغير.

وختامًا : فيجب على الآباء والأمهات والمربين أن يكثروا من عبارة الله يحب كذا وهى عبارة تكررت عشرات المرات في القرآن فلماذا لا نربي بها أولادنا ؟ ، وينبغي كذلك ألا نرسخ عند الطفل أن الله لا يغضب على الطفل أو يكرهه لذاته بل يكره الفعل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة