صيادلة يحذرون من مافيا المخدرات: تستحدث مواد يصعب اكتشاف تأثيرها فى الدم عضو بالصيادلة.. "الفلاكا والاستروكس والكراك" أبرزها.. تأثيرها يعادل 800 مرة الحشيش.. وإساءة استخدام أدوية الحالات النفسية "كارثة"

الأحد، 10 فبراير 2019 09:00 ص
صيادلة يحذرون من مافيا المخدرات: تستحدث مواد يصعب اكتشاف تأثيرها فى الدم عضو بالصيادلة.. "الفلاكا والاستروكس والكراك" أبرزها.. تأثيرها يعادل 800 مرة الحشيش.. وإساءة استخدام أدوية الحالات النفسية "كارثة" تعاطى المخدرات -نقابة الصيادلة
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت نقابة الصيادلة، أن أغلب المواد التى يتم تداولها بين المدمنين ليست فى صيغ أو أشكال دوائية ولا يتم بيعها أو تداولها فى الصيدليات، مشيرة إلى ضرورة إدراج تلك المواد التخليقية التى استحدثتها ما وصفته بـ"مافيا تجارة المخدرات"، كمواد مخدرة ضمن جداول المخدرات التى يعاقب متداولوها ومتعاطوها طبقا للقوانين المنظمة لذلك، لافته إلى أنها خاطبت وزارة الصحة لإدراج بعض الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية أو التى يتم استعمالها بشكل خاطئ فى جدول المخدرات.

 

قال الدكتور صبرى الطويلة، عضو مجلس نقابة الصيادلة، مقرر لجنة الحق فى الدواء، أن المواد المخدرة هى أحدى قائمة كبيرة تسمى بالأدوية المؤثرة على الحالة النفسية، فمنها "المهلوسة" مثل: الحشيش، والبانجو، والماريجوانا، والقات، وأدوية "منبهة" مثل: الأنفيتامين، وأخرى "منومة" مثل عائلة الخشخاش "المورفين، والكوكايين، والبسادين"، مشيرا إلى وجود فارق كبير بين تأثيرات الأدوية التى لها تأثيرات نفسية وتأثيراتها العلاجية، وبين استخدامها بجرعات غير منضبطة تعطى علامات مؤثرة بشكل يتوقف حسب جرعة ونوع وتصنيف كل منها، مؤكدا أن الصيدليات ليس بها مخدرات، ولا يمكن أن تبيعها، لكن الموجود فقط أدوية مؤثرة على الحالة النفسية، واصفا إساءة استخدام تلك الأدوية بـ"الكارثة".

الدكتور صبرى الطويلة عضو مجلس نقابة الصيادلة
الدكتور صبرى الطويلة عضو مجلس نقابة الصيادلة

 

وأضاف الطويلة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، المخدرات نوعين "من أصل نباتى، ومن أصل شبه مخلق"، فمثلا: يتم الاستعانة بنباتات كالخشخاش أو الأوبين أو أبو النوم، يتم استخلاص مادة الأفيون، ويصنع منه المورفين والهوريين، والذى يعتبر شبه مُخلق، لكن المواد المُخلقة مثل: الفلاكا، والاستروكس، بجانب بعض المواد التى لها تأثيرات كالمخدرات، وتتخذ فى شكل جرعات، مثل: الإلبيسة، والكراك "بيكربونات الهوريين"، وهى مكعبات تؤخذ بالاستنشاق أو الشرب، وهو لا يأخذ شكلا صيدليا، ولا يتم تصنيعه كأقراص أو حقن، وبالتالى لا يمكن أن يتم بيعها بالصيدليات بشكل نهائى.

 

فى سياق مُتصل، قال الدكتور على عبدالله، مدير أحد مراكز دراسات علاج الإدمان، أن الحشيش مادة طبيعية، إلا أنه يتم إساءة استخدامه، وفى حال إلقاء القبض على شخص خلال حيازته له يتم محاكمته، وبالتالى للالتفاف على هذا الأمر بدأ بعض مروجى المخدرات فى تخليق مواد تعطى نفس تأثير الحشيش، لكنها فى الحقيقة تعطى تأثير يصل إلى 800 مرة تأثير الحشيش الطبيعى، وذلك من خلال صناعة مجموعة من المواد بالمعامل وخلطها بمجموعة من النباتات.

 

وأوضح عبدالله، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن نباتى "السكران المصرى، وست الحسن"، يتم استخلاص مواد فعالة منهما، مثل: "الأفروبين، والهيوسين، والهايوساينين" منهم، ويتم استخدامهما فى الصيدليات فى شكل الأقراص والحقن لقدرتهم على علاج الكثير من الأمراض النفسية، والعصبية والجهاز الهضمى، وبعض قطرات العين، والإسهال، مضيفا: إلا أنه فى حال زيادة تلك الجرعات تؤدى إلى زيادة فى ضربات القلب، وفى حال زيادتها أكثر يصل إلى المخ، ويحدث "هلوسة" وكافة الآثار التى يتعاطونها المدمنين للشعور بها.

 

وأشار إلى أن الاستروكس والفودو أبرز تلك المواد التى يتم تداولها، لافتا إلى أن التحاليل لا يمكنها التعرف على تلك المواد أو تحديد تأثيرها المخدر فى الدم، بالإضافة إلى عدم وجود قانون يجرمها أو يحاسب من يدمنها، مؤكدا أن الأمر ليس له علاقة مطلقا بالصيدليات، قائلا: هى فى الأصل أدوية، لكن تم تخليقها بأشكال أخرى لاستخدامات بعيدة عن التأثيرات الدوائية، وفى الأرياف هناك مقوله يتم تداولها بشكل كبير "ما تفوق يا ابنى إنت واكل داتورة؟، والمقصود بالداتورة هو نبات ست الحسن، والذى له تأثيرات مُخدرة، مؤكدا أن السيطرة على تلك المواد أمر صعب، رغم خطورة آثار استخدامها، خاصة أن الأطباء فى حال تعرض متعاطيها لمضاعفات لن يتمكنوا من التعامل معه لعدم قدرتهم على تحديد نوع تلك المواد.

 

وأكد الدكتور أحمد الدمرداش، عضو مجلس نقابة الصيادلة الفرعية بالقاهرة، لـ"اليوم السابع"، أن هناك الكثير من المواد يتم تداولها خارج الصيدليات مثل بعض الأعشاب، وهناك مواد فعالة لا تدخل فى جدول المخدرات، لكنها تمنح التأثير نفسه، وهناك لابد من إحكام وزارة الصحة لها، حيث تسمح بتداولها بشكل قانونى، رغم أنه من المفترض أن تدخل جدول المخدرات، مثل مادة "البريجابالين"، وهى مادة تم منعها فى بعض الدول منذ عامين، وسبق أن وزارة الخارجية حذرت من استخدام أدوية تحتوى على تلك المادة، مشيرا إلى أن تلك الأدوية المحتوية عليها تشهد حركة بيع كبيرة، حيث من الممكن أن تصل أرباحها فى الوقت الحالى إلى 90% من دخل صيدليات وشركات، لأنها تؤدى نفس تأثير المواد الأفيونية، وتعد بديلا للترامادول، مما أدى إلى دخول بعض الأدوية فى السوق السوداء لنقصها.

 

وقال الدمرداش، أن تلك المادة تدخل فى أدوية لعلاج الأعصاب، وتعطى إحساسا مخدرا فى حال الحصول على جرعات كبيرة منها، بجانب مادة "ديكيستروانيسورفان"، موجودة فى أغلب أدوية البرد والكُحة، أما الأدوية المُدرجة بجدول المخدرات فهى من الصعب أن يتم بيعها بالصيدليات نظرا لوجود رقابة، نظرا لتحديد حصة لكل صيدلية، وتحتاج لروشتة لصرفها، لافتا إلى أن الأدوية التى يتم بيعها ولها تأثيرات مُخدرة تحتاج إلى تدخل وزارة الصحة لإدراجها بجدول المخدرات.

 

من ناحيته، قال الدكتور حاتم بدوى سكرتير عام شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية، أن الاستروكس وغيره من تلك المواد صنعها تجار المخدرات، ويتم تهريبها وبيعها على الأرصفة، لأنها لا تأخذ طابع دوائى، ويتم بيعها فى صورة "بودرة"، كما أن الترامادول نفسه لا يباع فى الصيدليات بل فى الطرق والشوارع، موضحا أن المواد التخليقية المخدرة يستحدثها تجار المخدرات بالتعاون مع كيميائيين، لبيعها للمدمنين، مؤكدا أن الصيدليات ليس لها علاقة بتلك المواد بشكل قاطع.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة