أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ أشرف الزهوى يكتب: آفة الغضب

الجمعة، 06 ديسمبر 2019 03:00 م
القارئ أشرف الزهوى يكتب: آفة الغضب غضب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تغضب، نصيحة غالية حثت عليها كل الأديان السماوية، إذا سولت لقوم أنفسهم أن يسيئوا إليك، فامح من نفسك ذكراهم ولا تحاول أن تقتص منهم، لأنك لو اخترت القصاص لأذيت نفسك أكثر مما تؤذيهم.

وفى عالم الحيوان نجد الدب الأسود الذى يقهر أقوى الحيوانات يتغافل عن مشاركة حيوان النمس الضئيل معه فى الطعام، لأن الدب يعلم أنه بضربة واحدة يمكنه القضاء عليه، إلا أنه تعلم بالتجربة أنه أكرم له وأليق بكبريائه أن يغض الطرف عنه والنمس يدافع عن نفسه بإفراز مادة كريهة الرائحة تزكم الأنوف.

 ومن أقوال شكسبير، لا تنفخ لعدوك نارا أو تزد جذوتها فقد تؤذيك أنت من النار لفحتها، وكان لنكولن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق لا يزن الناس قط بميزان حبه أو كراهيته لهم فإذا أساء رجل إلى شخصه وكان هذا الرجل أصلح الرجال لتقلد منصب من المناصب أسرع لنكولن إلى أن يقلده إياه، وكان يقول، لا ينبغى لرجل أن يمتدح أو يذم على عمل يؤديه لأننا جميعا مسخرون فى أيدى الظروف والاقدار والبيئة والتعليم والعادات المكتسبة والوراثة التى تطبع الناس بطابعهم الحاضر.

علينا أن ندرك أنه حين نمقت أعداءنا فإننا نتيح لهم الفرصة للغلبة علينا، على راحتنا وطعامنا وصحتنا وسعادتنا وأن أعداءنا يرقصون طربا لو علموا كم يسببون لنا من قلق، إن كرهنا لهم يؤذينا نحن أكثر مما يؤذيهم، وهذا هو الثمن الباهظ للقصاص.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة