أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

ترامب يزور جنوده فى أفغانستان.. معايدة أم استقطاب؟

الأحد، 01 ديسمبر 2019 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الجنود الأمريكيين فى أفغانستان تمثل امتدادا صريحا لرهانه على الجيش الأمريكى، والذى بدأ منذ بزوغ نجمه السياسى، وهو ما بدا فى حملته الانتخابية الأولى، والتى سعى خلالها إلى استرضاءه عبر زيادة الميزانية المخصصة لوزارة الدفاع تارة، وتخفيف الضغوط على القوات الأمريكية بالخارج عبر الوعود بالانسحاب من العديد من المناطق حول العالم، تارة أخرى، فى إشارة صريحة لتغيير النهج الأمريكى القائم على حالة الارتباط بين نفوذ الولايات المتحدة كقوى دولية مهيمنة على النظام الدولى من جانب، والانتشار العسكرى فى العالم من جانب أخر.

إلا أن توقيت الزيارة يمثل انعكاسا صريحا لاستهداف البيت الأبيض للقاعدة العريضة من الجيش، والمتمثلة فى الجنود من ذوى الرتب الصغيرة، بعيدا عن القيادات، حيث تزامنت مع الاحتفال بعيد الشكر، لتكون تكرارا لمشهد الزيارة التى قام بها للجنود الأمريكيين بالعراق خلال احتفالات الكريسماس فى العام الماضى، لتخرج الزيارة من الإطار الرسمى بين الرئيس وجنوده، وتأخذ طابع المعايدة، كما أنها جاءت بعد أيام من إقالة قائد البحرية الأمريكية ريتشارد سبنسر، لموقفه من قرار الرئيس بالعفو عن جندى لاحقته اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم حرب، فى انتصار صريح لأحد الجنود على حساب قيادة كبيرة بالجيش.

الزيارة ربما لم تخلو من بعض المشاهد غير المعتادة فى العرف السياسى الأمريكى، ربما أبرزها حرص الرئيس على تقديم الطعام بنفسه للجنود، فى اختراق لقواعد البروتوكول المتعارف عليها، ليتجاوز الصورة المتعارف عليها للقائد الأعلى للجيش، ويقدم نفسه بصورة الأب فى وسط أبنائه، بينما أعلن استئناف المفاوضات مع طالبان من هناك لتكون بمثابة "هدية" عيد الشكر لهم، فى إشارة إلى اقتراب خطوة الانسحاب، والتى يسعى إلى اتخاذها قبل انتهاء فترة ولايته الأولى.

وهنا يمكننا القول بأن الرئيس الأمريكى يحاول، عبر مواقفه المتواترة، استقطاب القاعدة العريضة من الجيش الأمريكى، خاصة وأن هؤلاء الجنود يمثلون قطاعا أكبر من العائلات، يمكنه الرهان عليهم خلال الانتخابات المقبلة فى 2020، والتى من المتوقع أن تشهد صراعا كبيرا مع الديمقراطيين، والذين يشنون حملات متلاحقة لاستهدافه، أبرزها الدعوات الأخيرة لعزله، على خلفية محاولته لفضح إبن منافسه المحتمل جو بايدن، والمشتبه فى تورطه بأعمال فساد.

يبدو أن ترامب لديه إصرار شديد على مواصلة الوفاء بالتزاماته تجاه الجنود الأمريكيين، وهو ما بدا واضحا فى قراره السابق بالانسحاب من سوريا، بالإضافة إلى تحركاته التى تهدف إلى تحقيق الشيء نفسه، سواء فى أفغانستان، أو كوريا الجنوبية، وذلك فى إطار رغبته فى تخفيف الأعباء العسكرية والمالية المترتبة على الانتشار العسكرى المكثف فى العديد من مناطق العالم، وهو النهج الذى كلف الخزانة الأمريكية ملايين الدولارات فى العقود الماضية، بالإضافة إلى توجهه نحو إعادة هيكلة الانتشار العسكرى، عبر نقل القوات الأمريكية إلى مناطق أخرى بعيدا عن الصراعات المباشرة، فى الوقت الذى يمكنها فيه تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية عبر حصار الخصوم بشكل مباشر، وهو ما يبدو فى توجه واشنطن نحو أوروبا الشرقية بهدف حصار الخصم الروسى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة