قرأت لك.. الجبل السحرى.. رواية ألمانية عن التغيرات قبل الحرب العالمية الأولى

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019 07:00 ص
قرأت لك.. الجبل السحرى..  رواية ألمانية عن التغيرات قبل الحرب العالمية الأولى غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رواية الجبل السحرى لـ توماس مان ترجمها عن الألمانية عدنان حبال، وقد جرت أحداثها قبيل نشوب الحرب العالمية الأولى، واتصفت بالعمق والتكامل.
جرت أحداث رواية "الجبل السحرى" قبيل تشوب الحرب العالمية الأولى، واتصفت بالعمق والتكامل والخصوبة الأسطورية.
 
الجبل السحرى
 
بطلها شاب مهندس غادر مسقط رأسه هامبورغ ليقوم بزيارة إلى قريبه الضابط المقيم فى مصحٍ شهير قرب من مدينة دافوس على جبال الألب السويسرية، هناك يتعرّف على امرأة. وعلى نساء ورجال كثيرين آخرين يقطنون المصحة للعلاج تحت إشراف أطباء وممرضات من أنواع غريبة شاذة لا تسعى إلى شفاء المرضى، بل إلى إطالة بقائهم تحت سيطرتها.
 
وفى المصحة العجيبة تتفاعل نفس الشاب مع نفوس الآخرين، وتتداخل أفكاره البسيطة مع ما يحملون فى أدمغتهم من تعقيدات وتصوف وتدين، وتجرى الصراعات من أجل الحياة على قمة هذا الجبل الجليدى ويلعب الموت دوراً يشبه دور الثلوج المتراكمة معظم شهور السنة، وتنشأ علاقات وعداوات فكرية وفلسفية تدور غالباً حلو الصراع بين الروح والجسد، وبين الواقع والخيال، وبين السلم والحرب وبين الاستبداد والتحرر، فيزداد الشاب شراسة وعناداً فى مقاومة المرض والحب والأطباء المشعوذين هناك، فحتى المرأة التى أحبها تعود بصبحة أحد النبلاء الأثرياء وتَقْتل فى نفس العاشق الأمل فى الحب كوسيلة للنجاة.
 
ويقوم بعدد من المغامرات الخطيرة سيراً على الأقدام فى مرتفعات الجبل، ثم يعود ليرى أن الزمن متوقف عن الجريان وأنه ما زال فى البداية وأن الماضى تحول إلى حاضر ومستقبل، فيقرر الاشتراك فى الحرب دفاعاً عن وطنه، لأنه وحده فوق كل التفاهات والعواطف الكاذبة.
 
شخوص رواية "الجبل السحري" كلهم أبطال ولا يشبه أحدهم الآخر فى أى شىء، ولذا فإن العلاقات فيما بينهم صعبة ومعقدة ومتعددة الجوانب، وقد سرد الكاتب الأحداث التى جرت بأسلوب سلس مشوق، ونجح فى سبر أغوار النفس الإنسانية حتى أعمق أعماقها.
 
توماس مان واحدٌ من أهم روائيى القرن العشرين الألمان والأوروبيين على الإطلاق، عاصر القيصر وليم الثاني، والجمهورية الألمانية الليبرالية، ثم الحكم النازي، وبعده تقسيم ألمانيا، ووّجه من خلال أدبه الرفيع نقداً لاذعاً ومنصفاً إلى هذه العصور جميعها، وقد حصل على جائزة نوبل للآداب عن روايتى "الجبل السحري" و"بودن بروك" فى العام 1929.
ومن أجواء الرواية:
"وداعًا هانز كاستورب الشريف، وداعًا، ابن الحياة رقيق الصحة! حكايتك رُويت. رويناها حتى النهاية، وهى ليست بالقصيرة ولا بالطويلة، بل كانت سحرية حكيناها من أجلها هى وليس من أجلك، ذلك أنك إنسان بسيط.
وداعًا إن كنت حيًا أم ميتًا! دلائل نجاحك فقيرة. الرقصة المتهورة التى بها أُصيبت مصائرك، سوف تستمر مع ذلك بضع سنوات شريرات، نحن لا نكترث بأن نراهن على حياتك فى الوقت الذى تنتهى فيه. لا بل حتى نعترف قائلين أننا بدون اهتمام كبير نترك المسألة مفتوحة. مغامرات الجسد ومغامرات الروح، بينما تعزز بساطتك، تخولك حق المعرفة بالروح ما استطعت بشق الأنفس أن تحققه بالجسد.كان ثمة لحظات، عندما أقبل إليك هناك من الموت وتمرد الجسد،كما لو أنك تقيّم نفسك، حلم غرام ما. من هذا العيد الشامل للموت، من هذه الدرجات القصوى من الحمى، مضيئًا سماء المساء المغسولة بالمطر محولا إياها إلى وهج نارى، هل يحتمل أن يعتليها الحب يومًا ما؟
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة