أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

عملاء عصر المعلومات.. التجسس العلنى بين أمريكا وروسيا وإيران وإسرائيل

الجمعة، 04 يناير 2019 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعاد إعلان موسكو القبض على جاسوس أمريكى، إلى الواجهة صراعًا بدا أنه يتراجع فى عصر المعلومات الكثيفة. فلم تعد عمليات التجسس تدور فى السر بين عملاء غامضين يمارسون عملهم بحذر. وبعد أن صمتت موسكو شهورًا أمام اتهامات متصاعدة فى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا للروس بتوسيع عمليات التجسس والتدخل فى الانتخابات الأمريكية والأوروبية، وأعلنت موسكو عن اعتقال الأمريكى بول ويلان بتهمة التجسس لصالح أجهزة المخابرات الأمريكية.
 
الأمريكيون يقولون إن ويلان ليس جاسوسًا، لكن الروس يحاولون بالقبض عليه اتهامه، والرد على حملة أمريكية مستمرة من عامين تتهم الروس بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية، والتجسس على الشركات والمؤسسات الأمريكية. حيث أعلن روبرت مولر، المدعى الخاص الأمريكى فى فبراير الماضى توجيه اتهام لـ13 روسيا وثلاثة كيانات روسية بالتدخل فى الانتخابات والعملية السياسية الأمريكية.
 
ومولر هو المكلف بالتحقيق فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهى القضية التى عكست تحولًا فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى والقرصنة والتلاعب السياسى وتوجيه الرأى العام. وقد سخر الروس من أن الولايات المتحدة أكثر دول العالم تجسسًا على الخصوم والحلفاء تشكو من 13 روسيًا. خاصة أن الدول الأوروبية لدى كل منها جهاز مخابرات قوى، وتتبادل الاستخبارات الأوروبية المعلومات مع بعضها. ومع هذا فقد صعدت أوروبا من اتهاماتها للروس بالتجسس والتلاعب. واتهم البريطانيون خلايا إنترنت روسية بتوجيه الناخبين البريطانيين للتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، وأشارت وسائل إعلام حكومية هولندية إلى وحدة «كوزى بير» الروسية المتخصصة بالتجسس الإلكترونى.
 
الروس يسخرون من ما يسمونه الهستيريا المناهضة للروس، واعتبر وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، نظريات بعض النخب أمريكية حول التدخل الروسى لإنجاح ترامب ضمن نظريات مؤامرة، اعتاد الأمريكيون على السخرية منها كلما صدرت من دول أخرى.
 
لكن الروس أعلنوا عن ضبط الأمريكى ويلان جندى المارينز السابق فى تأكيد على أنهم دائمًا يتجسسون على الدول الأخرى، خاصة روسيا، وأشار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إلى أمريكا، وقال إنها تدخلت فى كل الانتخابات الروسية طوال عقود. كما سخر من اتهام بريطانيا للروس بتسميم الجاسوس الروسى السابق والمقيم فى بريطانيا سيرجى سكريبال، بينما عرضت بريطانيا فيديو قبل أيام تؤكد أن عملاء روس هم من سمموا سكريبال.
 
وسيرجى سكريبال عقيد سابق فى الاستخبارات العسكرية الروسية جندته المخابرات البريطانية «إم آى 6» عام 1990، وانكشف وقبض عليه 2006 وتمت محاكمته عسكريا وأدين بالخيانة العظمى، والسجن 13 سنة،وتمت مبادلته ضمن صفقة تبادل جواسيس بين الغرب وروسيا عام 2010. مقابل عشرة جواسيس روس تمت إدانتهم فى الولايات المتحدة.
 
وكانت عمليات تبادل الجواسيس تشير لمرحلة جديدة من علنية التجسس لدرحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أعلن فى كلمة له أمام دبلوماسيين فى 17 ديسمبر الماضى أن جواسيس إسرائيل يعملون داخل إيران، ضمن إطار جهود تل أبيب الرامية إلى «كبح طموحات طهران» النووية. وقال إن العملاء الإسرائيليين يزورون إيران بشكل دورى بغية الاطلاع على تطورات البرنامج وجمع معلومات عملياتية عنه. وبدت تصريحات نتنياهو صادمة لأنها تؤكد الاتهامات الإيرانية لإسرائيل وأمريكا بالتجسس. لكن بعض المحللين أشاروا إلى أن رئيس وزراء إسرائيل يحاول تضخيم أجهزة التخابر الإسرائيلية بعد فشل عدة عمليات داخل إيران.
 
لكن تصريحات نتنياهو لم تكن بعيدة عن تحولات فى عمليات التجسس، من السر للعلن، لدرجة أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية نشرت إعلانات فى الصحف، ومواقع التواصل الاجتماعى، وعلى الطرقات تطلب جواسيس، وكشفت صحيفة «معاريف» قبل شهور أن «الموساد» و«الشاباك» اعتادا تجنيد عملاء عن طريق إعلانات على موقعيهما على شبكة الإنترنت أو بالصحف، باللغتين العبرية والعربية، ووضعا «بانرات» فى مؤتمرات «الهاكرز» مع وعد بضمان السرية، وعائد مجز. وهو ما يؤكد أن عصر المعلومات يغير من كل شىء حتى التجسس، حيث يبقى العملاء من لحم ودم مطلوبين، بجانب كل عمليات الاختراق والتجنيد على الإنترنت.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة