تنتشر بعض الظواهر والعادات السيئة فى ليالى الحنة وعقد القران وحفلات العرس ببنى سويف مثل إطلاق الأعيرة النارية، وتناول المخدرات خاصة البانجو، واللهو بالسيارات المشاركة فى موكب الزفاف، وسجلت أقسام ومراكز الشرطة والمستشفيات بلاغات مصر وإصابة نحو 20 مواطنا فى حوادث إطلاق نار وتصادم سيارات فى ليالى العرس.
"اليوم السابع" التقى عددا من المواطنين وعمدة إحدى القرى، ومصدر أمنى للتعرف على تلك الظواهر وآثارها فى المجتمع وآليات القضاء عليها.
ويقول "أحمد.ع" موظف يقيم إحدى قرى دائرة مركز الواسطى شمال المحافظة: اصطحبت ابنى البالغ من العمر 17 سنة فى حفل زفاف بالقرية، وأثناء إطلاق أحد المعازيم أعيرة نارية ابتهاجا بالعرس استقرت إحداها بصدره ونقلته إلى المستشفى المركزى لإنقاذه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة ولقى ربه متأثرا بإصابته عقب وصولنا قسم الاستقبال وألقت الشرطة القبض على المتهم وتحرر محضر بالواقعة والهمنى الله الصبر بعد فترة من رحيل نجلى وقبلت عقد جلسة صلح مع عائلة المتهم.
وأوضح محمد نجيب على - رئيس لجنة المصالحات بمركز اهناسيا غرب بنى سويف - عمدة قرية براوة دائرة المركز، أن إطلاق الأعيرة النارية فى العرس عادة سيئة عواقبها وخيمة تحتاج إلى توعية وتغليظ للعقوبة فضلا عن ضرورة عودة الاقرارات والتعهدات التى كان يوقع عليها أصحاب العرس بعدم إطلاق النار، لافتا أنه وباقى العمد يرسلون الخفر إلى من لديه حفل عرس للتنبيه عليه بعدم إطلاق الأعيرة النارية، وذلك تنفيذا لتعليمات مديرية الأمن وبرغم ذلك هناك أشخاص لا يلتزمون ضاربين بالقانون عرض الحائط ولا يقدرون عاقبة ما يفعلونه إلا بعد وقوع الكارثة.
وتابع نجيب قائلا: شهدت قرية منشأة الأمراء دائرة المركز واقعة مؤسفة لا تنسى عندما أطلق أحد المعازيم عدة أعيرة نارية ابتهاجا بالزفاف أصابت إحداها شقيق العروس ولفظ أنفاسه فى الحال كما أصيب شخصان آخران، وانقلب العرس إلى مأتم، وسلم المتهم نفسه لمركز الشرطة، وعقب ذلك بشهر بدأت ومعى أعضاء لجنة المصالحات عدة محاولات للتهدئة وتمكنا من عقد جلسة صلح بين أسرتى المتوفى والجانى.
وأكد طه صفى الدين، نقيب فلاحى مركز بنى سويف - يقيم قرية اهناسيا الخضراء دائرة المركز، على انتشار ظاهرة تناول المخدرات خاصة البانجو بشكل علنى، فى ليالى الحنة والزفاف بمدن وقرى المراكز الإدارية السبع للمحافظة.
وأضاف صفى الدين قائلا "يتفق أفراد الأسرتين المتصاهرتين فى المناطق الشعبية وبعض القرى على اقتسام مبلغ شراء البانجو فيما بينهم وكل منهم يضع المقاعد بطول الشارع أو المنطقة التى يقيمون بها ويغلقون منازل الجيران، أو يقيمون سرادقا به بوفيه للمشروبات الساخنة وزجاجات البيرة، ويوزعون لفافات البانجو على المعازيم من الشباب، وتتحول تلك الأماكن إلى دخان كثيف وتنتشر رائحة يشتمها الجميع، ولذلك أطالب بتكثيف الحملات الأمنية وضبط هؤلاء المخالفين للقانون والقضاء على تلك الظاهرة السيئة.
وأشار ناصر البطل رئيس الشؤون المالية والإدارية بفرع التأمين الصحى، يقيم قرية بلفيا بمركز بنى سويف إلى أنه من بين العادات والظواهر السيئة التى انتشرت فى مجتمعاتنا لهو قائدى سيارات "موكب العرس" بها والتسبب فى وقوع الحوادث وأضاف قائلا : منذ شهور قلائل وأثناء انتظارنا وصول موكب عروسين من أبناء القرية لحفل الزفاف بقاعة احتفالات بالقرية فوجئت باتصال تليفونى من أحد المشاركين فى موكب سيارات العرس يخبرنى خلاله بأن سائقى السيارات والدراجات البخارية المشاركين فى "موكب الزفة" أثناء استعراضهم ودورانهم عدة مرات على طريق بنى سويف الفيوم الزراعى، انحرفت سيارة العروسين أمام قرية الدوالطة لتصطدم بعمود إنارة ويصاب العروسان بنزيف وارتجاج بالمخ ولفظا أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى، كما نجا السائق وطفلة كانت برفقة العروسين بعد إصابتهما بكسور.
وأكد محمد حسوبه مدرس، يقيم مركز ناصر شمال المحافظة على أنه خلال مشاركته فى موكب زفاف أحد الاصدقاء قام سائق سيارة العروسين بالدوران عدة مرات على الطريق ما أدى إلى اصطدامها بدراجة بخارية مشاركة فى الموكب على الطريق الزراعى القاهرة أسوان، وأسفر الحادث عن مصرع أحد مستقلى الدراجة البخارية وإصابة مرافقه بكسور.
وقال أحمد نبيل يقيم قرية منشأة عاصم بمركز بنى سويف: فوجئت أثناء تواجدى بمدخل القرية على الطريق الزراعى القاهرة أسوان، بمجموعة من سيارات موكب عرس تتسابق ويتخطى سائقوه بعضهم البعض وخلال دقائق معدودات سقطت 4 سيارات فى مصرف مياه ما أدى إلى إصابة مستقليها بكدمات وجروح وسجحات ومن بينهم العروسان وتمكنت والشباب الذين برفقتى من إخراج المصابين من داخل السيارات والمصرف الذى احتوى على كمية قليلة من المياه، ونقلتهم الإسعاف إلى مستشفى بنى سويف.
وقال مصدر أمنى بمديرية أمن بنى سويف: إن هناك تعليمات مشددة مرسلة إلى أقسام ومراكز الشرطة وكذلك العمد بالقرى بالتنبيه على المواطنين بعدم إطلاق النار فى الأفراح وهناك وقائع فردية من أشخاص تسببوا فى مصرع وإصابة بعض الأهالى وتم ضبطهم وتقديمهم للمحاكمة، فضلا عن تكثيف الحملات على المشتبه فى حيازتهم للأسلحة غير المرخصة وضبط عشرات القطع منها وكذلك تجار المخدرات، ما أدى إلى انعدام ظاهرة إطلاق الاعيرة النارية فى ليالى الزفاف خلال الآونة الأخيرة.
وأضاف المصدر الأمنى أن هناك متابعات من رؤساء ومعاونى المباحث والعمد والخفراء لليالى العرس بالمدن وقرى المركز لمنع إقامة جلسات تناول المخدرات فضلا عن تكثيف الحملات الامنية على اوكار تجار المخدرات ووسطائهم من تحار التجزئة لتجفيف منابع البيع والترويج.
