روحانى يلمح لـ"استفتاء شعبى" لإنقاذ بلاده من العقوبات الأمريكية وحل الأزمات الداخلية.. الرئيس الإيرانى يلجأ للشارع ويحتكم للصناديق من أجل التفاوض مع واشنطن.. ترحيب إصلاحى وعاصفة انتقاد من المتشددين

الأربعاء، 08 أغسطس 2018 09:30 م
روحانى يلمح لـ"استفتاء شعبى" لإنقاذ بلاده من العقوبات الأمريكية وحل الأزمات الداخلية.. الرئيس الإيرانى يلجأ للشارع ويحتكم للصناديق من أجل التفاوض مع واشنطن.. ترحيب إصلاحى وعاصفة انتقاد من المتشددين الرئيس الإيرانى حسن روحانى والرئيس الامريكى دولاند ترامب
كتبت ـ إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وضع الرئيس الإيرانى حسن روحانى خلال حوار متلفز بثه التلفزيون الإيرانى مساء ، الإثنين، ما يمكن اعتبارها خارطة طريق أو خيارا جديدا لخروج بلاده من أزماتها الداخلية والخارجية، عبر اللجوء لطرح "استفتاء شعبى" للبت فى القضايا السياسية الهامة، سواء كانت فى السياسية الداخلية أو الخارجية أو الاجتماعية أو الثقافية، لخروج النظام من المأزق، الأمر الذى عده مراقبون تلميح إلى استفتاء الشعب على الانخراط المجدد فى مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة لإبعاد شبح العقوبات عن البلاد.

 

وقال روحانى فى حواره، "لطالما أردنا تعميق ديمقراطيتنا، وعلى كل الصعد، يجب أن نفهم ما يريده الشعب، وإذا واجهنا في يوم ما إختلافا حول مسائل مهمة فلماذا لا نلجأ إلى صناديق الاقتراع؟.. لو احتجنا يوما تطبيق المادة 59 من الدستور الإيرانى وفقا للوائح الدستور فينبغى علينا مراجعة صناديق الاقتراع.. البرلمان يقرر القضايا العادية .. المادة 59 من الدستور من أجل ترسيخ النظام".

 

وتجيز المادة التى أشار إليها روحانى "المادة 59 من الدستور الإيرانى"، الاستناد إلى رأى الشعب فى القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وتقول المادة "يجوز في القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية المهمة جداً، ممارسة وظائف السلطة التشريعية بالرجوع إلى آراء الناس مباشرة عبر الاستفتاء العام بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشورى (البرلمان).

 

 

 

 

ورغم أن رئيس السلطة التنفيذية (روحانى) لم يشير إلى أى قضية ستلجأ الدولة الإيرانية إلى طرح استفتاء شعبى لكنه أكد على أن الاستفتاء سيكون على القضايا الهامة، كما اعتبرت أوساط سياسية أن الاستفتاء سيفض الإشتباك السياسى بين التيارات المختلفة، وهو ما جاء على لسان مجيد أنصارى، مساعد الرئيس الإيرانى السابق للشئون القانونية، الذى قال لماذا لا نستخدم الاستفتاء لإنهاء المشاجرات السياسية (بين التيارات).

 

حوار الرئيس لقى صدى واسع فى صحافة طهران وتباينت ردود أفعال الصحف حوله، وفى وقت أبرزت فيه الصحف المنتمية للتيار الاصلاحى دعوة روحانى لإجراء "استفتاء شعبى" لحل القضايا محل خلاف فى البلاد، أكدت الصحف المتشددة على دعوته للإتحاد والانسجام الداخلى بين التيارت السياسية للتصدى للعقوبات الأمريكية.

 

ورغم استبعاد روحانی خلال حواره أمس التفاوض مع الأمريكيين في ظل العقوبات قائلا إن اجراء "مفاوضات مع (فرض) عقوبات هو أمر غير منطقي. انهم يفرضون عقوبات على أطفال إيران ومرضاها وعلى الأمة"، لكن تلميحه للجوء للمادة 59 من الدستور الإيرانى اعتبرته بعض الصحف أنه يعد حل للقضايا الداخلية والخارجية، على نحو ما كتبت صحيفة "اعتماد" الاصلاحية مانشيتها "حلول رئيس الجمهورية للقضايا الداخلية والخارجية، ما العيب فى إجراء استفتاء شعبى؟"، أما صحيفة "شرق" قالت على صدر صفحتها علينا مراجعة صندوق الاقتراع من أجل حل اختلاف الآراء فى القضايا الهامة".

 

 

حسن روحانى
حسن روحانى

 

ويتوقع أن تثير دعوة روحانى موجة انتقادات المتشددين ضده، فالدعوة لتفعيل المادة 59 من الدستور الإيرانى ليست الأولى بل كررها روحانى فى فبراير العام الجارى، فى خطاب الذكرى الـ 39 لانتصار الثورة، لحل خلافات التيارات السياسية البينية فى الداخل، كما دعا فى 4 يناير من عام 2015، لإجراء استفتاء فى عموم البلاد، حول القضايا الاقتصادية الهامة والاجتماعية والسياسية والثقافية، وفى كل مرة لا يفسر أى قضية سيلجأ النظام فيها لطرح استفتاء، وكلما كان يطرح المادة 59 كان يوجه المتشددون سهام نقدهم إليه، لكن فى حال كانت الدعوة موجهة للتفاوض مع واشنطن، سيكون النقد أشد هذه المرة، مع رفض التيار المتشدد تكرار تجربة الاتفاق النووى والخوض فى أى حوارات مع الولايات المتحدة التى تنتهك الاتفاقات الدولية بقيادة ترامب بحسب رؤية هذا التيار.

 

وأثارت الدعوة انتقاد صحيفة "كيهان" المتشددة المقربة من المرشد الأعلى على خامنئى، وفى عددها الصادر اليوم، الأربعاء، أعربت الصحيفة التى يترأس تحريرها المتشدد حسين شريعتمدارى عن قلقها لدعوة الرئيس، وتحت عنوان "قشر فاكهة الشمام فريق ترامب تحت قدم روحانى"،  اعتبرت أن تصريحات روحانى جاءت غامضة بالتزامن مع انتهاك الولايات المتحدة لتعهداتها، وتشديد العقوبات على إيران، ووصفت الصحيفة "الاستفتاء" بسيناريو انحرفى يريد روحانى أن يسوقه فى البلاد، وهاجمت الصحيفة فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت أن إجراء المفاوضات مع واشنطن ومنح الامتيازات مقابل استلام امتيازات أخرى عمليا انتهى بخدعة أمريكية كبرى، مشيرة إلى أن هناك من أسمتهم بالعناصر المخترقة والتى المجندة من قبل أجهزة الاستخبارات الأجنبية والتى تتجسس على إيران وهى التى تمهد لفرض هذا السيناريو.

 

على الجانب الأخر، رحبت كوادر التيار الاصلاحى بالاستفتاء واعتبر حميد جلائى بور الناشط السياسى الاصلاحى البارز والأمين العام لحزب كوادر البناء أن طرح المادة 59 من الدستور أى طرح استفتاء شعبى نقطة إيجابية أمام افتعال الأجواء فى وسائل الاعلام وشبكة الانترنت.

 

إيمان روحانى بالحوار تجلى فى أكثر من مناسبة، فقد كشف كتاب مذكراته التى تم نشرها عام 2015 فى إيران، وحملت عنوان "الثورة الإسلامية 1979- 1982"، جوانب شخصيته التى تولت عدة مناصب قيادية، وقال روحانى فيها أنه عندما كان أمينا للمجلس الأعلى للأمن، اقترح طرح استفتاء عام حول البرنامج النووى، قائلا "اقترحت حينذاك على  زعماء النظام إجراء استفتاء عام فقد وصل البرنامج النووى لنقطة مصيرية، ومن الجيد إجراء استفتاء، وطرح سؤال على الجماهير ما إذا كانت توافق وتصوت بالإيجاب على تخصيب اليورانيوم وتتحمل التبعات المحتملة للقرار ".

 

فى المقابل يرى المراقبون أن ترامب يقضى على أى مسار يجعل الإيرانيون يقبلون اتفاوض مجددا ففى الوقت الذى دعا فيه للقاء قادة طهران والحوار المباشر، أعادة فرض العقوبات، معتبرا أن العقوبات "وسيلة ضغط من أجل أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات"، كما حذر الرئيس الأمريكى العالم من التعامل تجاريا مع إيران مشيدا بالعقوبات التى وصفها بأنها "الأكثر إيلاما على الإطلاق" قال ترامب في تغريدة على "تويتر" إن "العقوبات الإيرانية فُرضت رسميا هذه العقوبات هي الأكثر إيلاماً التي يتم فرضها على الإطلاق، وفي نوفمبر، سيتم تشديدها إلى مستوى جديد"، وأضاف أن "أي جهة تتعامل تجاريا مع إيران لن يكون بإمكانها التعامل تجاريا مع الولايات المتحدة. لا أسعى إلى شيء أقل من السلم العالمى".

 

 

ترامب
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

وبمشاعر من الغضب والقلق والتحدى قابلت إيران سريان الدفعة الأولى من العقوبات التى أقرها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الثلاثاء، وفى أحدث تعليق أكد وزير الدفاع الايرانى، أن الاقتراح الذي قدمه ترامب للتفاوض مع ايران، يأتى فى إطار الحرب السياسية والاقتصادية والثقافية والنفسية الشاملة التى يشنها أعداء بلاده، وأكد على أن بلاده تشهد مؤامرة جديدة، وهى الحرب الاقتصادية والحظر الشامل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة