أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الأمية لا تعنى الجهل .. والتعليم لا يمنع الإجرام ولا يصنع الإنسانية

الأربعاء، 08 أغسطس 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك دائما خلط فى تفكير بعض الفئات التى تحاول تحليل الظواهر الاجتماعية والجريمة، وتربط بين الجريمة وبين الجهل ونقص التعليم، بينما هناك عشرات الأمثلة على أن التعليم الجامعى أو حتى الدكتوراه لا علاقة لها بالسلوك وامتلاك الحس الإنسانى، كما أن عشرات ومئات الآباء والأمهات كانوا أميين، لكنهم لم يكونوا جهلاء، وعلموا أبناءهم المثل والقيم العليا.  
 
وخلال الأسابيع الماضية كانت هناك أمثلة على آباء وأمهات وعائلات، بالرغم من مستواهم المادى والتعليمى المرتفع تفتقد للقيم الإنسانية وترتكب جرائم تكشف عن ميول إجرامية وخلل عقلى. 
 
 ولاتزال قصة الأستاذ بطب الأزهر فى دمياط، المتهم بقتل ابنه بعد تعذيبه فى محاولة للتحقيق معه فى خطأ ارتكبه الطفل، الأب الأستاذ فى كلية طب الأزهر ضرب ابنه باستخدام سير غسالة مربوط فى مفك، ولما مات الطفل تحت التعذيب ألقاه بالشارع قبل أن تكشف الأم أن الأب عذب ابنه وإخوته للتحقيق معهم حول اختفاء بعض الأموال من المنزل، وأنه قاتل الابن. نحن أمام استاذ جامعة وصل إلى أعلى درجات التعليم، لكنه كشف عن ميول إجرامية بينما يتصور انه يربى أبناءه. 
 
نفس الأمر فى حالة الطفلة «نور» التى عملت خادمة لدى أسرة طبيب فى العبور، وهربت وكشفت بعض مواقع التواصل مأساتها، كشفت التحقيقات أن الطفلة شيماء وشهرتها نور، أقل من 10 سنوات، تعمل منذ عام لدى طبيب  فى العبور، وأن الأب وزوجته وابنه يتناوبون تعذيب الطفلة، وأن الأم ضربتها بعصا مقشة فى عينها، لأنها أكلت علبة حلاوة.  
 
حجة الأسرة أنهم دفعوا لوالد البنت خمسة آلاف جنيه، وتظن العائلة أنها اشترت عبدة، ومع خطيئة والد الطفلة، لكن أسرة بهذا المستوى من التعليم ترتكب جرائم فى حق طفلة، بما يكشف عن ميول إجرامية وربما خلل نفسى وعقلى.
 
 ومن مصر إلى لندن هناك قصة تتداولها الصحف البريطانية عن قصة أسماء المربية التى ذهبت قبل نحو 6 أعوام للعمل لدى أسرة  من زوجين مصريين، الزوج استشارى جراحة أعصاب وزوجته أخصائية أمراض النساء ،استقدما أسماء حيث يعيشان فى شمال لندن لرعاية طفلهما 4 سنوات، مقابل  400 جنيه استرلينى، وهو أجر لا يكفى للحياة فى لندن، وعندما طلبت زيادة فى الأجر  بدأت عملية تعذيب متوالية من قبل الطبيب وزوجته،  تم احتجاز جواز سفر أسماء، والاعتداء عليها وتعذيبها ومنعها من النزول للشارع، وحرمانها من الطعام، وعرضت عليها العائلة بيع كليتها مقابل المال، وهربت الفتاة قبل سنوات ورفعت دعوى كشفت فيها هذه التفاصيل  المرعبة، التى عادت الصحف البريطانية لتداولها، وتصف بشاعة وقسوة الطبيب وزوجته وسط تعاطف من قبل الجمهور، تماما مثل تعاطف المصريين مع نور ضحية التعذيب.
 
نحن أمام نماذج بشرية ارتقت لمستويات علمية ومادية، ومع هذا تعيش بعقليات بدائية تفتقد لأبسط قيم الإنسانية أو الأخلاق . وكثيرا ما نجد كبار المتهمين بالفساد متعلمين جيدا وبعضهم أثرياء، وهو ما يعيدنا إلى أن الأمية لا تعنى الجهل، والتعليم لا يمنح الإنسانية لمن يفتقدها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة