"يا حمام الحمى سلّم لى على الحبيب اللى عاش طول حياته فى الدنيا كالغريب.. قول له مشتقين يا طه للقاءك عن قريب.. وصل للنبي سلامي وقوله يا أحب حبيب"، هكذا غنى شمس إبراهيم لحمام الحرم المكى.
لا يمكن بحال من الأحوال أن يزور حاج الأراضي المقدسة، دون أن يلتقط صوراً مع "حمام الحمى" ويقدم له الأكل، خاصة فى أماكن تجمعاته.
"اليوم السابع" تجولت فى مناطق تجمع "حمام الحمى" بمحيط الحرم المكى، وخاصة في شارع إبراهيم الخليل، الذين ينتشر فيه تجمعات حمام الحمى.
هنا.. يزحف آلاف المصريون قادمين من القاهرة محملين بـ"غلال" يتم تقديمها للحمام، الذى يعشق المصريون، على حد قول أهالى مكة ـ حيث يحرص الحجاج المصريون على إحضار الأكل للحمام.
ويتميز حمام الحمى بريشه الرمادى المائل للزرقة أو الخضرة عند عنقه، ولا تكاد تختلف حمامة عن أختها على الإطلاق، سواء فى الحجم أو الشكل أو اللون، كما أنه لا يختلط بغيره من الحمام.
اللافت للانتباه أن هذا الحمام له العديد من المميزات، فبالرغم من انتشار أمراض وأوبئة بين الحمام وما عرف باسم انفلونزا الطيور، إلا أن هذا الحمام يتمتع بمناعة قويه ضد الإصابة بالأمراض، أو حتى نقلها، فضلاً عن أنه لايطير فوق الكعبة أبدا إنما يطير حولها في جماعات مرات ومرات، وهو متحد الألوان ومتماثل الشكل تقريبا، وعلى كثرة أسرابه لاترى أثرا لفضلاته، ونادرا يقع منه ريش في المسجد الحرام، ويبات خارج السمجد الحرام ولايبات داخله ابدا ويعود اليه عند الشروق.
يقال أن لحم هذا الحمام لا ينضج أبدا مهما وضعته على النار، وفي الخمسة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة يأتى الحمام اسرابا إلى مكة وفى الخامس عشر من الشهر نفسه يعود إلى المدينة.
ويقول الدكتور فواز الدهاس، أستاذ التاريخ فى جامعة أم القرى، وفقاً لصحيفة المدينة السعودية، أن حمام الحرم له خصوصية عن غيره من حمام العالم أجمع، كما أن العدد الهائل الموحد له كان من أكبر ميزاته ولهذا تكاثر في مكة المكرمة، وبالتالى حرمة صيده فى البلد الحرام سببت هذا التكاثر، كما أن السلف أخذوا بأحاديث منع تنفير طير الحرم، حتى أن البعض منهم كما روى كان يفدى إذا تسبب فى قتل أحد هذه الطيور.
وبالرغم أن بعض سكان مكة يضيقون ذرعا بتعشيش الحمام بكثرة فوق أسطح منازلهم وعلى نوافذ بيوتهم، وما يتطلبه ذلك من تنظيف دائم لمخلفاته، فإن كثيرون تأقلموا مع العيش معه على مر السنين.
ويقال أن الأصل في حمام الحما الحماتين اللاتين عشعشتا على الغار أثناء هجرة الرسول، ويقال أنهما من ضمن سلسلة الطير أبابيل الذي هاجم ابره الحبشي.
