نتائج فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران تتوالى.. شركتا الخطوط الجوية البريطانية والفرنسية تعلقان رحلاتهما لطهران بدءا من سبتمبر المقبل.. والشركات الأجنبية تواصل الانسحاب من إيران تجنبا للعقوبات الأمريكية

الخميس، 23 أغسطس 2018 07:30 م
نتائج فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران تتوالى.. شركتا الخطوط الجوية البريطانية والفرنسية تعلقان رحلاتهما لطهران بدءا من سبتمبر المقبل.. والشركات الأجنبية تواصل الانسحاب من إيران تجنبا للعقوبات الأمريكية ترامب وحسن روحانى
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتوالى نتائج فرض الولايات المتحدة حزمة عقوبات على إيران والتى أعلن عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مطلع الشهر الجارى. حيث أعلنت اليوم الخميس، شركتا الخطوط الجوية "بريتش إيرويز" البريطانية و"إير فرانس" الفرنسية، وقف الرحلات الجوية إلى إيران فى سبتمبر المقبل.

 

وقالت شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيرويز"، فى بيان: "سنعلق رحلاتنا من لندن إلى طهران لأن هذه العملية ليس لها جدوى تجارية حاليا، ستغادر آخر رحلة من لندن إلى طهران فى 22 سبتمبر، بينما ستغادر آخر رحلة من طهران إلى لندن فى اليوم التالي"، حسب وكالة "إرنا".

 

ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، كتب حميد بعيدى نجاد، سفير طهران فى لندن، عبر حسابه على موقع "تويتر"، ردا على خطوة الشركة البريطانية، قائلا: "هذا القرار مؤسف نظرا لطلب المسافرين على هذه الرحلة المباشرة".

 

وتسير الخطوط الجوية البريطانية حالياً، 6 رحلات أسبوعياً فى أى من الاتجاهين بين طهران ولندن.

 

ولم تفصح الشركة فى بيانها عن فترة تعليق الرحلات، مضيفة: "نعتذر عن أى اضطرابات قد يحدث لعملائنا، ونحن فى مناقشات مع شركات الطيران الشريكة لنا لتقديم خيارات إعادة حجز العملاء".

 

كما أعلنت إدارة شركة "اير فرانس" الفرنسية، الخميس، أنها ستوقف رحلاتها إلى طهران اعتباراً من 18 سبتمبر بسبب ضعف المردود التجارى نتيجة العقوبات الأمريكية المفروضة على ايران.

 

وقال المكتب الاعلامى فى مجموعة الخطوط الجوية الفرنسية أن "اير فرانس" التى أوكلت الرحلات إلى طهران إلى شركة "جون" التابعة لها ذات الكلفة المنخفضة، "خفضت (عدد رحلاتها) من ثلاث رحلات أسبوعيا إلى رحلة واحدة منذ 4 أغسطس وستوقف رحلاتها إلى طهران اعتباراً من 18 سبتمبر بسبب ضعف المردود التجارى".

 

واتخذت شركة الطيران الهولندية، قرارا مشابها الشهر الماضى، بتعليق رحلاتها إلى طهران بسبب ما وصفته بـ "النتائج المالية السلبية لهذه الرحلات".

 

من جهة أخرى، حذر تقرير لمركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيرانى من خروج المزيد من رؤوس الأموال من إيران العام المقبل بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى، مؤكدًا أن العامين الماضيين خرج أكثر من 59 مليار دولار من إيران.

 

وأوضح التقرير الذى نقله الموقع الإلكترونى للمركز، أنه خلال العامين الماضيين 2016 و2017 على التوالى، غادرت رؤوس أموال بلغت العام الأول 39 مليار و200 مليون دولار أى ما يعادل 83% من دخل إيران من الصادرات غير النفطية فى هذه السنة.

 

وبحسب تقرير المركز غادرت السنة التالية نحو 20 مليار و200 مليون دولار من رؤوس الأموال، حيث يرى المركز، أن أسباب هذا النزيف الاقتصادى للوضع السياسى والاقتصادى الذى بات غير متوقعًا، فضلا عن وجود فراغ فى السياسات العامة للدولة لدعم رؤوس الأموال، وصعوبة النشاط الإقتصادى داخل إيران والمخاطر الكبرى المحفوفة بها الاستثمارات فى الداخل، ورغبة الكثيرون فى الهجرة والعيش خارج إيران، إضافة إلى خروج رؤوس الأموال من البلاد بهدف شراء العقارات والاستثمار فى بنوك وبورصات العالمية.

 

وفى تقرير منفصل لهذه المركز حول وضع سوق العملة فى إيران، كشف انخفاض الاحتياطى النقدى من العملة الأجنبية فى العامين الأخيرين داخل إيران فى أعقاب خروج رؤوس الأموال، حيث تراجع بمقدار 16 مليار و300 مليون دولار فى البنوك الإيرانية، (وبحسب تقرير صندوق النقد الدولى بلغ الاحتياطى من العملة نحو 95 مليار دولار العام الجارى)، كما توقع التقرير تزايد خروج رؤوس الأموال فى العام الإيرانى المقبل الذى يبدأ 21 مارس 2019.

 

وأدى انخفاض الاحتياطى النقدى فى إيران إلى هبوط حاد فى سعر العملة الإيرانية "التومان" على مدار الأشهر الست الماضية، ووصل سعر صرف العملة فى أبريل الماضى لرقم تاريخى لم تشهد إيران من قبل، حيث بلغت قيمة الدولار الواحد 6000 تومان، الأمر الذى دفع البنك المركزى إلى إصدار تعليمات تقتضى وضع سقف معين لخروج العملة الأجنبية مع المسافرين خارج البلاد، وهو 5 آلاف يورو.

 

ومن أجل وضع حد لإنهار العملة اتخذت الحكومة الإيرانية إجراءات منها اعلان نائب الرئيس الإيرانى اسحاق جهانجيرى فى أبريل الماضى، توحيد سعر صرف الدولار الأمريكى مقابل الريال الإيرانى، وحدد 4 آلاف و200 تومان وحدد البنك المركزى الإيرانى أسعار الصرف الرسمية للجنيه الاسترلينى عند 59330 ريالا واليورو عند 51709 ريالات، وحظر كافة التعاملات غير المنظمة، لكن بحسب تقارير لم تجدى هذه القرارات وظل سوق العملة يعانى التدهور.

 

وبحسب تقرير صحيقة "ِشرق" الإصلاحية، كشف النائب محمد رضا بور إبراهيمى رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بالبرلمان الإيرانى، مغادرة نحو 30 مليار دولار خلال الأشهر الأخيرة من العام الإيرانى الذى انتهى فى 21 مارس الماضى، وقالت الصحيفة، أن تصريحات المسئول الإيرانى تشير إلى أن هروب رؤوس الأموال من البلاد زادت وتيرتها مؤخرا، معتبرة أن هذه الظاهرة سيترتب عليها ارتفاع نسب الفقر، وانخفاض إنتاج السلع والخدمات ما سيؤدى إلى ارتفاع الأسعار وحدوث موجة غلاء، وانخفاض معدل النمو الاقتصادى والبطالة.

 

وفى غضون ذلك تواصل الشركات الأجنبية الانسحاب من إيران وأراضيها وتخليها عن استثماراتها، تجنبا للعقوبات الأمريكية، وانضمت مجموعة "جنرال إلكتريك" إلى الشركات التى غادرت إيران، وقررت اليوم وقف نشاطها امتثالا للعقوبات الأمريكية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة