أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

معجزات «البرادعى».. «الطيور ترضع.. والكلاب تصوصو.. والإنسان دابة»!

الإثنين، 20 أغسطس 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد معارضة فى الكون تتمتع بمعجزات خارقة، سوى المعارضة المصرية، وأول معجزاتها، أنهم يبدأون مرحلة الاعتراض، وركوب موجة الاحتجاجات بعد سن الستين والإحالة على المعاش..!!
 
وفلسفة «المعارضة المتأخرة» الشبيهة «بالمراهقة المتأخرة» جوهرها «الفراغ» والجلوس كثيرا على مقاهى المعاشات دون عمل، فيبدأ الواحد منهم البحث عن «شغلانة» قيمة ومركز تليق بكفاءته وقدراته الوظيفية، فيلبى نداء أول فكرة تخطر بباله، وهو الجلوس على مقعد رئاسة مصر، والإقامة فى قصر الاتحادية، وسنكتفى بتقديم ثلاثة نماذج فقط من عشرات النماذج التى قررت أن تعارض طمعا فى منصب الرئيس، من فوق مقاهى المعاشات، وهم، محمد البرادعى 76 عاما، ومعصوم مرزوق 75 عاما، والمستشار هشام جنينة 64 عاما.
 
والغريب أن الثلاثة وهم فى موقع المسؤولية، لم نسمع لهم صوتا، وكانوا أبرز أركان نظام حسنى مبارك، والمطيعين والملبين لأوامره، وفجأة وعقب خروجهم على المعاش، واندلاع سرطان يناير 2011 فوجئنا بهبوط «معجزات المعارضة» من السماء..!!
 
لكن معجزات محمد البرادعى فاقت سقف التوقعات، وتظهر فقط على تويتر من خلال التغريدات، فجعل خلال الساعات القليلة الماضية، الطيور ترضع، عندما قال نصا فى تويتة: الأسبوع الماضى سقط طائر رضيع من عشه قرب مكان أقيم به فى قرية أوروبية، وبعدها قامت الدنيا ولم تقعد بين الجيران لرعايته والعناية به حتى استطاع الطيران بمفرده بعد أسبوع.. تابعت كل ما جرى وخواطر عديدة تتصارع فى ذهنى: كيف وصل البعض لهذا المستوى من رقى المشاعر وأين نحن من هذا؟
 
تأتى هذه التويتة فى إطار الاحتفالات الجنائزية لجماعة الإخوان الإرهابية، بذكرى فض اعتصام معسكر رابعة العدوية الإرهابى، ونحن نعلم أن تويتات البرادعى جميعها مشفرة، وعبارة عن رسائل لجهات وكيانات وجماعات وتنظيمات بعينها.
 
تويتة الطائر الرضيع، أثارت دهشة وسخرية كل المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعى، ودشنوا حملات تسفيه و«تريقة» من البرادعى، وتساءلوا: هل الطيور ترضع؟! فكان رد البرادعى قاسيا وعنيفا ولم يتحمل النقد، وضاق صدره بالتسفيه من كلامه، فكتب تويتة قاسية وعنيفة نصها: «ما نراه على مواقع التواصل وفى الإعلام يثير الفزع بالنسبة لحاضر ومستقبل الوطن العربى.. كم هائل من الغيبوبة العقلية والانحطاط الخلقى والتصحر القيمى.. الفرق بين الإنسان والدواب هو العقل، والعقل ركيزته العلم بمعنى المعرفة والقيم.. غياب التعليم المتميز جريمة متكاملة الأركان..!!».
 
هنا شبه البرادعى كل العرب بالدواب، واتهام كل من سخر من تويتته بالمنحطين أخلاقيا، ومصابين بغيبوبة عقلية، وتصحر قيمى ومعرفى..!!
 
ونسأل البرادعى، هل أصبح مستخدمو ومتابعو السوشيال ميديا، مصابين بغيبوبة عقلية وانحطاط قيمى وتصحر معرفى الآن، لمجرد أنهم سخفوا من «تويتة» كتبتها..؟! ولماذا كنت تعتبر ما يدشنونه ضد الدولة المصرية ومؤسساتها، خاصة القوات المسلحة والشرطة، حقائق لا يتخللها الباطل، وتعتبر التسفيه منها أمرا مسلما به..؟!
 
نعم، تغريدات الدكتور محمد البرادعى تمثل شفرات، يخاطب بها أشخاصا وحركات وجماعات فى الداخل المصرى، وربما أجهزة فى دول أجنبية، تأسيسا على أن المكالمة الهاتفية المسربة التى كان طرفها البرادعى والأستاذ إبراهيم عيسى، يتناقشان حول مضمون تويتة ضد المجلس العسكرى إبان إدارته للبلاد، ومضمون المكالمة كشفت عن أمرين يتعلقان بتغريداته على تويتر، الأمر الأول: أن البرادعى يستعين بشخص لمساعدته فى صياغة التويتات، والثانى: أن كل تويتة يدونها لها أهداف، وتخاطب فئات وحركات وجماعات بعينها.
 
البرادعى ترك البلاد، ونأى بنفسه من دائرة العنف التى دشنتها جماعة الإخوان الإرهابية عقب ثورة 30 يونيو، وذهب إلى النمسا، ويتنقل بين الدول الأوروبية والجامعات والمراكز البحثية الأمريكية لإلقاء محاضرات تهاجم النظام المصرى الحالى، ويظهر قدرا كبيرا من التعاطف مع جماعة الإخوان والحركات المخربة، نسأله سؤلا رفيعا: من الذى يُملى عليك صياغة «تويتاتك» وأنت فى فيينا؟
 
الدكتور محمد البرادعى مثال حى للشخص الذى نصب نفسه الناصح والمرشد وصاحب الحقوق الحصرية فى المعرفة والنظريات السياسية، وعلى الشعب المصرى أن يرضخ لنظرياته الخزعبلاية واللوذعية، وعندما أتته فرصة الجلوس فى قصور السلطة كنائب للرئيس، وواجهت مصر أسوأ موجة عنف وإرهاب لم تشهد لها مثيلا عبر تاريخها الطويل قفز من السفينة، وفر هاربا تاركا البلاد تواجه مصيرا سيئًا.
 
كما أنه لا يترك شاردة أو واردة، تتعلق بالوطن إلا ويدس أنفه فيها، بالرأى والتحريض، وتدوين رسائل مشفرة، هادفة إشاعة الارتباك والفوضى والبلبلة بين المصريين، وكأن عودة الأمن والاستقرار لبلادنا أمر يغضبه ويثير حنقه.
 
البرادعى ورفاقه، فقدوا الحياء الوطنى من وجوههم، ولا يعملون إلا ما يحقق مصالحهم الشخصية، ونسأل هؤلاء: ماذا قدمتم لمصر سواء عندما كنتم فى المعارضة أو فى السلطة؟ لم نسمع مثلا أن البرادعى تبنى مشروعا خيريا لمساعدة الفقراء، أو ساهم فى مشروع يعود بالنفع على الغلابة، أو شارك فى بناء صرح طبى، أو مستشفى للأطفال، أو حتى حضانة، الرجل ارتبط اسمه فقط بأنه صاحب الحقوق الحصرية لتخريب البلاد، وحماية الإخوان، والحركات التى تعمل ضد القانون، والهارب دائما عندما تواجه البلاد أية مخاطر، تاركا 100 مليون يسددون فاتورة الخوف والرعب الناجمة عن تخريبه، وتدميره، ويعيد الكرة من جديد، مع كل نجاح تحققه مصر على كل المستويات الاقتصادية والأمنية.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة