"أطفال كهف الموت.. الإنسانية أولا".. منقذ تايلاندى أول الضحايا.. فرق دولية بالتعاون مع السلطات التايلاندية تُنقذ 8 من أصل 12.. رسائل الصغار هزت القلوب.. والدعاء لرؤيتهم فى نهائى المونديال "لا يكف" بعد دعوة فيفا

الإثنين، 09 يوليو 2018 10:00 م
"أطفال كهف الموت.. الإنسانية أولا".. منقذ تايلاندى أول الضحايا.. فرق دولية بالتعاون مع السلطات التايلاندية تُنقذ 8 من أصل 12.. رسائل الصغار هزت القلوب.. والدعاء لرؤيتهم فى نهائى المونديال "لا يكف" بعد دعوة فيفا أطفال كهف الموت.. الإنسانية أولا
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حصة تدريبية لـ 12 صبيًا ينتمون لفريق وايلد بورز لكرة القدم أعمارهم تتراوح بين 11 و16 عامًا مع مدربهم، تلتها رحلة استكشافية لمجمع كهوف منطقة تام لوانج التابعة لدولة تايلاند والواقعة بجوار إحدى الغابات القريبة من حدود ميانمار.. هكذا تبدو الأمور عادية لكن هطول غزير للأمطار أدى لمحاصرة المجموعة داخل الكهف فى 23 يونيو الماضى للتحول محاولات إنقاذهم لواحدة من أكثر القصص الدرامية التى تشغل الرأى العام العالمى فى الوقت الحالى.

 

مشاعر إنسانية متضاربة

محاولات إنقاذ أطفال الكهف المستمرة منذ أكثر من أسبوعين تقريبًا تجسدت فيها كل المعانى الإنسانية، من لحظات خوف وترقب وحزن غامر وفرح مؤقت وقلق مستمر، وهذا ما يمكن رصده عبر المراحل المتتابعة لعمليات الإنقاذ التى يشارك فيها منقذين وجهات دولية بجانب السلطات التايلاندية.

وفقا للتقارير الصحفية المتداولة، أنه بعد 10 أيام على اختفاء الصغار ومدربهم نجحت قوات الإنقاذ فى تحديد موقع الأطفال داخل كهف يعد مزارا سياحيا، وذلك على بعد 4 كيلومترات من مخرج الكهف، وظهر الفريق المختفى بصحة جيدة ويرتدون قمصانا باللونين الأزرق والأحمر، وتحدث إليهم فريق الإنقاذ ووجه رسائل متعددة :"هناك آخرين قادمين من أجل انقاذكم لكن يجب أن تغوصوا، لا تقلقوا.. انتم أقوياء جداً".

 

رغم محاولات فريق الإنقاذ طمأنة الأطفال بعد العثور عليهم ونقل الأخبار لذويهم الذين أقاموا فى خيام بالقرب من الكهف وشعورهم بالسعادة الغامرة، لكن الأمور لم تبدوا بالبساطة التى تخليها البعض، وهذا ما أوضحه فى حينها نارونغساك أوساتاناكورن حاكم مقاطعة تشيانغ راي، فى تصريحات نقلتها شبكة سكاى نيوز ومفادها : "عثرنا عليهم سالمين. لكن العملية لم تنته".. وقد أطاف مسئولون آخرون فى تصريحات لاحق بأن عمليات الإنقاذ قد تستغرق شهورَا مما بعث الخوف والقلق فى نفوس الجميع.

رسائل درامية من الأطفال ومدربهم

وتمثلت صعوبة عمليات الإنقاذ مع تزايد المخاوف من زيادة منسوب المياه داخل الكهف بسبب هطول الأمطار المستمر، إضافة إلى خريطة شبكة الكهوف المعقدة للغاية، والتى يحاول فريق مكون من 18 غواصا بينهم 13 أجنبيا ومعهم خمسة من أفراد القوات الخاصة بالبحرية التايلاندية فك طلاسمها، وذلك فى بدايات عمليات الإنقاذ قبل أن يزداد عدد الفريق وتتعدد جنسياتها ما بين الأمريكية والبريطانية والصينية، وميانمار ولاوس واستراليا.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، فإن فريق الإنقاذ يقدم مساعدات للأطفال ومدربهم الذين يقيمون فى حالة ظلام دامس، جالسين على صخرة مرتفعة عن المياه طوال أسبوعين.

ورغم الوضع المأساوى للأطفال، فإن الجميع فى حالة معنوية مرتفعة وقد بعث بعضهم برسائل إلى أسرهم نقلتها الصحف الأجنبية أبرزها قول نيك "15 عامًا :"أحبك يا أمى، أحبك يا أبى وأخى أيضا.. عندما أخرج أريد الذهاء لحفل شواء"، بينما قال بيو البالغ من العمر 14: "لا تقلق.. لقد اختفيت فقط لأسبوعين.. سأسعدك فى محلك كل يوم، سأسرع خارجا من هنا".

وفى إطار رسائل الأطفال، كتب أحدهم :"لا تقلقوا، فنحن أقوياء"، وأضاف مازحا: "إلى أستاذى، لا تكلفني بواجبات كثيرة"، بينما كتب آخر : "إذا تمكنت من الخروج، فمن فضلكما، أمي وأبى، أحضرا لى موكاثا "لحم مشو تايلاندى" لأكله".

 

على الجانب الآخر، تقدم المدرب الذى اصطحب الأطفال إلى الكهف باعتذاره للآباء، لكن كثيرا منهم قالوا إنهم لا يلومونه.. وهذا أمر منطقى فالجميع الآن يركز جهوده على انتهاء عمليات الانقاذ فى أقرب وقت وفى سلامة تامة.

 

المنقذ هو أول ضحية !

رغم الاعتراف بصعوبة عمليات الإنقاذ منذ العثور على الأطفال لكن مدى خطورتها لم يتضح سوى بعد لقى سامان كونان أحد المنقذين التايلانديين وهو بطل قوات خاصة سابق حتفه، وبحسب جريدة الديلى ميلى البريطانية فإن المنقذ تُوفى بعد نفاد أنبوبة الأكسجين فى أنفاق ضيقة ومغمورة بالمياه.

 وفى جنازة رسمية تم تشييع البطل التايلاندى صاحب الـ 38 عامًا مع أكاليل الزهور، بعدما تم عرض له أثناء مشاركته مع قوات الإنقاذ فى محاولة إخراج الأطفال ومدربهم من الكهف، وذلك قبل أن يحاول إيصال أسطوانات الأكسجين فى داخل شبكة الكهوف المميتة فى حوالى الساعة الثانية صباحا عندما اختنق ولقى نهايته.

 

لا استسلام رغم المخاطر

ورغم كل هذه التعقيدات، لم تستسلم السلطات التايلاندية أو الفريق الدولى الضخم وبدأوا فى مسابقة الزمن من أجل إنقاذ الأطفال لاسيما أن الجميع يخشى زيادة منسوب المياه داخل شبكة الكهوف المعقدة، وكميات الوحل التى تمنعهم من الخروج، بالإضافة إلى أن هناك مخاوف من تدهور صحة الأطفال.

وبشكل أوضح، فإن المخاوف من الإقدام على عمليات الإنقاذ تمثلت فيما يلى.. ووفقا لتصريحات المنسق الوطنى فى لجنة الإنقاذ الأمريكية أنمار ميرزا نقلتها "بى بى سى" فإن "الغوص هو أسرع طريقة لإنقاذهم، لكنه أيضا أخطر طريقة".

 

وفى الإطار ذاته، أوضح المنسق الجهوي في فلوريدا للمنطقة الدولية لعمليات الإنقاذ تحت الماء، أد سورينسون، أن "خيار الغوص خطير جدا.. ولن يلجأ إليه شخصيا إلى في الحالات القصوى"، مضيفًا :"انعدام الرؤية يجعل الأطفال يضطربون عند الاقتراب منهم وقد يؤذون أنفسهم أو يؤذون الغواصين".

وكانت "الثقوب بالجدار" من الحلول التى تم طرحها، وتفاصيل الفكرة أن يتم إحداث فاتحات فى جدار الكهف بهدف صرف المياه من داخله لكن الحجارة الصلبة أعاقت الجهود خصوصا أن العملية تتطلب شق طرق تسمح بتوصيل معدات الثقب إلى الكهف.

 

حلم حضور نهائى كأس العالم

توالى العواقب لم يمنع فرق الإنقاذ من المضى فى طريقها، وبالفعل تم إنقاذ 8 أطفال من أصل 12 متواجدين داخل الكهف وتم نقلهم عبر الطائرات الهليكوبتر إلى أقرب مستشفيات، فيما لا يزال خمسة عالقين على الصخرة مع مدربهم، وتسابق كل الجهات الزمن من أجل إنقاذهم خوفًا من زيادة منسوب المياه مما قد يُعقد العملية!.

الشيء اللافت فى قصة أطفال كهف الموت، أنه جانب جيد فى الإنسان يمكن أن تكشف عنه الظروف وهذا ما اتضح من حالة التضامن الدولى مع الأطفال بينما شاركت دول كبرى مثل أمريكا وبريطانيا والصين فى عمليات الإنقاذ ولم تقتصر على الفرق المحلية التايلاندية، وحتى المواطنين فى البلاد المختلفة من الديانات المتعددة أبدوا تضامنهم معهم عبر حساباتهم على السوشيال ميديا وتمنوا الجميع أن يخرج هذا الفريق بسلام من كهف ويكونوا فى صحة جيدة تمكنهم من تلبية الدعوة التى بعث بها الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" إلى الاتحاد التايلندى وهى حضور الصغار ومدربهم لنهائى كأس العالم المقام حاليًا بروسيا حال خروجهم جميعا سالمين فى وصحة جيدة.

وتقول الرسالة - الموقعة من رئيس الفيفا جيانى إنفانتينو وفقا لما ذكرته شبكة "إيه بى سي" نيوز الإخبارية الأمريكية اليوم الجمعة، :"إن الاتحاد الدولى لكرة القدم يرغب فى دعوة اللاعبين الصغار ومدربهم لحضور المباراة النهائية لكأس العالم فى روسيا حال تم إنقاذهم فى الوقت المناسب، وتمتعهم بصحة جيدة تمكنهم من السفر".

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة