أهدى تكريمى بالمهرجان القومى للمسرح المصرى لوالدى برغم رفضه دخولى المجال الفنى
بتوع مسرح مصر ليس لهم علاقة بالمسرح ولا بمصر ويجب محاربة هذا النوع من المسرحيات
لا شك أن الحوار مع المخرج الكبير جلال الشرقاوى متعة ما بعدها متعة فهو رجل مثقف ومستنير بجانب كونه ممثلا وكاتبا وأستاذا أكاديميا نجد له إسهامات متعددة ومتنوعة ومتشعبة فى أكثر من مجال ثقافى وفنى وإنجازاته كثيرة جدا، ويحسب لهذا المبدع الأصيل خلال مسيرته الثرية الرائعة تعدد مشاركاته كرجل مسرح فى التمثيل والإخراج والإنتاج وأيضا بالتدريس الأكاديمى، وبالإضافة إلى كل ما سبق مشاركاته كناشط ومنشط ثقافى وفنى وخرج من تحت عباءته الكثير من النجوم الذين أخرج لهم وهو المخرج المصرى الوحيد حاليا على الساحة الذى يمتلك مسرحا كتب على مدخله " اعطنى مسرحا وخبزا .. اعطيك شعبا عظيما " وأثناء تكريمه بالمهرجان القومى للمسرح المصرى جاء هذا الحوار .
فى البداية كيف ترى قيمة هذا التكريم بالنسبة لك ؟
قيمة كبيرة لأنه مهرجان مهم ولحظة تكريم أى فنان هى لحظة مهمة لأنه يشعر بالتقدير وبأن ما قدمه من فن طوال مسيرته هناك من يقدره ويكرمه عليه والفنان دائما يأخذ دفعة معنوية من الجمهور أولا عقب تقديمه لأى عمل فنى وإعجاب الجمهور به ثم من النقاد والإعلام والمهرجانات حينما تقدره وتمنحه الإشادة أو التكريم أو الجوائز .
هل أنت من اخترت الفنانة سميحة أيوب لتقدمك قبل التكريم ؟
لا كانت مفاجأة بالنسبة لى وكلماتها تأثرت بها جدا لأنها كلمات من قلبها وقد عملنا سويا، وهى ممثلة عبقرية وسيدة مسرح بالفعل وأى دور يسند إليها تقدمه ببراعة فهى عاشقة للمسرح واختيارها لتقول مقدمة قبل تكريمى فكرة ذكية من إدارة المهرجان أحييها عليها .
من الذى تهديه هذا التكريم ؟
أهدى تكريمى لوالدى الذى كان فى البداية رافضا لعملى بالفن بشكل عام ولكنى لحبى للفن وإصرارى على النجاح وتحقيقه اقتنع فيما بعد وأشاد بما أقدمه ولذلك فكل تكريم أو جائزة أحصل عليها أهديها له ولروحه الطاهرة، فهو برغم اعتراضه فى البداية على عملى بالفن بعدها ساعدنى ووقف بجوارى وشجعنى حينما تأكد من وجود الموهبة بداخلى.
كيف ترى مسرح مصر ونجومه الجدد ؟
ليس لهم علاقة بالمسرح وليس لهم علاقة بمصر لأن هناك تفاهات وبذاءات موجودة ويجب محاربة هذا النوع من المسرحيات.
هل لابد فى كل مسرحياتك أن تتطرق للسياسة ؟
أول مسرحية ظهرت فى التاريخ الإغريقى كانت سياسية فلا توجد مسرحية على وجه الأرض لم تناقش المسرح السياسى فالتحدث فى المواضيع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية خصوصا فى وقتنا الحالى تعتبر مسرح سياسى لأن السياسة تصب فى الاقتصاد وفى المجتمع حتى أصبح الثلاثة عنصر واحد ومثلا فى مسرحيتى " دنيا حبيبتى " قدمت جرائم الإخوان خلال فترة حكمهم وكان هدفى توثيق جرائم الإخوان التى ارتكبوها خلال فترة حكمهم لمصر لأنهم كانوا يريدون طمس معالم الثقافة المصرية ومحو هوية مصر، ولكن مصر دائما وكل فترة حينما تتدهور بها الأمور يخرج من جموعها قائد يعيد لها هويتها.
هل المسرح دائما يعانى ؟
مهما حدث لابد أن يستمر المسرح وأن يقدم المسرحيون أعمالهم بموازاة ما يحدث فى الساحة لأن المسرح دائما هو التأريخ للواقع وأنا شخصيا فى كل أعمالى كنت أقدم ما يحدث على الساحة السياسية وأنتقد وأقدم صورة المجتمع فى المسرح، فالمغامرة لابد أن تكون دائما داخل الفنان.
وما رؤيتك لنهضة المسرح حاليا ؟
نهضة المسرح تبدأ من بناء مسارح واهتمام الدولة بالمسرح وبنيته التحتية فى البداية، ثم تأتى الخطوة التالية وهى هيكلة منظومة مسرح الدولة بالكامل وعدم التعامل مع المسرح بمنطق الموظفين الذين يبحثون عن صرف ميزانية وإنهاء أخرى.
وماذا عن مسرحيتك الأخيرة " هولاكو " ومتى ستخرج للنور ؟
المسرحية كانت تواجه بيروقراطية من قبل الموظفين بالمسرح ولكن الدكتورة الوزيرة المستنيرة إيناس عبد الدايم استطاعت أن تزيل كل العقبات وقضت على البيروقراطية والروتين وقريبا سيخرج العرض للنور لأنه عمل مهم تقديمه فى الفترة الحالية، كتبه الشاعر الكبير فاروق جويدة من خلاله نعيد المسرح الشعرى والأعمال الضخمة للمسرح المصرى لأن هذا العرض يحتوى على ملابس متخصصة تاريخية وديكورات وموسيقى واستعراضات وعناصر كثيرة مهمة .
هل ما زلت ضد ما يسمى بالمسرح التجريبى ؟
نعم مازلت لأن لوائحه وقواعد مشاركة الفرق فيه بها الكثير من العشوائية وعدم الاحترافية و أنا ضد المسرح التجريبى لأنه إهدار للمال العام ويدمر المسرح المصرى والعربى.
