الرابحون والخاسرون من لقاء ترامب وبوتين.. الشرق الأوسط أول الخاسرين

الإثنين، 02 يوليو 2018 03:00 ص
الرابحون والخاسرون من لقاء ترامب وبوتين.. الشرق الأوسط أول الخاسرين بوتين وترامب
هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المتابع للمشهد العالمى يدرك تماما طبيعة العلاقات الأمريكية الروسية وما تمثله تلك الدولتان من خصوصية وأهميه كبيرة فى النظام الدولى، وقد مرت تلك العلاقة بمنعطفات عدة من حدود التقارب والتصادم الذى زادت شدته خلال فترة الحرب الباردة بين هذين القطبين، حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على الجناح الليبرالى الغربى بينما تتزعم روسيا الجناح الاشتراكى الشرقى.

ولكن ما هى حدود الصراع بين هاتين الدولتين ومن هم الرابحون والخاسرون من حدوث التقارب أو تحسن العلاقات بينهما ؟

جذور الصراع :

وترتكز حالة التنافس الإستراتيجي بين هاتين الدولتين على أمور عدة، أولها تقزيم أمريكا لدور روسيا العالمى وتحجيمه، من خلال توسيع حلف الناتو ليضم عدد من الدول فى أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتى، بعدما كانت خاضعة تماما للثانية، ناهيك عن محاولات ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو، بينما تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية روسيا خصما استراتيجيا لها لابد من تحجيم دورها فى العديد من دول العالم، خاصة مع تنامى دور روسيا فى الشرق الأوسط ممثلا فى سوريا وإيران وليبيا.

أضف إلى ذلك أن حالة التنافس تلك تتجلى فى تجنب الطرفين أى مواجهات مباشرة والاكتفاء بالحرب الباردة التى يقودها الأطراف الداعمة لتلك الدول، مثلما حدث فى سوريا وأفغانستان من خلال دعم روسيا لحركة طالبان فى مواجهة أمريكا، كما أن التنافس بين الدولتين أيضا يتمثل فى رغبة كل منهما فى تزعم النظام الدولى، فروسيا استعادت قوتها الاقتصادية فى عهد الرئيس فلاديمير بوتين، كما أنها تتمتع بنظام عسكرى قوى فى حين أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يرى أن دولته مازالت متربعة على عرش النظام الدولى وقادرة على التحكم فيه.

ولكن على الرغم من الحالة التنافسية تلك إلا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعلن مرارا وتكرارا خلال إعلانه الترشح للرئاسة، أنه يضع توطيد العلاقات مع روسيا على رأس أولوياته إلا أنه قوبل بهجوم شديد من قبل بعض المؤسسات الأمريكية وعلى رأسهم الكونجرس الأمريكى والذى فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، بسبب تدخلها فى نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب، مما يستلزم عقاب روسيا مثلما حدث من قبل فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما ، ووضع الكونجرس قيود أمام ترامب تعيق أى سبيل أو خطوة من جانبه لتحقيق التقارب ما بين الدولتين إذ ألزمه بضرورة الرجوع إليه قبل اتخاذ أى إجراء من شأنه رفع العقوبة عن روسيا التى تعتبر خصم استراتيجى وتاريخى لأمريكا وأمام عقوبات الكونجرس والخسائر التى تعرض لها الطرف الروسى لم يجد الأخير سبيل للرد عليهم سوى طرد عدد كبير من الدبلوماسيين فى موسكو . 

ولكن ما الذى حدث مؤخرا ؟

وخروجا عن العقوبات التشريعية وإنهاء لحالة الصراع تلك التى ازدادت مع الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى الكرملين بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية عام 2016، والتأثير فى نتيجتها لرئيس البيت الأبيض الحالى ترامب، على مصلحة منافسته – حينذاك – هيلارى كلينتون يترقب العالم القمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين فى السادس عشر من يوليو المقبل، فى العاصمة الفنلندية، هلسنكى.

وأمام حالة الترقب تلك أصبح هناك فريقين أحدهما رابح والآخر خاسر من نتائج هذا للقاء المنتظر وما سيترتب عليه فى الفترة القادمة .

أولا الرابحون :

بعيدا عن أى شىء تبقى المصلحة هى الرابط الأساس فى علاقة تلك الدول ببعضها البعض وهذا يتجلى فى اعتراض أوروبا على العقوبات الأمريكية ضد روسيا، خاصة وأن هناك بعض الروابط وأجندة قضايا مشتركة بين البلدين على سبيل المثال محاربة الإرهاب وداعش فى سوريا، وهو أمر بالتأكيد فى مصلحة المجتمع الأوروبى الذى يعد الرابح الأول من تحقيق التقارب بين روسيا وأمريكا، هكذا بدأ الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حديثة، مؤكدًا على ان أوروبا ستكون الرابح الأكبر ولن تخسر شيء بل بالعكس يتم التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ليكون العائد فى صالح الأخيرة خاصة وأن الرئيس الأمريكى لا يجرؤ أن يتخذ قرارا أو مبادرة لا ترضى عنها إسرائيل.

ثانيا الخاسرون :

وأضاف حسين، أن الخاسر الأول فى هذا التقارب هو مجتمع الشرق الأوسط خاصة لو اتفقت كل من روسيا وأمريكا على تنسيق السياسات فى سوريا وعدم الإضرار بمصالح إسرائيل من خلال تمرير صفقة القرن، وهو المصطلح الذى وضعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وهى صفقة غامضة غير واضحة وموافقة روسيا عليها سيكون مكسب للولايات المتحدة وهى مكسب لإسرائيل إلى جانب إمكانية حدوث مزيد من التقسيم فى بعض الدول العربية.

وتابع : كما أن هناك ضررا سيلحق بالصين من الناحية الاقتصادية والتسليح أيضا، كما أن أمريكا وروسيا قد يتفقان على شئ يمس المصالح التركية والإيرانية فى المستقبل أيضا، ولكن بشكل عام سيكون المشهد كالآتى أمريكا وروسيا "الفاعل"، الشرق الأوسط "مفعول به" أما الصين وتركيا وإيران الأطراف المتفرجة والحذرة والرابح من المعادلة كلها دولة إسرائيل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة