أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

مسلسلات الحواوشى.. كثير من التوابل والأكشن قليل من الدراما

الجمعة، 08 يونيو 2018 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك نوع من الحواوشى شهى جدًا ورخيص، وإذا حاول الزبون أن يتعرف على مكوناته لا يجد سوى دهن وبصل وتنتوفة لحم غامضة المصدر والكثير من التوابل تغطى على أى روائح، والنتيجة رغيف حواوشى شهى يؤكل ساخنًا، وإذا برد يتحول إلى هلام لزج «مجلمط» يسد النفس. سر الحواوشى فى التوابل والسخونة والبصل والجوع. هناك أيضًا ساندوتشات الكبدة تحديدًا من عربات الكبدة، نلتهم منها عدة ساندوتشات وبسعر لا يساوى ثمن الرغيف فارغ، وطوال عقود التهمنا أطنانًا من هذه الكبدة، بفضل خلطة توابل جبارة تغطى على أى روائح أو كائنات مجهولة يمكن أن تكون من ضمن التركيبة المعجزة لعالم ساندوتشات الكبدة، والحواوشى.
 
هذه التركيبة من التوابل والخلطات تشبه إلى حد كبير نوعيات من الدراما التى تحاصر المشاهد فى شهر رمضان، حيث يتم تجميع شوية مشاهد على طريقة الحواوشى مع الكثير من الدهون والتوابل والبصل، وفى سينما الثمانينيات كانت خلطة أفلام المقاولات مخدرات ورقصة ومعارك ضرب، تصور فى شقق مفروشة خلال يومين على الأكثر بلا سيناريو ولا حوار، وأحيانًا يظهر ممثل باسم حنفى فى أول الفيلم وفى المنتصف يصبح اسمه محمود ثم إسماعيل، لأن المخرج ليس لديه وقت للمونتاج والتعديل.
 
وظاهرة الدراما الحواوشى متواجدة فى عدد لابأس به من مسلسلات هذا العام، ومع الاعتراف بتطورات تقنيات التصوير والمونتاج، لكن تظل عمليات التجميع والنقل مع كميات من التوابل والأكشن، خيانة مخدرات قتل عربيات بتجرى وراء بعضها فى مطاردات وهمية، حوادث منقولة من الصحف بحالها مع خلطات تعالج النقص فى الموضوع.
 
فى مسلسلات رمضان لا نرى أشخاصًا طبيعيين من الذين يعيشون فى عمارات أو منازل عادية، أو يتنقلون فى الشوارع والسيارات والمترو والباصات. وحتى عالم الصعايدة والفلاحين الذى تقدمه الدراما المسلسلاتية، يخلو من أى تقاصيل وتزدحم هذه الأعمال بالكثير من الأخطاء لأن المخرج والمؤلف لا يفكران فى الاستعانة بمتخصصين فى هذه المناطق. فنجد اللهجات التى يتحدث بها الصعايدة أقرب إلى اللغات الأجنبية ولا علاقة لها بالمصريين فى أى مكان.
 
طبيعى أن تكون هناك استثناءات، لكن أن تكون أغلبية الأعمال من نوعية الحواوشى أو الكبدة، توابل أكشن مطاردة، قصص ميتة وأعمال مكررة تخلو من المنطق أو العقل. وقد يكون بعض صناع الدراما معذورين لكونهم يريدون تحقيق أرباح لكن هذا لا يعنى تقديم أعمال منقولة أو ملفقة أو مستوردة، وإعادة تدوير الأفكار، فى مولد الدراما المسلسلاتية، أكثر من 30 عملا، وهناك نجوم تحولوا إلى كاركترات فى الأكشن الواحد منهم يطير فى الهواء وينط على الأسطح ويطارد خصومه بالسيارات الدفع الرباعى وينجو من القتل بالرصاص والقنابل، أو كوميديا عبارة عن حواوشى بارد به كثير من التوابل وقليل من الدراما.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة