صور.. "بئر مسعود" مزار سكندرى يخربه البلطجية ومتعاطى المخدرات

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 08:39 ص
صور.. "بئر مسعود" مزار سكندرى يخربه البلطجية ومتعاطى المخدرات بئر مسعود
الإسكندرية – هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يسافر الفرد أميالًا بعيدة، يحلم فى طريقه، بزيارة أسطورة الإسكندرية، التى تحقق له أمنياته، فور الوقوف أمامه، والبوح فى عملة معدنية بأحلامه، ويقبلها، ثم يتركها تسقط فى عمق البئر، منتظرًا الوقت للعودة مرة أخرى بعد أن تحقق ما يريد، ليقدم قربانه لبئر مسعود، الذى يأتى إليه الناس من كل فج عميق، فى منطقة سيدى بشر، شرقى الإسكندرية، وهى بئر محاطة بصخور أثرية وتاريخية.
 
ولكن تصطدم هذه الأحلام بالواقع الذى أصبح عليه بئر مسعود، بعد أقل من عام من تطويره، وافتتاحه فى احتفالات الإسكندرية،  بعيدها القومى الماضى، بعد توقف الحياة فيه لسنوات،  بسبب انسداد البئر وعدم وصول المياه إليها لوضع حواجز الأمواج بشكل خاطئ، ما أدى إلى حجز المياه ومنعها من الوصول إلى البئر.
 
 ولكن هذه المرة، تنهار أسطورة بئر مسعود، أمام الوافدين إليها فور رؤية المشهد الحالى، حيث يجدون تجمع من  البلطجية، والشباب الخارجين عن القانون، بملامح إجرامية مخيفة، يجلسون بالساحة المجاورة له، وينتظرون قدوم أى شخص للبئر يلقى النقود والأموال المعدنية، لينزلون بداخله، يجمعونها، وحين يحتاج أحد الفقراء هذه الأموال ويقرر مخالفتهم والحصول عليها وحدها، يطلقون عليه كلابهم، ثم يعتدون عليه بالضرب، والألفاظ النابية، كل هذا وأكثر وسط ملامح إهمال نالت من البئر وساحته.
 
 فعلى الرصيف الذى كان مليئًا بالنخيل والشجر الأخضر، تنافس البلطجية على تمزيقه والاعتداء عليه لا بسبب سوى فرض السيطرة والقوة بالمنطقة، ويأتى دور البئر، فى إلقاء الحجارة بداخله، ومنع وصول المياه إليه، حتى اصبح اسمًا دون معنى لدى الكثيرين ممن كانوا يحلمون بتحقيق أحلامهم عنده.
 
الغريب فى الأمر أن هؤلاء الشباب يخشون الشرطة وبشدة، وبمجرد أن يسمعوا صافرة إنذار سيارات الشرطة التى تمر على طريق الكورنيش، يجرون وقد دربوا كلابهم على ذلك، ويبحرون فى مياه البحر الأبيض المتوسط، مختفيين عن الأنظار لحين انصرافهم، ثم يعودون مرة أخرى، وكأن أمرًا لم يكن، يتعاطون المخدرات ويشربون الخمور معتلين الصخور، ويمتطون الموتوسيكلات، داخل الساحة يجرون وراء الآتى والغادى،إما لسحب أموال منهم، أو لفرض السيطرة، للحصول على أموال البئر، التى قد لا تتجاوز عشرات الجنيهات، إثر انصراف الناس عنها، بسبب سلوكياتهم وتواجدهم المخيف.
 
ومن جانبه قال اللواء أحمد حجازى، رئيس هيئة السياحة والمصايف فى الإسكندرية، أن إعادة افتتاح بئر مسعود خلال العيد القومى للإسكندرية، كان يهدف إلى ترك منطقة كاملة مفتوحة سياحيًا للمواطنين، ولكن للأسف البلطجية نالوا منها فى ظل عدم وجود تأمين للمكان.
 
وأشار حجازى، أن الحل كان فى تأجير بعض الأكشاك  للمأكولات والمشروبات، بالمكان، لأن الوحيد الذى يستطيع أن يحمى المواطنين والزائرين للمكان، هو من له "لقمة عيش" وعمل به، يرغب فى الحفاظ عليه، وتردد الزائرين عليه.
 
 وأكد حجازى، أنه سيتم وضع خطة لمحاولة السيطرة على أمان المكان مرة أخرى فى الفترة القادمة، وسيتم دراستها مع محافظه الإسكندرية الدكتور محمد سلطان، للبدء فى تنفيذه، من أجل إعادة الأمن والزائرين للمكان مرة أخرى.
 
وعن حكايات وأساطير بئر مسعود، يقول عيسوى فراج عبد العال، والذى يعمل غطاس بمحافظة الإسكندرية، أن الحكايات كثيرة عن البئر، الحكاية الأولى   تقول إن أحد الأطفال اسمه مسعود كانت تعذبه زوجه أبيه، فهرب من المنزل، ونام بجوار البئر، واكتشفه الأهالى متوفيًا فى الصباح، فسمى البئر باسمه، أما الحكاية الثانية، فتقول إن شيخ كان يعتبره الأهالى من أولياء الله الصالحين، عاش فى المنطقة منذ أكثر من 100 سنة، وكان يأتى الى البئر للتأمل وقراءة القرآن ومات بالقرب منه، فأصبح البئر باسمه.
 
ويشير عيسوى، إلى تغير الوضع الحالى عما قبل، فيقول : شكل البئر كان مختلفًا، فقد كانت حوله كبائن سياحية ، وكان الرزق كتير ، وكان الجميع يسعى للرزق، ويأتى أيضًا يلقى بأحلامه داخل البئر، أما الآن فقد تغير الوضع ، بعد أن أصبحت الحياة صعبة على الجميع، والكل لم يعد لديه الوقت ليحلم.
 
ويقول عيسوى: فى هذا البئر تحققت الكثير من الأمنيات، ولكن الآن سلوكيات الشباب تغيرت وأثرت على توافد الزائرين للبئر.
 

 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة