أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

ملتقى رؤى للإبداع.. حكاية ثقافية مهمة

السبت، 23 يونيو 2018 06:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عبر تاريخها الممتد عرفت مصر العديد من الصالونات الثقافية التى كانت تحاول خلق حالة من الإشعاع الذى يحمل نور المعرفة والفكر ويتجول بهما بين جنبات الوطن.

وكان من أبرز الصالونات فى مصر الناهضة حضاريا، صالون مى زيادة، والذى استمر فى منزلها كل يوم ثلاثاء لعشرين عاما كاملة، والذى وصف بأنه صالون ديمقراطى لأن الحاضرين أناس وأعلام مختلفو الفكر إلى حد التناقض، وكان طه حسين والعقاد من أبرز الحاضرين، وكذلك صالون (العقاد) الذى كان يعقده بمنزله كل يوم جمعة، وكتب عنه أنيس منصور كتابه "فى صالون العقاد كانت لنا أيام".

وكان هذا أيام الكبار، وفى سياقات حضارية مختلفة فى الفكر والفن، كانت مصر فى تلك اللحظات تجيد فن صناعة النموذج الكاشف عن وجهها الثقافى الفاعل، وكان المثقفون يعرفون قيمة "الحوار" و"الاختلاف" أما الآن فمصر لأسباب عديدة لا تكاد تعرف هذه الظاهرة بشكل لافت، وذلك بسبب انصراف الشباب عن القراءة، وتغير اهتمامهم للثقافة الاستهلاكية تجاه الإنترنت بمنتجاته السطحية الضحلة ووجباته السريعة التى تضر أكثر مما تنفع، وإن وجدت بعض الصالونات فسنجد أن معظمها إشهارى، وتبتعد كثيرا عن جدية الهم الثقافى والمعرفي.

فى هذه الحال الحالكة وفى ظل ظهور مراكز ثقافية فى العالم العربى، وبداية وجود خلخلة فى ثوابت المتن والهامش فى خريطة الثقافة العربية التى يظهر إثرها فى تصريحات بعض من ينتمون إلى هذه المراكز نتيجة لشعورهم بنمو دورهم واضمحلال دور الثقافة الرائد فى لحظات سابقة وجد كيان ثقافى يحاول اختراق العتمة ويشيد إطارا حقيقيا للفاعلية فى الحياة الفكرية، لاستعادة الدور الثقافى الكاشف للثقافة المصرية، هو ملتقى رؤى للإبداع والنقد الذى يُعقد بشكل شهرى بمنزل الدكتور عادل ضرغام، الأستاذ بكلية دار العلوم، ويضم الشعراء والأدباء والمبدعين من كل الاتجاهات الفنية والثقافية، مناقشا المشروعات الثقافية التى اكتملت بحضور أصحابها، والمشاريع الثقافية التى ما زالت فى طور التكوين، ولكنها أثبتت جدارتها بالوجود والنمو والفاعلية.

وعن نفسى أراهن على ملتقى رؤى، وما يشابه كى يثير النشاط الثقافى والفكرى بين المثقفين المصريين، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الشارع المصرى، محققا نقلة حقيقية، فى زمن الحرب على الإرهاب والتطرف الذى يحاصرنا طوال الوقت، والذى يقتضى أن نتحد متسلحين بالثقافة الحقيقة، وبتقبلنا للنقاش، وثقافة الاختلاف بعيدا عن التقليل من الذات أو من القيم أو من الأشخاص.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة