أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

هذا أسوأ دمار رأيته فى حياتى

الأربعاء، 20 يونيو 2018 10:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الله فى عون العراق، فكلما قلنا إن الجرح هدأ وجعه وطاب، عاد وانتكس، وسال دمه أكثر من الأول، وها هى الفنانة العالمية أنجلينا جولى قامت مؤخرًا بكشف الغطاء الواهى من على مدينة الموصل، وأكدت أن ما رأته هناك شىء لا يطاق، وقالت بالحرف الواحد «هذا أسوأ دمار رأيته فى حياتى».
أنجلينا جولى قامت بزيارتها الخامسة للعراق، والتقت بعض الأطفال والأسر، وقامت بجولة فى أرجاء المدينة المنكوبة، وذلك ضمن بعثة الأمم المتحدة هناك، والتقطت العديد من الصور للبيوت المنهارة والحضارة المتهدمة، وسجلت فيديوهات للخراب الذى لم يفارق هذا البلد الطيب منذ سنوات.
فى هذه الجولة دعت أنجلينا جولى العالم ألا ينسى العراق، وأن يعمل على إعمارها، وهنا سوف نتحدث عن أمر لن نمله أبدًا، وهو أن أمريكا هى المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذه الكارثة الإنسانية، ويجب عليها أن تدفع الثمن كاملًا، وقبل أن تفعل ذلك يجب عليها أن تعتذر لشعب العراق.
ربما يرى البعض أن ما نقوله لا يتفق مع منطق العالم، فأمريكا لا تزال تبطش بالجميع، ولن تعتذر لأنها فى منطقة القوة، كما يقولون، وبالتالى لن تتحمل المسؤولية عن أى شىء، لذا على العالم كله ومجلس الأمن أن يواجهها ويشعرها بالخطر، ويدفعها دفعًا لتحمل مسؤولية جرائمها التى ارتكبتها فى هذه الأرض.
وإن ظلت أمريكا على ظلمها وتنصلها من دورها، فإن العاقبة لن تكون جيدة لصالحها، لأن الكراهية ضدها سوف تزداد مع الوقت، كما أن ارتكابها للحماقات فى أماكن أخرى كثيرة فى العالم سوف يدفعها ذات يوم للعزلة التى لن تحتملها أى دولة من الدول مهما كانت قوتها.
المهم أن ما تقوم به أنجلينا جولى، وإصرارها على توثيق ما يحدث فى العالم من جرائم، وتبسطها الجميل مع الأطفال، ومنحهم قدرًا من الابتسامة لهو شىء طيب، وهذا هو دورها الذى لا تستطيع أن تقدم أكثر منه، لكن العرب يستطيعون أن يقدموا أكثر من ذلك، وجامعة الدول العربية يمكن لها أن تملك صوتًا حقيقيًا لإصلاح أوطانها وتعميرها، ووضع خطة حقيقية لإنقاذ سوريا والعراق وليبيا، وكل الدول العربية التى هى بحاجة ظاهرة للمساعدة الملحة. 
وعلى الجميع أن يدرك أن العراق أصبح لديه جيل ولد ونشأ وكبر فى ظروف صعبة منذ تسعينيات القرن الماضى، لا يعرفون سوى العنف، ولا يبصرون سوى الدم والهدم والخراب، ولا يعرفون عن الحكومات سوى تخليها عنهم وقسوتها عليهم، وهؤلاء لن يلومهم أحد بعد ذلك فى حال أنهم كرهوا هذاالعالم وأدانوه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة