فى ذكرى ميلاد الشيخ على الطنطاوى عدو نزار قبانى

الثلاثاء، 12 يونيو 2018 09:00 م
فى ذكرى ميلاد الشيخ على الطنطاوى عدو نزار قبانى الشيخ على الطنطاوى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا كنت متابعًا لسير أهم أعلام الدعوة فى المنطقة العربية خاصة فى سوريا، فالبتأكيد سمعت عن الشيخ والداعية السورى على الطنطاوى، والذى يعد من كبار أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربى فى القرن العشرين، وأحد المشايخ الأدباء الذين تركوا تراثًا أدبيًا ليرتبط بأسمائهم الدعوة والأدب معًا، فاستحق لقب فقيه الأدب وأديب الفقهاء.

وتمر اليوم الذكرى الـ109، على ميلاد الشيخ على الطنطاوى، إذ ولد فى 12 يونيو عام 1909، وهو فقيه وأديب وقاض سورى، ترك عددًا كبيرًا من الكتب، أكثرها يضم مقالات مما سبق نشره فى الصحف والمجلات، وبعض المجموعات القصصية.

وكان لارتباط على الطنطاوى بالأدب أيضًا لم يكن قصصه أو مقالاته النقدية فقط، بل معاركه أيضًا وخاصة مع الشاعر السورى الكبير نزار قبانى، والذى كان بمثابة أول صدام فى حياة الشاعر ، فكيف كانت المعركة، وما أسبابها؟

"قالت لى السمراء" كان ذلك عنوان أول دخول للشاعر الكبير نزار قبانى مملكة الشعر العربى، حيث أولى دواوينه الشعرية المطبوعة، والذى صدر فى عام 1944، ذلك الديوان الذى أثار جدلاً واسعًا، فكان "الطنطاوى" أول من تكفل بالهجوم عليه، لرفضه خروج نزار عن المألوف فى الشعر فى وقت كان فيه الشعر العمودى هو المسيطر على الساحة الأدبية، ووصف نزار بكل الأوصاف الجراحة التى قد لا تخطر على بال أديب، ففى مجلة "الرسالة"، وفى عدد 661، الصادر فى 4 مارس 1946، مقالا ينتقد ما أسماه أدب الشهوة، قائلا: "طبع فى دمشق منذ سنة كتاب صغير، زاهى الغلاف ناعمه ملفوف بالورق الشفاف الذى تلف به علب الشيكولاته فى الأعراس، معقود عليه شريط أحمر كالذى أوجب الفرنسيون أول العهد باحتلالهم الشام وضعه فى خصور بعضهن ليمرقن به، فى كلام مطبوع على صفة الشعر، فيه أشطار طولها واحد، إذا قستها بالسنتمترات… يشتمل على وصف ما يكون بين الفاسق القارح، والبغى المتمرسة المتوقحة وصفا واقعيا، لا خيال فيه، لأنّ صاحبه ليس بالأديب الواسع الخيال، بل هو مدلل، غنى، عزيز على أبويه، وهو طالب فى مدرسة… وقد قرأ كتابه الطلاب فى مدارسهم، والطالبات".

وزاد ذلك المقال للداعية الإسلامية الخناق على نزار، وكانت بداية لسلسلة من المعارك والمحاكمات خاضها الشاعر الكبير بكل قوة، وبحسب الكاتب "ربيع بن المدنى السملالى" بمقال بعنوان "بين الشيخ على الطنطاوي.. ونزار قباني"، فإن شاعر المرأة رد على الهجوم السابق بإعداده فصلًا هجوميا على الشيخ على الطنطاوى فى سيرته الذاتية "قصتى مع الشعر"، عنون له بــ "قالت لى السمراء" ص 87 ، قائلا "وبلحظة تحرك التاريخ ضدى، وتحرك التاريخيون، رفضوا الكتاب جملة وتفصيلا، رفضوا عنوانه، ورفضوا مضمونه، ورفضوا حتى لون ورقه، وصورة غلافه، هاجمونى بشراسة وحشٍ مطعون، كان لحمى يومئذ طريا، وسكاكينهم حادة، وابتدأت حفلة الرجم، ففى عدد شهر مارس 1946 من مجلة "الرسالة" المصرية كتب الشيخ على الطنطاوى"، وتابع "هذا نموذج مصغر لواحد من الخناجر التى استعملت لقتلى، وصوت واحد من أصوات القبيلة التى تحلقت حولى، ترقص رقصةَ الموت، وتقرع الطبول، وتتلذذ بأكل لحمى نيئا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة