أمجد المصرى يكتب: طاقة نور ..!!

الثلاثاء، 29 مايو 2018 04:00 م
أمجد المصرى يكتب: طاقة نور  ..!! محمد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عزيزى الإنسان أينما كنت حول العالم، خدعوك فقالوا انه مجرد لاعب كرة قدم قد أبدع ونبغ فى مجاله ... عفوا يا سادة ففى الليالى المظلمة يُفتقد البدر فكيف إذا هل هلاله بعد غياب .. هل لا نتبعه .!!
انفعالات مبالغ فيها أعقبت إصابة النجم المصرى محمد صلاح عمداً فى مباراته الأخيرة مع فريقه الإنجليزى، الذى لا يعرفه أغلب شعبنا البسيط، أو يسمعوا عنه من قبل، ليهُب المصريون بكل طوائفهم ومستوياتهم العلمية والاجتماعية، بل وأديانهم السماوية ومعتقداتهم الفكرية مدافعين عن ابنهم البار بكل ما أوتوا من قوة، ولتنفجر وسائل التواصل والإعلام فى مظاهرة حب غير مسبوقة لهذا النجم الخلوق، وليصبون جام غضبهم بكل الصور على من تعمد إيذائه.
 هل هو العشق العظيم الذى أنزله الله فى قلوب المصريين لهذا الشاب الريفى البسيط القادم بسرعة البرق من إحدى قرى مصر البعيدة إلى قمة المستويات العالمية، أم إنه الأمل الذى تجسد فى شخص محمد صلاح، فأحيا الله به نفوساً كانت قد فقدت هذا البريق وتلك القدوة الشابة الرائعة منذ عقود  ..!! 
بهدوء وموضوعية وفى الأحوال العادية لم يكن الأمر يستحق كل هذا التعاطف والصراخ حقاً، فكثير من لاعبى العالم الكبار يسقطون يومياً تحت لعنة الإصابات وشبح الابتعاد عن الملاعب بل وتعرض بعضهم للوفاه من قبل أثناء اللعب، ولكن فى حالتنا تلك كان الأمر مختلفا،ً فحين تجد جموع أبناء هذا الشعب كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً متعاطفين بل وموجوعين لوجع ابنهم البار لابد أن تفهم إننا لا نتحدث عن لاعب كرة قدم مُبدع، ولكن نتحدث عن طاقة نور جاءت فى توقيتها المناسب لنا جميعاً ليجد كلٌ منا جزء من حلمه وأمله فى الحياه متجسدا أمامه فى شخص صلاح ولذلك صَدَقَ من قال انه حين سقط لاعب كره قدم مصاباً فى كتفه تألم فى نفس اللحةه ملايين المصريون لألمه، وكأنهم قد تعرضوا لضربة خنجر شديدة فى صدورهم جميعاً، أو أن نفس الإصابة قد لحقت بأكتافهم جميعاً فى ذات اللحظة ..!!
انه الرمز الذى كنا نبحث عنه نحن الكبار من أجل أن نرفع أصواتنا المنخفضه طويلاً ونقول بكل ثقه لشبابنا وأولادنا الصغار ها هو القدوة أمامكم .. أفلا تقتدون ..!! نعم منحنا محمد صلاح حُجة عظيمة لأن نتحدث ونعلم أبناؤنا أن اليأس خيانة وأن الأمانى دائما ممكنه فقط إذا اجتهدنا وأخلصنا العمل، ورفعنا قيمة بلادنا عاليه فوق رؤوسنا وقدمنا مصلحة الوطن وعزته على مصالحنا الشخصية فى زمن ارتفعت فيه هامات الرويبضة، وانتشر الغث والهوان فى الفكر والفن وشتى مجالات الحياه، وانعدمت الرموز التى نقتدى بها ونضعها نُصب اعين ابناؤنا كالنجوم ليهتدوا بها اينما ساروا .. فكيف يضيع كل هذا فجأه ويسقُط هذا الكنز الذى وجدناه بعد سنين الفقر التى قتلت كل الرموز واشاعت فى بلادنا الغاليه روح الأستقطاب والتمييز والفُرقه والتخوين وأندثرت القيم الساميه وعلا شأن الماجنين والدهماء فوق كل الرؤوس ... جاء صلاح ليجمع شمل الوطن من جديد حول شخص نبيل ورمز وطنى وهدف عظيم فهل كان سهلاً ان يسقط كل هذا امام اعيننا ولا ننهار وننفعل بل ونصرخ كالنساء .. لقد كانت ليلة اغتيال الحلم لولا ان قدَر الله ان يلطف بنا سريعاً فنعود الى بعضٍ من ثباتنا الانفعالى ونطمئن ان الحلم لم ينته وأن البدر مازال ساطعا لم يخفُت بعد ..!!
عذراً صلاح ابن الأرض الطيبه الولاده دائماً فقد حملناك أكثر مما يحتمل قلب وعقل شاب صغير مثلك ولكنه قدر العظماء فى المواقف الصعبة دائماً فلعل الله ان يُنجيك من أجل ان تظل رمزاً وقدوه وشعلة متوهجه فى الصدور تجمع ولا تفرق وتداوى كل آثار الشقاق الذى اورثتنا إياه سنواتنا العجاف لتأتى انت وتداوى كل هذا ليس بموهبتك الكروية الفذة فما اكثر الافذاذ عبر التاريخ قبلك وبعدك ولكن بتركيبتك المصرية العبقرية التى جمعت فى اركانها كل القيم والاخلاق والانتماء والتواضع وعوامل الدفء والوفاء والترابط الذى افتقده البيت والمجتمع المصرى طويلاً   ..!!
شكرا صلاح ومن قبلها شكراً كثيراً وحمداً لله أن وهبنا إياك فنحن حقاً محتاجون لك لا لتنتصر لنا فى مباريات رياضية أو تحقق لنا ولفريقك الكئوس ولكن لتمنح الضعفاء والفقراء واليائسين أملاً فى أن قاموس الحياه الحقيقى لا يضم فى مفرداته أبداً كلمة اليأس فهنيئاً لنا بك وهنيئاً لك بهذا الحب والعشق الخالد فى نفوس ملايين البشر الذين لم يمنحوه هكذا لشخص آخر من قبل إلا نادراً .
 حفظ الله ابن مصر البار رمزاً وقدوه وأملاً لنا جميعاً فى أن القادم أفضل، وأننا على الدرب الصحيح ما دمنا مؤمنين بالله وبالوطن وبالخير والنور الذى يوجد بداخلنا جميعا بنفس المقدار ولا ينقُصنا فقط إلا أن نبحث جيداً عنه لنُخرجه ويُخرجنا من ليل طويل الى نهار ساطع منير ... عظيمه يا مصر يا أرض النعم ... !!
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة