العراق: مئات الجثث لا تزال تحت الأنقاض بعد 10 أشهر من استعادة الموصل

الإثنين، 21 مايو 2018 11:33 ص
العراق: مئات الجثث لا تزال تحت الأنقاض بعد 10 أشهر من استعادة الموصل الموصل - أرشيفية
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أعلى تلة حطام على ضفة نهر دجلة بوسط المدينة القديمة فى غرب الموصل، ينهمك عناصر الجيش والشرطة والدفاع المدنى ببزاتهم المرقطة فى حركة متواصلة سعيا إلى إخراج الجثث التى لا تزال تحت الأنقاض وتزيد الحرارة المرتفعة من تحللها.

وبكمامات تغطى أنوفهم جراء الرائحة القوية، يعمل رجال الدفاع المدنى والجيش والشرطة بدون توقف على انتشال الجثث، رغم خطر الألغام والعبوات غير المفككة فى المدينة القديمة التى دمرت تماما جراء المعارك لطرد تنظيم داعش.

يقول ضابط جهد الانقاذ فى الشطر الغربى من الموصل المقدم ربيع إبراهيم لوكالة فرانس برس إنه "تم رفع 763 جثة خلال ثلاثة أيام، والعمل مستمر لحين رفع كل الجثث من المنطقة"، ويضيف إبراهيم "يتم تسليم الجثث المتفسخة إلى دائرة صحة نينوى وبلدية الموصل التى تتخذ الإجراءات اللازمة بدفنها".

ويوضح أن جثث المدنيين تسلم إلى ذويهم بعد إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من الهويات، فيما تدفن جثث مقاتلى تنظيم داعش فى مقبرة خاصة بمنطقة السحاجى عند أطراف غرب الموصل، لكن الفرق العاملة تواجه صعوبات يومية خلال عمليات انتشال الجثث.

يقول مدير الدفاع المدنى فى محافظة نينوى حسام خليل إن "صعوبة العمل فى المنطقة القديمة تكمن بصعوبة إدخال الآليات الثقلية لضيق الأزقة والطرقات، ما يضطرنا إلى استخدام المعدات البسيطة".

يأتى ذلك إلى جانب الخطر المحدق بالعملية التى تتركز فى المنطقة المحصورة بين جسر الموصل الخامس والجسر القديم، وهى آخر الأحياء التى شهدت معارك كر وفر قبيل استعادة المدينة فى يوليو.

ويلفت رئيس لجنة انتشال الجثث فى بلدية الموصل المهندس دريد حازم محمد إلى أن "القوات الأمنية المرافقة للجنة عثرت على كميات من الاعتدة والمتفجرات والأحزمة الناسفة بين الجثث وتحت الانقاض"، وأضاف "بعض جثث الدواعش ترتدى أحزمة ناسفة، وهذا مصدر خطر كبير عند رفع الجثة ما لم تتم معالجة الحزام".

وهذا ما يطالب به المقدم ضياء عبد الحسن الخفاجى من الفرقة 20 التابعة للجيش العراقى، قائلا "نحن فى حاجة إلى فريق معالجة هندسى" للحد من تلك المخاطر، غير أن الخطر الأكبر الذى تطرحه هذه الجثث المطمورة تحت الأنقاض منذ عشرة اشهر، يبقى خطرا صحيا على حياة المواطنين.

يقول عثمان سعد شاكر (40 عاما) الذى دمر منزله تماما فى منطقة القليعات فى المدينة القديمة إن "الخوف من التلوث والإصابة بالأمراض بسبب الجثث يمنعنا من العودة إلى المنطقة".

أما أبو عادل (33 عاما) وهو من سكان حى الميدان المجاور، فقد طالب الجهات الحكومية "بسرعة رفع الجثث، وتعويض أهالى المنطقة مع توفير الخدمات حتى يتمكنوا من العودة وإعادة إعمار بيوتهم ومحالهم المدمرة".

لكن المهمة ضخمة. فمنذ استعادة القوات الأمنية للموصل فى العاشر من يوليو الماضى "تم رفع 2838 جثة، بينها 600 تعود لعناصر داعش"، بحسب ما يؤكد محافظ نينوى نوفل سلطان العاكوب لفرانس برس، ورغم دفن الجثث فى أماكن بعيدة، فهى تترك وراءها جراثيم وأمراضا، قد يحملها النهر إلى خارج المدينة القديمة.

وتؤكد السلطات أن "محطات التصفية لا تنتج مياها ملوثة بل هى معقمة وصالحة للشرب والاستخدام البشرى، إذ أنها تسحب من عمق ووسط النهر، أى من المياه الجارية، وليس من المياه التى سرعتها صفر قرب الضفاف وحافات النهر"، لكن أخصائى الأمراض الباطنية الطبيب أحمد إبراهيم يحذر بشكل متكرر من الأمراض التى قد تنقلها المياه الملوثة.

ويقول إبراهيم إن تلك المياه "معرضة للإصابة بأمراض مختلفة منها مرض التيفوئيد والنزلات المعوية والبلهارسيا والإسهال والملاريا والكوليرا"، مطالبا "الأهالى بغلى المياه قبل استخدامها، فهذه الأمراض قد تظهر أعراضها فورا، أو ربما لاحقا أو بعد سنوات".

 

               










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة