أصبح يوم النصف من شعبان عند أهالى مدينة القصير جميعا عيدا يحتفل به الكبير والصغير وينتظره الجميع، ويطلقون عليه مسمى بـ"عيد النصف"، وذلك لاحتفال أهالى المدينة بطريقتهم الخاصة به، حيث يقومون بمشاركة الهوادج التى تعلو ظهور الجمال تطوف شوارع المدينة بصحبة المزمار البلدى وبمشاركة المئات من أهالى المدينة تخليدا بذكرى مرور كسوة الكعبة من بلادهم لبلاد الحرم المكى.
تتخلل احتفالات عيد النصف من شعبان فى مدينة القصير، أو عيد النصف كما يطلق عليه، الزغاريد من النساء وتحطيب الرجال على أنغام المزمار البلدى خلال الاحتفالات التى تشارك فيها الجمال التى تعلوها هوادج ذات أقمشة بألوان زاهية ومختلفة.
من جانبه يقول وصفى تمير، أحد أهالى مدينة القصير والمهتم بتاريخها، إن أهالى مدينة القصير يحتفلون بما يسمونه بعيد النصف من شعبان بهذه الطريقة منذ عشرات السنين، وذلك تخليدا لذكرى مرور كسوة الكعبة من المدينة وإرسالها من شواطئ ميناء القصير القديم إلى بلاد الحرم المكى.
وأضاف وصفى تمير، لـ"اليوم السابع"، أن فى تلك التوقيت عندما كانت تمر كسوة الكعبة وكان الطريق الرسمى للحجاج إلى بيت الله الحرام، كانت مدينة القصير فى أزهى عصورها من حيث النشاط الاقتصادى كانت مدينة التجارة كما يقال عنها.
كما أوضح تمير أن مشاركة الجمال المحملة بالهوادج " المحامل" كان لها مغزى آخر حيث أن كانت كسوة الكعبة عن وصولها لمدينة القصير من وادى النيل تصل محملة على الجمال داخل هوادج مختلفة، وكان الأهالى يستقبلونها بالمزمار البلدى والفرحة حتى أن تصل إلى ميناء القصير ةتشق طريقها فى البحر إلى الحرم المكى.
وأشار وصفى تمير إلى أن أول من اعاد احتفالات عيد النصف بالقصير إلى رونقها مرة أخرى بعد أن قربت على الاندثار، هو الشيخ صديق أبو ريالات وأصبح مع مرور الزمن المسئول عن تلك الاحتفالات، وتنظيمها حتى وفته المنية منذ 4 سنوات مضت تقريبا، وأصبح احفاده وأبنائه ينظمون تلك الاحتفالات بالمشاركة مع عدد من أهالى المدينة المهتمون بالأمر.
من جانبه قال مصطفى سباق، أحد شباب مدينة القصير والمهتمون بتراثها، أن الاحتفالات تبدأ عصر يوم 15 من شعبان، بطقوس معينة، حيث تطوف الجمال المحملة بالهوادح بصحبة المزمار البلدى والطبول بشوارع المدينة معلنة بدا الاحتفالات بالنصف من شعبان، حيث يشارك فى الاحتفالات التى تبدأ بانطلاق الجمال المشاركة بجوار اضرحة القصير ومن أهمها ضريح الشيخ عبد الغفار متوجهين إلى منزل الشيخ صديق ريالات تمجيدا له بأنه أول من أحتفل بتلك الاحتفالات.
وأكد سباق على أن المسئولين عن مقامات المشايخ "الأولياء" أو كما يطلق عليهم النقباء يبدأون بتجهيز الحلوى لتوزيعها على الأطفال وتقديم المشروبات لهم مع تجهيز الجمال المشاركة من بينهم عبد السلام البجاوى، وكان من أشهرهم الشيخ صديق أبو ريالات، حيث لا توجد تكلفة فى تنظيم الحفل سوى لـ المزمار البلدى، ويقوم بدفع تكلفتها المنظمون للحفل "نقباء المشايخ".
وتابع: "أن طريقة الاحتفال بعيد النصف بالقصير يبدأ على فترتين، فى الفترة الظهيرة من يوم الاحتفال بطواف الجمال فى الشوارع ومعهم المزمار البلدى معلنين للناس الاحتفالات بليلة النصف من شعبان اليوم وذلك يكون دعوة الأهالى للمشاركة فى الاحتفالات "الفترة الثانية".
وأوضح سباق لـ"اليوم السابع" أن تزين الجمال بأقمشة على هوادجها الخشبية زاهية الالوان، ثم تبدأ الاحتفالات الفعلية بعد صلاة العصر من مقام الشيخ عبد الغفار بمشاركة أطفال المدينة وشبابها وأهاليها ويطوفون المدينة شوارع المدينة.
.jpeg "اهالى القصير يحتفلون بالنصف من شعبان")
اهالى القصير يحتفلون بالنصف من شعبان
.jpeg "التحطيب قى احتفالات القصير بعيد النصف")
التحطيب قى احتفالات القصير بعيد النصف
.jpeg "بالهوادج والجمال احتفالات اهالى القصير بنصف من شعبان")
بالهوادج والجمال احتفالات اهالى القصير بنصف من شعبان
.jpeg "المئات من الاهالى يشاركون للاحتفالات")
المئات من الاهالى يشاركون للاحتفالات
.jpeg "القصير تحيى ذكرى عبور كسوة الكعبة من مدينتهم")
القصير تحيى ذكرى عبور كسوة الكعبة من مدينتهم
.jpeg "الجمال المحملة بالهوادج تعبيرا عن تحميل كسوة الكعبة قديما")
الجمال المحملة بالهوادج تعبيرا عن تحميل كسوة الكعبة قديما
