أكد وزير الاتصالات الإيرانى محمد جواد آذرى جهرمى، اليوم الثلاثاء، أن "من المستحيل منع وصول المواطنين إلى المعلومات"، وذلك غداة صدور قرار قضائى يقضى بحجب تطبيق "تليجرام" للرسائل النصية فى إيران.
وتعكس هذه التصريحات التى نشرها الوزير فى تغريدة على موقع تويتر الاختلافات فى الرأى بين القادة الإيرانيين حول مسألة الرقابة على الإنترنت. فالحكومة تدعو إلى سياسة انفتاح من جهة، فيما يعارض ذلك المحافظون المتشددون الذين يسيطرون على الأجهزة الأمنية والقضائية، من جهة أخرى.
وأصدر القضاء الإيرانى الإثنين قرارا يقضى بحجب تطبيق "تليجرام" للرسائل النصية الذى يحظى بشعبية كبيرة فى ايران والذى تعتبر الجمهورية الإسلامية أنه يعزز نشر رسائل مجموعات معارضة عنيفة أو مسلحة. لكن بحسب مراسلى وكالة فرانس برس كان "تليجرام" لا يزال متاحا مساء الإثنين، رغم صدور القرار.
ويفرض قرار المحكمة منع أى وصول الى تليجرام عبر "شبكة افتراضية خاصة" (فى بى ان)، محذرا من أن القيام بعكس ذلك "سيُعتبر مخالفة لأمر القضاء وستتم ملاحقة المخالفين".
ورأى آذرى جهرمى أن "من المستحيل منع وصول المواطنين الى مصادر المعلومات" مضيفا "لو حتى مُنع استخدام تطبيق ما، سيتم العثور على تطبيقات أخرى وسيبدأ من جديد تداول المعلومات بحرية".
وأضاف "التقنية فى الأصل ليست لا مذنبة ولا فاسدة ولا منحرفة. انهم البشر الذين يسيئون استخدامها يروجون للجريمة والفساد فى العالم الافتراضى بالطريقة نفسها التى يقومون بذلك فى الحياة الواقعية، وهذا أمر لا مفرّ منه".
وبعد نشر هذه التصريحات، سرت شائعات عن استقالة آذرى جهرمي، الأمر الذى نفته وكالة الأنباء الايرانية "ايسنا" مؤكدة أن الوزير صرّح فى حديث لها أن "اعطاء وجهة نظر خبراء لا يعنى الاستقالة".
ونقلت الوكالة قول الوزير "فى ما يخص مسألة انتقاء "شبكات التواصل الاجتماعى"، قلنا وكررنا ان ذلك ليس الحل الوحيد السلطات المختصة سمعت حججنا وأخذت قراراها".
وبحسب الوكالة، فان آذرى جهرمى أشار إلى الصعوبات التى تواجهها روسيا فى الأسابيع الأخيرة لحجب تليجرام مؤكدا أن "هذه المشاكل قد تحصل فى إيران أيضا".
واتهم رئيس شرطة مكافحة الجرائم الالكترونية الجنرال كمال هادى انفار صباح الإثنين المسؤولين عن تطبيق تليجرام بعدم التنسيق مع السلطات فى ما يخص مكافحة الإرهاب فى وقت تجرى منذ السبت محاكمة 26 شخصاً لضلوعهم فى اعتداءين تبناهما تنظيم داعش وأسفرا عن مقتل 17 شخصا فى طهران فى 7 يونيو 2017.
واتهمت السلطات الإيرانية "تلغرام" بتأجيج موجة الاحتجاج التى عمّت المدن الإيرانية فى نهاية عام 2017 وبعد رأس السنة عبر السماح بنشر رسائل تمرد من قبل مجموعات فى المنفى.
ولدى تطبيق "تليجرام" ذات الرسائل المشفرة 40 مليون مستخدم فى إيران، أى ما يقارب شخصا من أصل اثنين. وتستخدمه يوميا شركات وأفراد ووسائل اعلام ومسؤولون سياسيون.
وأغلق المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله على خامنئى والرئيس الايرانى حسن روحانى حسابيهما على "تلغرام" فى 19 أبريل، بالتزامن مع صدور قرار يمنع كل الهيئات الرسمية من استخدام تطبيقات تواصل أجنبية لرسائلها الخارجية.
