مصور صحفى يروى تجربته لتغطية أحداث "جمعة الكاوتشوك والمرايا العاكسة" فى غزة

السبت، 07 أبريل 2018 10:21 ص
مصور صحفى يروى تجربته لتغطية أحداث "جمعة الكاوتشوك والمرايا العاكسة" فى غزة جمعة الكاوتشوك - أرشيفية
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يدرك المصورون الصحفيون أحيانًا فى هذا الجزء من الثانية بين رؤية ما يحدث والتقاطه بعدساتهم أنهم بصدد لحظة مميزة، وفى منتصف نهار يوم جمعة قائظ قرب حدود غزة مع إسرائيل شرقى مدينة غزة سنحت واحدة من تلك اللحظات لمصور "رويترز" محمد سالم، وهو يشم رائحة المطاط المحترق ويستشعر خطر الرصاص والغاز المسيل للدموع.

وبحكم خبرته الممتدة منذ 17 عاما كمصور صحفى فى قطاع غزة، كان "سالم" يعرف أن أحداث يوم الجمعة ستكون أكثر سخونة عن غيره من الأيام فى مخيمات الاحتجاج التى أقيمت على طول الحدود بين غزة وإسرائيل الأسبوع الماضى.

ومنذ 30 مارس، أخذ آلاف المتظاهرين الفلسطينيين فى دحرجة إطارات السيارات المشتعلة وإلقاء الحجارة، أحيانا باستخدام المقاليع، أثناء اشتباكات يومية مع الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر من السياج الحدودى.

وهذه مهمة صحفية قد تكون قاتلة، فمنذ بدء الاحتجاجات فى 30 مارس وحتى أمس الجمعة، قتل أكثر من 27 فلسطينيا بالرصاص، وأصيب صحفيون، لذا ذهب "سالم" إلى المكان مبكرا قبل أن يصل المحتجون مرتديا خوذته وسترته الواقية من الرصاص التى تبرز هويته الصحفية بوضوح كما حمل قناعا واقيا من الغاز.

وبين الساعة الثانية والثالثة بعد الظهر اشتدت الاحتجاجات وفجأة انقشع الدخان وحانت اللحظة، ويسترجع سالم ما حدث "كنت على بعد 300 متر من السياج، وكان هؤلاء الشبان ينادون على شبان آخرين ويحثونهم على التقدم من أجل عبور السياج الحدودى"، ويقول سالم، "كان المكان كله مغطى بالدخان الكثيف المتصاعد من إطارات محترقة كثيرة، اقتربوا من بعضهم البعض فى حماس، وفى الخلفية أطلقت القوات الإسرائيلية الغاز الكثيف المسيل للدموع وحاولت إطفاء الإطارات المحترقة".

ويضيف "فى اللحظة التى رأيت فيها المشهد، علمت أنها صورة جيدة وقوية"، وبمجرد أن التقط سالم صورته، اختفى الشبان وسط الدخان الأسود الكثيف باتجاه الحدود والقناصة الإسرائيليين، وبعد أن حسب "سالم" حساباته، وجد أن من الخطر للغاية الذهاب معهم، كما أن الدخان الأسود الذى أضفى على الصورة بعدا دراميا عاد ليحجب الرؤية مما يجعل التقاط الصور مهمة مستحيلة، وجعل الدخان أيضا "سالم" لا يعرف ماذا يحدث من حوله لذا حان وقت مغادرة المكان.

وكان سالم يعرف ما بات بحوزته وتوجه مباشرة إلى مكتب "رويترز" فى مدينة غزة لينشر ما لديه، ولذلك فهو لا يعرف ما حدث للشبان الذين ظهروا فى الصورة، وقال سالم "شعرت أن الصورة مليئة بالغضب والحماس"، فيما يعود "سالم" مجددا لالتقاط صوره اليوم السبت.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة