أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

أحمد خالد توفيق.. حدث فى ليلة حزينة

الأربعاء، 04 أبريل 2018 06:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأنه مؤمن بأن الإثارة هى صانعة الكتابة الجميلة، وبأن الدهشة فى الأحداث هى التى تعلق فى ذهن قارئ الرواية، مات أحمد خالد توفيق فجأة فى مستشفى الدمرداش بالقاهرة، بعيدًا عن طنطا، محدثًا الكثير من الوجع والألم والخوف.. حدث ذلك فى ليلة حزينة. 
 
فى زمن ما فى تسعينيات القرن الماضى، كان الدكتور نبيل فاروق، صاحب السلاسل الأدبية الشهيرة «رجل المستحيل، ملف المستقبل، وكوكتيل 2000» يتربع وحده على عرش أدب المغامرات، ولم يكن له منافس فى كتاباته البوليسية فقد امتلك حبكة إنسانية تجمع بين «القوة والذكاء والرومانسية»، لذا كان يحتاج إلى منافس مختلف، ومن أجل هذا ظهر أحمد خالد توفيق.
 
كان أحمد خالد توفيق بالذكاء المناسب ليقدم وصفة جديدة ولا يعيد أو يكرر ما يقدمه نبيل فاروق، مع أنه يخاطب نفس الفتية الذين يخاطبهم نبيل فاروق، لكن من زاوية أخرى هى «الرعب» فظهرت سلسلة ما وراء الطبيعة حيث الدكتور رفعت إسماعيل العجوز الذى يعيش وحيدًا ويرتدى بذلة «كحلية اللون»، شعره أشيب وفى عينيه نظرات فزع دائمة، وما هى إلا سنوات قليلة حتى صار أحمد خالد توفيق «عراب الجيل»، مثلما يطلق عليه محبو كتابته والمعجبون بخياله.
 
استطاع أحمد خالد توفيق، كما فعل من قبله نبيل فاروق، ومن بعده أحمد مراد أن يجتاز القطيعة التى تحدث غالبًا بين الكاتب والشباب المقدمين على القراءة، الذين هم بحاجة إلى صفات معينة فى النص، منها القدرة على الكشف وحب المغامرة واللغة غير المعقدة والفلسفة القريبة وكثير من غموض الأحداث ودمويتها أحيانًا.
 
ومما يحسب لأحمد خالد توفيق هو ذلك التنوع الكبير فهو لم يكتف بالكتابة للشباب فقط، بل خاض أيضًا بقوة فى عالم الترجمة وكتابة المقالات، كما أنه ألف ثلاث روايات كبرى، آخرها شآبيب التى صدرت عن دار الشروق، وحتى كتبه غير الأدبية حققت نجاحًا وأحبها قراؤه واهتموا بها، كذلك مما يحسب له بشدة احتفاظه بإنسانيته وإيمانه بدوره فى الوقوف بجانب الشباب وتشجيعهم.
 
لا يمكن لنا أن ندرك قيمة ما يقدمه أحمد خالد توفيق، إلا حال غياب هذا النوع من كتابته، لأننا حينها سوف نجد جيلًا «قلقًا» يبحث عن طريق وعن كاتب يملك بناصيتهم ويقدم لهم ما يتسق مع أرواحهم المؤرقة.
 
رحم الله الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، الذى أدى دوره كاملًا، تاركًا أثرًا كبيرًا فى قلوب محبى كتابته الذى غاب عرابهم فى ليلة حزينة حقًا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة