أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

أخيرا عبدالرحمن الأبنودى فى المدارس

الخميس، 26 أبريل 2018 06:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيرا وفى ذكرى الرحيل الثالثة للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، قال وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، فى برنامج تليفزيونى، إنه سيتم، منذ العام الدراسى المقبل تدريس قصائد لـ«الأبنودى» فى المناهج التعليمية.
 
وفى هذا الشأن كتبت مقالة سابقة بعنوان «عبدالرحمن الأبنودى المنسى فى المدارس» قلت فيها «الحديث عن عبدالرحمن الأبنودى لا يحده حد ولا يحيط به كلام، هو ذاته يشبه قصيدة جميلة ومختلفة فى سجل الثقافة العربية عامة والمصرية خاصة، استطاع وهو شاعر العامية أن يصبح شاعرا كبيرا على مستوى العالم العربى وأن يصنع جمهورا متسعا من الخليج للمحيط، كما يقولون.
 
لذا من غرائب الأمور فى مصر أن يُطرح سؤال: هل يجوز تدريس شعر وحياة عبدالرحمن الأبنودى فى المدارس والجامعات المصرية ؟ وأن يختلف المسؤولون حوله، ويدعون بأن الأمر يحتاج إلى دراسة وعرض على جهات عليا.
 
عن نفسى أعتبر أن هذا السؤال «غريب» جدا، فإن كان شاعر بحجم عبدالرحمن الأبنودى لا يتم تدريسه فى مناهج التعليم، فمن إذًا من الشعراء المحدثين يصلح أن يكون موضوعا يطلع الطلبة على سيرته التى هى سيرة مصر وعلى كلماته التى يعبر بها الجميع عن إحساسهم بالأشياء ورأيهم فى كل ما يحيط بهم؟.
 
الرافضون ينطلقون من قصة «الفصحى والعامية» ويرون أن عامية عبدالرحمن الأبنودى تحول دون وضعه فى كتاب «حكومى»، وهؤلاء لا يعرفون أن تميز عبدالأبنودى يتجاوز هذه النقطة، وأن منطق البعض الذى يرى الإطار الخارجى فقط يمنح الكثيرين من شعراء «الفصحى» الذين لا تستحق نصوصهم التوقف عندها وقراءتها حق دخول الكتب المدرسية من باب «الفصحى» المشرع ويمنعون قامات كبيرة مثل الأبنودى وصلاح جاهين وفؤاد حداد من ذلك لكونهم يكتبون بالعامية، هؤلاء الرافضون لا يعرفون أن هؤلاء الشعراء الكبار تجاوزا هذا الإطار الضيق وأصبحوا يملكون معجما وصورا ورؤية شعرية تجعلهم فى صف واحد مع كبار شعراء العربية عبر التاريخ.
 
دائما ندعو إلى أن مناهج التعليم تحتاج لثورة كبيرة فى كل شىء، ومن ذلك أن يعرف القائمون على وضعها قيمة الشخصيات الفنية والأثر الإيجابى للنماذج التى يتم تقديمها للطلبة، وألا يسقطوا فى عبادة الإطار، لأنه دائما هناك من يستطيع أن يحطم الأطر ويجبرنا على تغيير القوانين ومن هؤلاء عبدالرحمن الأبنودى.
 
طبعا نتمنى أن يكتمل كلام وزير التربية والتعليم وأن نقرأ قصائد الأبنودى وغيره من شعراء العامية المميزين ونجد أبناءنا يرددونها فى طريقهم إلى المدرسة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة