من دمشق إلى القدس.. العرب على "موائد اللئام".. 3 دول تنقل سفارتها من تل أبيب إلى المدينة المحتلة فى ذكرى النكبة.. جواتيمالا وهندوراس يسيران على درب واشنطن.. السلطة الفلسطينية تندد وتؤكد: مخالفة للقانون الدولى

الإثنين، 16 أبريل 2018 11:00 ص
من دمشق إلى القدس.. العرب على "موائد اللئام".. 3 دول تنقل سفارتها من تل أبيب إلى المدينة المحتلة فى ذكرى النكبة.. جواتيمالا وهندوراس يسيران على درب واشنطن.. السلطة الفلسطينية تندد وتؤكد: مخالفة للقانون الدولى العرب على "موائد اللئام"
كتب- هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أزمات مفتوحة ونكبات متتالية اعتادها العالم العربى على مدار عقود مضت منذ نكبة فلسطين، مرورا بالوقوع تحت وطأة احتلال الدول الاستعمارية القديمة، وغير ذلك من المحطات التاريخية إلا أن ما واجهة العالم العربى منذ ما عرف بالربيع العربى والسقوط المدوى فى أعقاب ثورات عام 2011، يظل هو الأكثر حدة على الإطلاق فى التاريخ الحديث، منذ أن فتحت تلك الثورات الباب واسعا أمام وباء الإرهاب الذى امتد وانتشر على الخرائط والحدود، وأسقط دولا عدة فى دوامات الفوضى والدمار، وهو ما مهد بدوره الطريق أمام الولايات المتحدة والغرب لاستلاب حقوق الأمة العربية وانتهاك سيادتها ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع فى الملفات العالقة كما هو الحال فى الصراع العربى ـ الإسرائيلى، وفى القلب منه وضع مدينة القدس المحتلة.

وبعد العدوان الثلاثى على سوريا، والذى نفذته كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، يستعد العالم العربى لأزمة جديدة تم الإعداد لها مسبقا وفق جدول زمنى بعدما اعترف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل الأبدية، معلنا نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، لتقدم عدة دول على الاقتداء زورا بالموقف الأمريكى.

مشاهد من العدوان الثلاثى على سوريا

واستغلت كلا من جواتيمالا وهندوراس الواقعتان بأمريكا الوسطى ما تمر بها الأمة العربية من اضطرابات سياسة من أجل اتخاذ قرارات منفردة للاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وذلك بعدما أعلنت واشنطن نقل السفارة فى مايو المقبل.

وذكر تقرير للتليفزيون الإسرائيلى، أن جواتيمالا ستنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس فى 16 مايو المقبل بشكل رسمى، موضحة أن رئيس بلدية القدس نير بركات التقى بمسئول كبير بالخارجية فى جواتيمالا وبسفيرتها لدى تل أبيب وتم تحديد هذا الموعد لنقل السفارة.

وقالت القناة إن نقل السفارة سيأتى بعد يومين فقط من تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية قرار نقل سفارتها من تل أبيب للقدس فى 14 مايو المقبل، مضيفة أنه من المتوقع حضور مسئولين كبار من جواتيمالا حفل نقل السفارة وعلى رأس رئيس الدولة جيمى مورالس الذى تربطه علاقات قوية برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

نتنياهو وترامب

وأكد "بركات" رئيس بلدية القدس، على أنه سيتم تقديم كافة التسهيلات لجواتيمالا لاختيار مبنى مناسب ليكون مقر للسفارة فى القدس، داعيا دولا أخرى لنقل سفارتهم.

كما قرر البرلمان فى هندوراس، بالتصديق على نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وبحسب وكالة معا الفلسطينية، رحبت إسرائيل بقرار هندوراس، علما أنه يحتاج لموافقة الحكومة قبل أن يدخل حيز التنفيذ.

وترتبط هندوراس بإسرائيل علاقات قوية لدرجة أن رئيس هندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز، قد أبدى موافقته على مشاركته فيما يسمى إيقاد شعلة إسرائيل، قبل أيام احتفالا بما تسميه إسرائيل "عيد الاستقلال".

القدس على موعد مع صراع جديد بشأن الهوية

وقررت وزارة الخارجية الأمريكية نقل سفارتها فى إسرائيل من القدس إلى تل أبيب، بالتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، ورحبت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بالقرار الأمريكى، فى حين اعتبره الفلسطينيون استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين.

ومن جانبه، ندد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بأشد العبارات بقرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس فى اليوم الذى تتزامن فيه ذكرى نكبة الشعب الفلسطينى.

وقال عريقات إن هذا القرار مخالفة فاضحة للقانون الدولى والشرعية الدولية وتدمير كامل لكل اتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل"، مؤكدا أيضا أنه "استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين"، واعتبر أن إدارة ترامب "بهذه الخطوة تكون عزلت نفسها كليا وأصبحت جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل".

صائب عريقات

ولا يبدوا أن المشهد العربى بما يحمله من أزمات والتى جاء آخرها العدوان على سوريا قادرة على التعامل مع ملف القدس والذى يحمل بين طياته أزمة جديدة لا يفصلنا عنها إلا أيام معدودة ، خاصة بعدما آلت الدول العربية إلى أنظمة سياسية منغلقة، تحاول جاهدة حل ما لديها من أزمات واضطرابات داخلية، والتصدى لخطر الإرهاب، أو البدء بشكل عاجل فى إعادة إعمار ما دمره الإرهاب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة