أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

حتى لا ننسى.. سقوط بغداد الحزين

الثلاثاء، 10 أبريل 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ 15 عاما، بالتمام والكمال، كان العرب جميعا على قلب رجل واحد مفطورين من الحزن شاخصين أمام شاشات التليفزيون يتابعون ما تيسر من آثار الجريمة التى يرتكبها العالم الآن، فمدينة بغداد الأبية التى قاومت همجية أمريكا وتوحشها نحو 20 يوما بدأت تسقط وراح الناس يرددون مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى «وكنا خايفين مجىء بكره/ وجه بكره».
 
فعلها الرئيس الأمريكى فاقد العقل جورج دبليو بوش الذى ورث عن أبيه الرغبة فى لعق دماء العراقيين وصناعة انتصارات وهمية على دول الشرق، لدرجة أنه أطلق على ما يفعله فى لحظة غباء كاشفة أنها حرب صليبية جديدة، لذا أعلن الحرب على صدام حسين وعلى شعب أعزل محاصر منذ سنوات طويلة بسبب ظلم المنظمات الدولية، ووقفت بريطانيا ودول أخرى كثيرة طامعة وباحثة عن شكل قديم من الاستعمار قائم على القتل أولا وفرض القوة بعد ذلك إلى جانب أمريكا بحثا عن الغنائم.
 
فى هذه الأحداث الكئيبة اكتفى العرب بالمتابعة، بينما راح الحكام ينددون ويشجبون من مكاتبهم المكيفة، أما الشعوب فلا تملك سوى التعاطف والدعاء، وراح العالم يتابع فقط، فقط أهل العراق هم الذين كانت تشغلهم المقاومة قدر المستطاع، لكن الفرقة التى كانت قد دبت منذ زمن طويل فى تاريخ العراق ظهر أثرها السلبى فى هذا الموقف الصعب.
 
نتذكر الآن فقد مرت سنوات طويلة على سقوط بغداد، وابتداء أول مهزلة إنسانية فى القرن العشرين بما صحبها من اختلافات سياسية بعد ذلك، ومن تبعات اقتصادية لا تزال تترك أثرها على كل شىء.
 
بالطبع لا يخفى على أحد من المتابعين للتاريخ كيف توصل الجميع إلى نتيجة أن ما حدث فى بغداد كان سقطة لكل المشاركين فيها وأنها عار يضاف إلى التاريخ الأمريكى لا يقل عما حدث فى فيتنام، وأعتقد أن التاريخ سوف يضع جورج بوش فى المكان الذى يليق به كمجرم حرب وغير متزن ومراهق سياسيا ولعبة فى يد شركات الأسلحة الكبرى، وحتى الأدبيات الأمريكية وعلى رأسها السينما صارت مدركة للخطأ الذى وقع فيه النظام الأمريكى «الموتور».
 
وربما بناء على هذه الأدبيات يمكن للعراقيين أن يطالبوا النظام الأمريكى باعتذار حقيقى مصحوب بتعويضات عما لحق بالبلد العظيم من تخريب وتدمير وسرقة آثار على يد الأمريكيين حتى أن ألواح التوراة البابلية العظيمة وصلت إلى إسرائيل بعد سرقتها إبان الاحتلال الأمريكى الغاشم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة