بشائر "الود السعودى اللبنانى" تهب على بيروت.. زيارة الحريرى أعادت دعم الرياض للقوى الأمنية الشرعية.. الجبير فى بيروت قريبا لتنفيذ الوعود الملكية.. حزب الله يراقب فى صمت وإيران أرسلت سفيرها "بعبدا" لتقصى الأخبار

الثلاثاء، 06 مارس 2018 05:00 ص
بشائر "الود السعودى اللبنانى" تهب على بيروت.. زيارة الحريرى أعادت دعم الرياض للقوى الأمنية الشرعية.. الجبير فى بيروت قريبا لتنفيذ الوعود الملكية.. حزب الله يراقب فى صمت وإيران أرسلت سفيرها "بعبدا" لتقصى الأخبار زيارة سعد الحريرى رئيس الحكومة اللبنانية للرياض
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى عاد بعد من الرياض عندما سيطرت أصداء زيارته لتعم جميع أنحاء لبنان، فما أن نشر الحريرى على صفحته الخاصة بموقع تويتر السيلفى الذى يجمعه بصاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى عهد المملكة العربية السعودية، والتى عكستْ جواً ودّياً وعائلياً ساد اللقاء بعيداً عن البروتوكول، حتى اعتبر المراقبون أن صفحة جديدة تم فتحها فى العلاقات بين البلدين.

 

ورغم أن المعلومات الرسمية عن فحوى المباحثات التى تمت فى الاجتماع المغلق المطول بين الحريرى وصاحب السمو الملكى ليست متاحة حتى اللحظة، إلا أن التسريبات التى بدأت تتناثر فى الأوساط السياسية اللبنانية أشارت الى أن صفحة التوتر بين بيروت والمملكة طوت فى وقت تقدم فيه بيروت على انتخابات برلمانية هامة تجرى فى مايو المقبل، وأشارت مصادر مقربة من تيار المستقبل الذى يرأسه الحريرى أن اللقاء خلص إلى التأكيد على التجاوب السعودى لما يطلبه رئيس الحكومة من  دعم المملكة السياسى والاقتصادى مع لبنان.

 

سيلفى الحريرى
سيلفى الحريرى


المصادر أكدت لصحيفة الديار اللبنانية أن الرياض أكدت للحريرى، الذى غادر السعودية أمس بعد زيارة دامت ثلاثة أيام - عزمها دعم الجيش والقوى الأمنية الشرعية فى لبنان، لافتة إلى أن نتائج - اللقاء ستترجم فى وقت قريب على صعيد تمتين العلاقات بين الرياض وبيروت.

 

وفيا كشفته المصادر أن الحريرى سيتوجه خلال الساعات القادمة إلى باريس لعقد لقاء مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قبل أن يعود إلى بيروت لإعلان مرشحى التيار فى الانتخابات، عشية سفره بجولة خليجية، تشمل الكويت والإمارات فى إطار التحضيرات التى يقوم بها لبنان، استعداداً لمؤتمرات الدعم الدولية التى تبدأ بمؤتمر “روما 2” فى 15 مارس الجارى، ثم مؤتمر “سيدر” فى إبريل، من أجل إنجاح هذه المؤتمرات، ولتأمين أوسع دعم للبنان لتمكينه من مواجهة التحديات التى تنتظره، وتحديداً فى معركته مع الإرهاب، وتحمل أعباء النزوح السورى.

 

وتأتى زيارة الحريرى لباريس فى إطار ما تسرب عن اتجاه لإعادة تحريك المساعدات السعودية والتى قد يكون اول غيثها صرف المليار دولار المخصصة لصفقة الأجهزة الأمنية والعسكرية التى سيتم شرائها من فرنسا، وتتابع المصادر أن وفدا سعوديا رسميا برئاسة وزير الخارجية عادل الجبير، وعضوية رئيس الديوان الملكى نزار العلولا سيزور بيروت نهاية الاسبوع المقبل لإبلاغ المسئولين اللبنانيين رسميا التزام المملكة المشاركة فى المؤتمرات المخصصة لدعم لبنان وتقديم المساعدات له.

الحريرى خلال لقاء الملك سلمان
الحريرى خلال لقاء الملك سلمان

 

ومن المنتظر أن يٌعلن الحريرى بعد عودته فى خطاب رسمى اسماء مرشحى تيار المستقبل فى كافة الدوائر، حيث جاء الدعم السعودى لرئيس الحكومة اللبنانية فى وقت حرج قبل الانتخابات البرلمانية وسط تخوفات من سيطرة حزب الله وحلفائه على البرلمان المقبل، فى وقت يعتبر فيه المراقبون أن القانون الانتخابى الذى ستجرى بناء عليه الانتخابات يصب فى صالح حزب الله، وبالتالى يؤدى إلى تقويه شوكة الحزب المدعوم إيرانيا.

 

وفى حين شهد الأسبوع الماضى تطورات متلاحقة تصب فى صالح العلاقات اللبنانية السعودية من جانب والعلاقات اللبنانية الخليجية من جانب آخر التزم حزب الله الصمت، وعمد إلى مراقبة تطورات المشهد من بعيد بدءا من زيارة نزار العلولا الى بيروت ولقاءاته مع الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برى ومختلف الأطياف السياسية التى التقاها وما حملته من رسائل ضمنية لحزب الله وحلفائه.

 

ومن خلف حزب الله إيران التى راحت تراقب تحركات السعودية داخل لبنان وانعكاساتها على التحالفات الانتخابية المقبلة، حيث تعتبر طهران أن الانتخابات فى لبنان هى مواجهة بين محور السنة والشيعة وأن هزيمة حزب الله تعتبر هزيمة لها، ولذلك ما أن غادر الحريرى إلى الرياض حتى توجه سفير طهران فى بيروت محمد فتح على يرافقه نائبه محمد صادق فضلى لقصر بعبدا فى محاولة لإستكشاف نتائج المباحثات السعودية اللبنانية.

الحريرى يغادر الرياض
الحريرى يغادر الرياض

 

واجتمع السفير الإيرانى مع الرئيس عون منذ يومين وقال بيان للرئاسة اللبنانية إنه تم خلال اللقاء عرض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها، وأوضح السفير فتح على أن الجمهورية الإسلامية الايرانية "تثمن عاليا جهود الرئيس عون وحكمته فى إدارة شئون لبنان، كما تنوه بالإنجازات التى تحققت خلال السنة الأولى من العهد والتى طالت مجالات عدة.

 

إيران تشعر بصدمة من استعادة الرياض لعلاقاتها بزعيم "تيار المستقبل" كحليفٍ رئيسى، حيث تعتبر هذا التحالف موجها لـ"حزب الله" وامتداده الإيرانى، حيث أعتبرت صحيفة الرأى الكويتية أن الصفحة الجديدة بين السعودية ولبنان وبين الحريرى والرياض تعيد المظلّة الإقليمية لرئيس الحكومة، وهو ما يشكّل عنصرَ إعادة تَوازُن الى الوضع اللبنانى بِبُعْده الداخلى والإقليمى، ويوجّه رسالةً الى أن البلاد ليست متروكةً لتكون «ورقة ساقطة» بيد إيران.

 

سفير إيران يلتقى عون فى بعبدا
سفير إيران يلتقى عون فى بعبدا

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة