أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

فبركة BBC.. الخواجة عنده حق والحكومة لا!

السبت، 03 مارس 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تزال قضية «بى بى سى» وتقرير اختفاء زبيدة غير المختفية، مفتوحة، وبينما تواصل هيئة الإذاعة البريطانية تجاهل الرد على اتهامات التزييف والفبركة، ومطالب الهيئة العامة للاستعلامات ووزارة الخارجية، ولم تظهر أى تبرير مهنى أو دعائى على اتهامات بالتلفيق وتزييف شبه متعمد للقصة برمتها.
 
ويتوقع أن تكشف التحقيقات مع أم زبيدة عن المزيد من التفاصيل عن سيناريو الفيلم، محل الجدل، وبالطبع تواصل قنوات الإخوان القطرية والتركية حالة ارتباك بين مهاجمة زبيدة واتهامها بالكذب، أو الدفاع عنها وتبنى أقوال أم زبيدة. 
 
وإذا كان طبيعيا أن يدافع الإخوان عن التقرير البريطانى، وهو دفاع مفهوم، وإن كان يثير شكوكا عن مدى ارتباط قنوات قطر بالهيئة البريطانية، ومع تفهم انحياز الإخوان للقصة، على اعتبار أنهم اعتادوا تأليف وإخراج سيناريوهات من هذا النوع، يبدو رد فعل بعض المحللين والخبراء على مواقع التواصل أو فى مقالات الرأى لافتًا، يتجاهلون البند أولا وهو وقوع تزييف لأدلة وشهود فيما يتعلق باختفاء زبيدة، ويقفزون إلى لوم الموقف الرسمى، وتقديم دروس وخطب عن أهمية إرضاء الخارج وإقناع الأجانب، ربما أكثر من الاهتمام بالداخل. 
 
وبالرغم من أهمية وجود خطط للتعامل مع الخارج والتفاعل بالرد والتوضيح والتصحيح لما تنشره منصات الإعلام الخارجية، يفترض الالتفات إلى وجود منصات لها توجهات عدائية لاتهتم كثيرا بالتصحيح والتوضيح، وفى بعض الأحيان تتخذ تقارير مثل «زبيدة» نفس صيغة تقارير الجزيرة وقنوات قطر فى تركيا ولندن.. فيما قد يشير أحيانا إلى تنسيق ما أو بث على نفس الموجة.
 
وهذه الظاهرة ليست جديدة، حيث يبدى بعض خبراء «التحاليل» تصديقًا لأى تقرير ينشر فى الخارج طالما عليه اسم أجنبى وينتابهم الشك العميق تجاه البيانات الرسمية المحلية، بالرغم من وجود أكثر من حالة ظهر فيها كذب الأجانب.. وأنهم ينشرون تقارير مضروبة منسوبة لمصادر تصر على عدم ذكر أسمائها. 
 
وممن تناولوا قصة بى بى سى الصديق الدكتور عمرو الشوبكى، وكتب فى مصراوى «أسئلة الـBBC»، تضمن نقاط مهمة حول أهمية التعامل مع الخارج، وأن الدولة «نجحت فى أن تؤثر فى الرأى العام المحلى، إلا أنها ما زالت حتى هذه اللحظة لم تصل للرأى العام الغربى بردود مقنعة تعيده للحياد تجاه مصر؛ لأنه ليس مطلوبًا منه أيضًا أن يؤيد ويبايع». ويحدد الشوبكى مؤسسات التأثير فى الرأى العام العالمى بأنها نوعان الأول الصحافة والقنوات الكبرى ومن بينها «بى بى سى»، والثانى مراكز الأبحاث، التى تخاطب النخب المختلفة ودوائر صنع القرار، وكلاهما «فى معظمهما» لديه موقف معارض من النظام السياسى المصرى.. ويرى الشوبكى أن التعامل مع الخارج يتطلب «الانطلاق من ثقافة سياسية تقر بوجود أخطاء وتعترف بها، وتعمل على تصحيحها.. ومناقشة المعلومة أو السؤال، والرد عليهما بصرف النظر عمن قالهما معنا أم ضدنا».
 
وبالرغم من أهمية ما يطرحه الشوبكى، إلا أنه فى مقاله يتحاشى التطرق للقضية الأساسية «قصة زبيدة»، ويتحدث فى ثانيا وثالثا ورابعا، ويتجاهل البند أولا: وجود قرائن تشير لتزييف قصة زبيدة وحشوها بكذب يتجاوز الهفوة والخطأ البسيط إلى مايشبه الترصد.
 
 وفى تحليل انتقادى للموقف المحلى الرسمى يرى أنه يجب أن يعترف بالأخطاء ويهتم بالرد على منصات ومراكز تتخذ موقفًا معارضًا من الحكم.. وكأن الموقف المعارض أيا كان يحتاج إلى أن تسعى الدولة للرد عليه حتى لو كان موقفا غير مفهوم أو متربص فى بعض الأحيان.. وهناك بعض المراكز التى يشير إليها لها أفرع وتعاون بحثى مع جهات تمارس حربًا دعائية وليس مجرد موقف معارض. 
 
وهناك أسئلة يفترض أن يوجهها أى محلل بنفس العمق، الذى يسأل فيه أو ينتقد الموقف الرسمى، منها أن «أورلا جيورين»، مراسلة BBC، وصاحبة التقرير الفضيحة، ومصادفة أن زوجها مايكل جورجى، مدير مكتب وكالة رويترز السابق فى القاهرة، والذى هرب من مصر قبل عامين تقريبا بعد اتهامه بفبركة تقرير عن جوليو ريجينى قال فيه إن الباحث الإيطالى كان محتجزًا بأحد مقرات الأمن قبل مقتله، ونسب هذه المعلومات لمصادر أمنية ونفت وزارة الداخلية فى بيان رسمى، وحركت دعوى ضد مايكل وهرب بعدها من مصر للخارج. 
 
وربما تكون مصادفة أن تكون مراسلة بى بى سى وزوجها طرفًا فى تقارير مفبركة، لكنها مصادفة يجب أن تلفت نظر من يتهمون الدولة بالتقاعس عن الرد على الخارج وإقناعه.. وإذا كان ليس مطلوبًا من الأجانب مبايعة الحكومة المصرية، فليس مطلوبا منهم أن يفبركوا تقارير دعائية لخدمة جهات غير معلومة.
 
والأهم أن من يلومون التركيز على إقناع الداخل، يتجاهلون أن الرأى العام الداخلى هو الأهم أن يستوضح الحقيقة، وهو طرف فى تداول هذه التقارير المكذوبة على مواقع التواصل، وهناك مواقع تدافع عن التقرير البريطانى.. ثم إن انتقادات كثيرة كانت توجه إلى الدولة عندما تحرص على مخاطبة الرأى العام الخارجى، أكثر من حرصها على الداخل.
 
 وبالرغم من أهمية التعامل مع الخارج، فإن أحدا لايمكنه تجاهل تأثير السوشيال ميديا، بميزاتها وعيوبها، فى التأثير بالداخل والخارج، وهناك مصريون كثيرون تعاملوا باحترافية مع حسابات «بى بى سى»، والمحررين والجهات الخارجية.. ولم يعد الرأى العام العالمى بعيدًا عن تأثيرات هذا النوع، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك جهات لن تغير رأيها العدائى- وليس فقط المعارض- مهما كان الرد مقنعًا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة