إيطاليا.. عقبة جديدة أمام الاتحاد الأوروبى.. هل تنجو الكتلة الأوروبية للمرة الثالثة؟.. الأوروبيون يترقبون الانتخابات الإيطالية وسط تكرار القلق الذى سادهم فى انتخابات فرنسا وألمانيا.. وروسيا تثير مخاوف جديدة

السبت، 03 مارس 2018 02:01 م
إيطاليا.. عقبة جديدة أمام الاتحاد الأوروبى.. هل تنجو الكتلة الأوروبية للمرة الثالثة؟.. الأوروبيون يترقبون الانتخابات الإيطالية وسط تكرار القلق الذى سادهم فى انتخابات فرنسا وألمانيا.. وروسيا تثير مخاوف جديدة
تحليل تكتبه: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستعد الإيطاليون للإدلاء بأصواتهم فى الإنتخابات العامة، الأحد، وسط مشهد انتخابى لا ينبئ بالكثير من التفاؤل سواء للبلاد على الصعيد الداخلى أو بالنسبة للاتحاد الأوروبى، والأخير هو الأكثر شعورا بالتهديد مع ارتفاع شعبية اليمين المتطرف والخطاب الشعبوى فى البلد صاحبة أقوى ثالث اقتصاد فى أوروبا.
 
 
 
يتكرر فى إيطاليا نفس النمط الناشئ فى جميع أنحاء أوروبا من صعود أحزاب اليمين المتطرف مقابل تراجع الأحزاب التقليدية، غير أنه بالنسبة للإيطاليين فإن النتائج سيكون لها انعكاسات واسعة على اقتصاد بلادهم، الذى على الرغم من أنه أحد أكبر الاقتصادات فى العالم، لكن لا يزال يعانى من انخفاض النمو وارتفاع معدل البطالة وعدم الاستقرار المصرفى، كما ستحدد الدور الذى تلعبه إيطاليا فى الاتحاد الأوروبى، فى الوقت الذى تكافح فيه الكتله ضد الانشقاقات منذ تصويت البريطانيين بالخروج، فيما يعرف بالبريكست، فضلا عن أزمة الهجرة المستمر.
 
برلسكونى يستعد للعودة مجدداً للحياة السياسية
برلسكونى يستعد للعودة مجدداً للحياة السياسية


الاقتصاد والهجرة قضايا رئيسية

تشكل قضايا الاقتصاد والمهاجرين مزيج ملهم لقوى اليمين المتطرف لإثارة خطابات شعبوية حماسية حققت لهم خلال الفترة الماضية نتائج كبيرة فى استطلاعات الرأى، حيث تشير التوقعات إلى حصول حركة النجوم الخمسة على 28% من نتائج الانتخابات. وقد تضرر الاقتصاد الإيطالى بشدة جراء الأزمة المالية 2008-2009، حيث تقلص بنحو 9% بحلول عام 2013.
 
 
 
وبحسب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى عانى الاقتصاد الإيطالى من ركود مزدوج، حيث فرض صناع السياسة تخفيضات فى الميزانية لمحاولة كبح جماح ديون البلاد الضخمة، التى تبلغ حاليا نحو 2.8 تريليون دولار، أى أكثر من 130% من الناتج المحلى الإجمالى. وعودة إيطاليا إلى النمو منذ عام 2014 كانت بطيئة، مع استمرار تزايد البطالة.
 
 
وقال العديد من المحللين، إن الاقتصاد يحتاج إلى إصلاحات أكثر عمقا لتعزيز التوظيف والاستثمار، بينما يلقى بعض السياسيين الإيطاليين باللوم على العملة المشتركة باليورو وقواعد ميزانية الاتحاد الأوروبى لعرقلة الانتعاش. ومن ثم هناك قلق لدى البعض من أن استمرار النمو المنخفض أو الركود الآخر قد يؤدى إلى أزمة ديون يمكن أن تهدد منطقة اليورو.
 
 
 
مظاهرات ضد الفاشية واليمين الإيطالى قبل الانتخابات
مظاهرات ضد الفاشية واليمين الإيطالى قبل الانتخابات
 
 
 
فيما تشكل قضية الهجرة أزمة كبيرة لإيطاليا، ورغم أن الأزمة تتعلق بأوروبا كلها، غير أن السواحل الإيطالية هى المستقبل الأول للمهاجرين غير الشرعيين عبر سواحل ليبيا المقابلة حيث استقبلت إيطاليا نحو 120 ألف مهاجر غير شرعى عبر البحر العام الماضى. وكان إطلاق النار على مجموعة من المهاجرين فى مدينة ماكيراتا وسط إيطاليا، مؤشرا خطيرا على مدى سأم الإيطاليين من المهاجرين فى بلادهم.
 
 
 

القوى الرئيسية المتنافسة

تشتد المنافسة فى الإنتخابات الإيطالية بين ثلاث قوى رئيسية، وهم تحالف يسار الوسط وتحالف يمين الوسط وحركة النجوم الخمسة الشعبوية. ويقود تحالف يسار الوسط الحزب الديمقراطى الحاكم بزعامة رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزى، ويقود تحالف يمين الوسط حزب فورزا إيطاليا بزعامة رئيس الوزراء السابق سلفيو بيرلسكونى ويضم أيضا حزب رابطة الشمال، اليمينى المتشدد.
 
 
وبحسب أحدث إستطلاعات صادرة عن مركز Termometro Politico فإنه من المتوقع أن يحصل تحالف بيرلسكونى على النسبة الأكبر من الأصوات بتقديرات 36% يله النجوم الخمسة بنسبة 28% ثم تحالف اليسار بنسبة 26%، وهو ما يعنى تفتت النتائج حيث لن تتكن أى قوى من الحصول على أغلبية كافية لتشكيل الحكومة ومن ثم سيكون هناك حاجة إلى تشكيل ائتلاف أخر والذى على الاغلب سيتشكل بين تحالفى يمين الوسط ويسار الوسط.
 
 
 
ماثيو رينزى
ماثيو رينزى
 
 
ويبدو أن النتيجة الأكثر احتمالا للانتخابات الإيطالية ستكون معلقة، مما يمكن أن يؤدى من الناحية النظرية على الأقل، إلى انتخابات أخرى، وهو نفس الأزمة التى واجهتها ألمانيا، فى سبتمبر الماضى، عندما لم تكن النتيجة كافية للحزب المسيحى الديمقراطى، الذى تقوده المستشارة أنجيلا ميركل، بأغلبية مطلقة، مما أضطرها لخوض مفاوضات متعثرة مع الأحزاب المختلفىة لتشكيل ائتلاف حكومى، إلى أن وافق الحزب الاشتراكى الاجتماعى، أخيرا فى يناير الماضى، على تشكيل ائتلاف حكومى، مما حال دون إعادة الانتخابات.
 
 
وفى حال فوز ائتلاف يمين الوسط بأغلبية المقاعد الإنتخابية، فإنه سيكون هناك سؤالا حرجا إذا من الذى سيحصل على أغلبية الأصوات هل هو حزب فورزا إيطاليا لبيرلسكونى أو رابطة الشمال، اليمينة المتشددة التى تدعو لإنفصال أقاليم الشمال ودعت قبلا للخروج من الإتحاد الأوروبى، على الرغم من تراجع زعيمها سالفينى فيما بعد. وفى حال غياب الأغلبية فسيكون وضع حركة النجوم الخمسة رئيسيا.
 
 
ماتيو سافينى
ماتيو سافينى
 


تهديدات تواجه الإتحاد الأوروبى

هذه المؤشرات تثير القلق فى بروكسل، إذ أن أى حكومة جديد يمكن أن يكون لها تداعياتها على الاتحاد الأوروبى. ومع خروج بريطانيا من الاتحاد، فإن إيطاليا مستعدة لأن تصبح ثالث أكبر اقتصاد للكتلة، ويشير المجلس الأمريكى إلى أن قدرة روما أو عدم قدرتها على تنظيف بنوكها، التى تعانى أزمة قروض معدومة، والعودة إلى النمو ووضع دينها الوطنى على مسار مستدام سيؤثر على صحة الاقتصادات الأوروبية الأخرى، فضلا عن السياسة النقدية والمصرفية للاتحاد الأوروبى.
 
 
 
ويشعر المسئولون الأوروبيون بقلق خاص إزاء العداء لمؤسسات الاتحاد الأوروبى التى تشوف الآن الكثير من السياسة الإيطالية. وفى حال وصول رابطة الشمال أو حركة النجوم الخمس M5S للحكم فيمكت أن تجرى استفتاء حول عضوية إيطاليا فى منطقة اليورو، أو الدعوة لإعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأساسية للاتحاد الأوروبى.
 
 
 
وإن لم تقدما على تلك الخطوة، فعلى الأغلب وجود حكومة إيطالية مشككة فى الكتلة الأوروبية سيعرقل بالتأكيد خطط الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الطموحة من أجل تحقيق التكامل الأوروبى الأعمق. وهو ما يؤكده تصريحات جيوريا ميلونى، رئيسة حزب "إخوان إيطاليا"، أحد أحزاب ائتلاف بيرلسكونى، خلال لقاءها، الأسبوع الماضى، مع رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، حيث وجهت انتقادات للقوى الرئيسية فى أوروبا، فرنسا وألمانيا، وتعهدت بأن تركز إيطاليا على العلاقات مع مجموعة فيسجراد من دول أوروبا الشرقية.
 
 
برلسكونى وبوتين فى لقاء سابق
برلسكونى وبوتين فى لقاء سابق
 

روسيا عنصر قلق كبير

وبرزت روسيا مؤخرا كعنصر قلق كبير للأوروبيين فيما يتعلق بإيطاليا، فعلى غرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أبدى المنافسون، من اليمين، مؤخرا وجهات نظر مؤيدة لتعزيز العلاقات مع موسكو وهو ما يمثل تحولا جذريا فى الوضع الحالى. وفضلا عن علاقات الصداقة بين بيرلسكونى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فإن الحكومة الروسية ترتبط بعلاقات مع رابطة الشمال اليمينة المتطرفة، وفى تصريحات سابقة لزعيم حركة النجوم الخمس، لويجى دى مايو، أعرب عن تأييده للسياسات الروسية فى سوريا وإنتقد العقوبات الأوروبية ضد موسكو بسبب ضمها شبه جزيرة القرم فى أوكرانيا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة