أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

التاريخ الأسود لتحالف إدارة أوباما مع إسرائيل

الأحد، 25 مارس 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية.
 
القصص والحكايات التى تخرج من البيت الأبيض الأمريكى فى عهود الروساء السابقين تؤكد أن إسرائيل هى الفتى المدلل لكل القيادات فى البيت الأبيض، ومن أبرز هذه الحكايات التى كتبت وخرجت للنور هو ما نشر فى دورية «نون بوست» وحمل عنوان «ليس لدينا أعداء هنا: ما تريد معرفته عن اللوبى الصهيونى فى أمريكا»، حيث يؤكد التقرير هذه المقولات.
 
ويشير التقرير إلى أنه فى يوم صيفى من يوليو من عام 2009، التقى الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما فى غرفة روزفلت بالبيت الأبيض، ولمدة 45 دقيقة مع قادة المنظمات اليهودية الأمريكية، كان أوباما فى بداية فترته الرئاسية الأولى، وكان يبدو متفائلاً بأنه يستطيع الضغط على الإسرائيليين لإيقاف التوسع فى بناء المستوطنات، تحدث مالكوم هوينلين، نائب المدير التنفيذى لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية قائلا لأوباما: «الخلاف العلنى بين إسرائيل والولايات المتحدة لا يفيد أحدًا» وتابع مؤكدًا: «الخلافات يجب حلها مباشرة بين الطرفين المتنازعين».
 
وبحسب هوينلين، فقد تراجع أوباما فى مقعده وقال بهدوء: «أنا مختلف معك، لقد كانت هناك ثمانى سنوات من العمل فى الخفاء، لكن لم يكن هناك تقدم أيضًا»، كان أوباما يشير إلى السنين التى قضاها سلفه جورج بوش الابن.
 
ست سنوات انقضت منذ ذلك الاجتماع، والآن، لا تزال دولة الاحتلال تتوسع فى مستوطناتها، وقامت بشن حربين فى قطاع غزة، واستطاع رئيس وزراء إسرائيل أن يلقى خطابًا فى الكونجرس رغمًا عن أنف الرئيس، واستطاعت تل أبيب تمرير مشاريعها ومشاريع الحكومات الصديقة لها فى المنطقة لدى الإدارة الأمريكية، لكن لماذا تستطيع أن تفعل ذلك إسرائيل؟ الجواب يكمن فى كلمتين: اللوبى الصهيونى.
 
لا يمكن فهم الوجود الرسمى الحالى وحجم التأثير الذى يملكه اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة من دون الرجوع إلى الجذور الفكرية للصهيونية فى المسيحية الأمريكية تحديدًا، فلمدة طويلة كان هناك اعتقاد يمكن تسميته بالـ«المسيحية الصهيونية» يتلخص فى أن عودة اليهود إلى الأرض المقدسة فلسطين، وبناء دولة «إسرائيل» يتوافق مع النبوءات التوراتية ويمهد لعودة المسيح، الأمر ظهر بشكل أكثر وضوحًا عام 1844 فى كتاب لأستاذ العبرية بجامعة نيويورك جورج بوش «نعم، له صلة قرابة بعيدة بعائلة بوش الرئاسية» بعنوان «وادى الرؤى، أو إحياء العظام النخرة لإسرائيل» ودعا فيه بوضوح لرفع اليهود إلى مصاف أمم الأرض المحترمة عبر إعادتهم إلى أرض إسرائيل، الكتاب باع أكثر من مليون نسخة قبل عام 1860.
 
ويمكن التأريخ لأولى المحاولات السياسية للوبى الصهيونى فى 1891 بما يُعرف بـ«عريضة بلاكستون» Blackstone Memorial والذى جمع فيها ويليام يوجين بلاكستون التوقيعات لإقناع الرئيس الأمريكى بنجامين هاريسون بالضغط على السلطان العثمانى لتسليم فلسطين اليهود.
 
فى 1914 كان الأمر قد اتخذ منحنى آخر بتدخل لويس برانديس، القاضى فى المحكمة العليا الأمريكية والذى حول الصهيونية الأمريكية لقوة يُعتد بها فى السياسة الأمريكية، فى 21 سبتمبر 1922 قام الكونجرس بتمرير قرار ينص على دعمه لأن تكون فلسطين وطنًا قوميًا لليهود، وفى نفس اليوم، وافقت عصبة الأمم على فرض الحماية على فلسطين.
 
«الحقيقة لا تنطوى فقط على وجود غير مسبوق لجماعات الضغط فى الأمم المتحدة، لكن حتى فى البيت الأبيض الذى تعرض لضغوط مستمرة، لا أعتقد أن البيت الأبيض تعرض لهذا القدر من الضغط والدعاية مثلما تعرض فى هذا الموقف، وجود قلة من القادة الصهاينة المتطرفين، مدفوعين بدوافع سياسية ومنخرطين فى تهديدات سياسية، أزعجنى للغاية» هكذا تحدث الرئيس الأمريكى هارى ترومان، والذى رأس الولايات المتحدة فى نهاية الحرب العالمية الثانية ومرورًا بفترة تأسيس دولة الاحتلال فى 1947-1948.
 
ويوضح التقرير أنه فى الخمسينيات تأسست اللجنة الأمريكية الصهيونية للشؤون العامة، حينها لم تكن القضية اليهودية شديدة الإلحاح أمام إدارة دوايت إيزنهاور مقابل الخطر السوفيتى، وبعد توترات بين الإدارة واللجنة الصهيونية قررت الأخيرة أن تغير اسمها، ليصبح الاسم الأبرز فى الساحة السياسية الأمريكية منذ ذلك الحين، ومن هنا ظهرت «لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية» آيباك وتتأسست بشكل رسمى فى 1963.
 
بحسب مراقبين، فإن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ظلت فاترة حتى النكسة عام 1967 مع رؤية بخطأ إنشاء دولة يهودية، الكاتب والسياسى الأمريكى جورج فريدمان يعتقد أن الأمريكيين كانوا يحتفظون بشكل من الكراهية لإسرائيل قبل 1967، لكن الأمر تغير تمامًا لاحقًا، ونجح اللوبى الصهيونى فى حشد دعم مهول لإسرائيل داخل أمريكا، بحسب ما كتبه أستاذا العلوم السياسية جون ميرشايمر من جامعة شيكاغو وستيفن والت من جامعة هارفارد فى مقالهما المطول فى London Review Of Books عام 2006 والذى تحول لاحقًا لكتاب عن تأثير اللوبى الصهيونى فى السياسة الخارجية الأمريكية، فإنه منذ العام 1976 أصبحت إسرائيل أكثر مستفيد من المساعدات الخارجية الأمريكية، ومنذ 1948 حتى 2004 أغدقت الإدارات الأمريكية على الحكومات المتعاقبة بدولة الاحتلال أكثر من 140 مليار دولار. «يتبع»









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة